نفذ أطباء مستشفى الضعين التعليمي إضرابًا شاملًا عن العمل داخل المستشفى منذ مساء أمس، وشمل الإضراب التوقف عن العمل بجميع الأقسام في الحالات الباردة والطوارئ، حيث قدموا مذكرة للمدير الطبي حوت عددًا من المطالب.
عدد الأطباء المضربين بلغ (52) طبيبًا
وطالب الأطباء بحسب المذكرةا للمدير الطبي بالمستشفى، باستحقاقات الميز "السكن"، من مواد تموينية ومبالغ تسييرية، وقال نائب المدير الطبي بالمستشفى د. يحي المكي في تصريح لـ"الترا سودان"، إن عدد الأطباء المضربين صباح اليوم الأربعاء بلغ (52) طبيبًا، منهم أربعة نواب اختصاصيين و(39) من أطباء الامتياز والأطباء العموميين.
ويضيف المكي أن إضراب الأطباء تسبب في فجوة في قسم الحوادث، على الرغم من أن مذكرة الأطباء تحدثت فقط عن الحالات الباردة، على حد قوله.
ويقول نائب المدير الطبي أن معظم مطالب الأطباء تتمثل في تهيئة البيئة داخل الميزات وتوفير المتطلبات اليومية ومبالغ التسيير، وأن التوقف عن العمل جاء نسبة لتأخر في استلام الشيكات من قبل الإدارة المالية، مما دفع الأطباء لتقديم مذكرة ظهر أمس الثلاثاء يعلنون فيها التوقف عن العمل.
ويتفق نائب اختصاصي الجراحة بالمستشفى د.فائز آدم بدوي، مع ما ذهب إليه المدير الطبي، ويضيف أن التدخلات الإدارية من قبل وزارة الصحة ساهمت في إضعاف قدرات المستشفى المالية، كما أن طلب الإدارة المالية للوزارة بدفع مليونين شهريًا لصالح الوزارة أضعف المستشفى في الإيفاء بالالتزام ودفع المستحقات الشهرية، رغمًا عن أن إيرادات المستشفى الذاتية وإيراد الصيدلية الشعبية كافية لتغطية الاحتياجات.
ويرى د. بدوي أن الإضراب جاء نتيجة تعامل الإدارة بعدم مسؤولية مع الأطباء ولجان الميزات، ويتساءل: "هل يعقل خمسة ميزات أطباء تسييرها الشهري (560) ألف جنيه فقط؟ هذا لا يكفي لتغطية الكهرباء والمياه والمواد الغذائية".
مدير عام وزارة الصحة د. الشفيع محمد برار يقول إنهم قاموا بتوفير كل مستلزمات الأطباء صباح اليوم، وهي في انتظار من يستلمها. وكشف برار، أن الإدارة الصحية استعانت بمساعدين طبيين وأطباء عموميين لتغطية النقص في قسم الحوادث والطوارئ والإصابات خلال اليوم.
ويأمل الشفيع في توفير الإرادة بين الإدارة الصحية والأطباء وتوفير ما يمكن من شأنه إعادة الوضع إلى ما كان عليه، كما يختلف الشفيع مع الأطباء المضربين في التوقف عن العمل في قسم الطوارئ "الأمر الذي ترفضه كل الأعراف الطبية والإنسانية"، حسب قوله.
مراسل "الترا سودان" سجل زيارة لمستشفى الضعين وقسم الطوارئ، حيث تشهد المستشفى حالة من الازدحام من طالبي الخدمة الطبية في القسم الذي يعمل به عدد ثلاثة أطباء عموميين.
مجمل الأوضاع الصحية بشرق دارفور لا تبشر بخير داخل أروقة مستشفى الضعين التعليمي في ظل انعدام الثقة بين الأطراف والتدخلات الإدارية من داخل وخارج الوزارة والمستشفى، الأمر الذي يمكن أن ينعكس سلبًا على المواطنين، خاصة وأن المستشفى يعد النافذة الوحيدة لتقديم الخدمات الطبية بالولاية.