أغلقت إدارة مستشفى الخرطوم لعلاج الأورام "مستشفى الذرّة بالخرطوم عنابر التنويم منذ ثمانية أشهر لغرض الصيانة ما أدى إلى ارتفاع الطلب على التنوم لمرضى السرطان في المستشفيات الخاصة، بتحمل نفقات تصل إلى (250) ألف جنيه يوميًا.
وذكر مرافقون لمرضى يتلقون العلاج بمستشفى الذرة التابع لوزارة الصحة بولاية الخرطوم، أن عنابر التنويم مغلقة منذ ثمانية أشهر لأن الإدارة بررت الإغلاق بالصيانة ولم تنهها حتى الآن، على الرغم من أن قائمة الانتظار تحتوي على آلاف المرضى القادمين من الولايات.
تُبرر إدارة المستشفى الإغلاق بحاجة العنابر للصيانة
وأوضح أحد المرافقين لـ"الترا سودان"، أن غالبية وحدات التنويم عدا واحدة جميعها مغلقة، وعندما نحضر لأخذ الجرعات لا يسمح لنا بالمكوث حتى لساعات محدودة رغم حاجة المريض للعلاج والتنويم معًا.
اقرأ/ي أيضًا: "مركزي قحت" يُلمح إلى عدم إشراك الإسلاميين في مبادرة حمدوك
وتُبرر إدارة مستشفى الذرة الإغلاق بحاجة العنابر للصيانة، لكن مصدر من داخل المستشفى قلل من هذه المبررات واعتبرها حجة لعدم الالتزام تجاه مرضى السرطان ومتابعة علاجهم.
وأشار مصدر من وزارة الصحة بولاية الخرطوم إلى أن إدارة المستشفى بتصرفاتها ساعدت القطاع الخاص على فرض آلاف الجنيهات يوميًا على مرضى السرطان، لافتًا إلى أن أغلبهم من الولايات ويعانون من ضيق ذات اليد وأحيانًا يغادرون العاصمة قبل إكمال العلاج للظروف المالية التي تحيط بهم.
وحاول "الترا سودان" الحصول على تعليق فوري من مديرة مستشفى الذرة سلافة محمد قرشي، لكنها لم ترد على الهاتف.
وأوضح أحمد حسين الذي جاء مرافقًا لأحد اقربائه قادمًا من ولاية شمال دارفور، أنه جاء لعلاج أحد أقربائه وظل يتردد على مستشفى الذرة لأخذ الجرعات وعقب الإغلاق العام بسبب جائحة كورونا تبدلت الأوضاع وبات العلاج غير منتظم لأن العنابر مغلقة منذ شهور طويلة، واضطروا إلى السكن في منزل بالإيجار.
وزادت وزارة المالية ميزانية علاج مرضى السرطان من ثمانية مليون جنيه إلى (16) مليون جنيه شهريًا لمقابلة الطلب المتزايد على العلاج جراء اتساع رقعة الإصابة بالسرطان إلى أكثر من ألف متردد شهريًا على المستشفى الحكومي.
وتقول سيدة ترافق شقيقتها في حديث لـ"الترا سودان"، إن إجراءات علاج شقيقتها بمستشفى الذرة واجهتها العديد من المصاعب جراء عدم انتظام المستشفى، مشيرة إلى أن عائلتها تنفق آلاف الجنيهات شهريًا لطلب العلاج في المراكز الخاصة.
وتعتزم وزارة الصحة بولاية الخرطوم التدخل في أزمة نشبت بين كوادر المستشفى والإدارة الأسبوع الماضي جراء تغيير أجهزة الأشعاع الى شركة غير مطابقة للمواصفات.
اقرأ/ي أيضًا: أقسام الطوارئ بالمستشفيات الحكومية.. انهيار كامل ومشكلات متراكمة
ويقول الخبير في صحة المجتمع محمد سلامة في حديث لـ"الترا سودان"، إن الأزمة في المستشفيات الحكومية ظاهرة للعيان، فمنذ دخول جائحة كورونا لم تنهض مجددًا لتؤدي دورها، لأن الحكومة تنوي خصخصة هذا القطاع بالكامل لأن الإصلاحات الاقتصادية تشمل القطاع الصحي العام والحكومة تستحي الاعتراف بذلك علنًا لذلك تنفذ التجفيف سرًا.
محمد سلامة: الحكومة تنوي تجفيف القطاع العام ليتماشى مع الإصلاحات الاقتصادية لكنها تستحي إعلان ذلك
وأضاف سلامة: "إذا كنت تنوي تجفيف القطاع الصحي العام يجب إدخال ملايين الأشخاص في التأمين الصحي، وهذا يتطلب وظائف في القطاع الخاص والعام والحكومة لم توفرها وفي نفس الوقت تنوي تجفيف القطاع العام بالتالي تطلق رصاصة الرحمة على المرضى الفقراء".
وتابع سلامة: "بعض الأطباء الذين يديرون المرافق الصحية الحكومية هم أطباء القطاع الخاص بالتالي يجب وضع قانون يمنع الجمع بين القطاع الخاص والعام لأن هذه السياسات غير عادلة وتعد ظلمًا للفقراء".
اقرأ/ي أيضًا
اضطراب في سوق الفواكه واتهامات بتلاعب بعض التجار
النطق بالحكم في مواجهة رموز النظام البائد في قضية بيع مشروع حيوي