29-ديسمبر-2022
الكريستال ميث

مخدر الـ"كريستال ميث" (Wikimedia)

على خلفية انتشار أنواع جديدة وخطيرة من المخدرات في البلاد في الفترة الأخيرة، وعلى وجه الخصوص مخدر الميثامفيتامين المعروف محليًا باسم الـ"آيس" والـ"شبو"، أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمحاربة انتشار استخدام المخدرات وسط الشباب السوداني، وذلك تحت وسم "#ألحق_ولدك".

وانتشر في الآونة الأخيرة ترويج وتعاطي المخدرات وسط الشباب السوداني، وشمل ذلك أنواع جديدة وفتاكة لم تألفها البلاد من قبل، مثل منشط الميثامفيتامين، والحبوب الصيدلانية التي تستخدم لعلاج بعض الأمراض أو تخفيف الآلام.

الميثامفيتامين الذي انتشر في السودان في الآونة الأخيرة هو منشط قوي شديد الإدمانية يعمل عبر الجهاز العصبي المركزي للإنسان

ومنشط "الآيس" أو "الآيس كريستال" و"الميث" والذي يعرف أيضًا باسم "الشبو" إلى جانب عدد من الأسماء الشائعة "Street Names"، جميعها تشير إلى المخدرات التي تحتوي على المركب الفعال "ميثامفيتامين"، وهو منشط قوي شديد الإدمانية يعمل عبر الجهاز العصبي المركزي للإنسان. انتشر المخدر في السودان في فترة ما بعد الثورة بصورة كبيرة، حيث يتم تعاطيه بشتى السبل مثل الحقن عبر الوريد والبلع والتدخين وغيرها من طرق التناول. وساهم في انتشار "الميث" وسط الشباب قلة أسعاره إلى جانب حالة الانفلات الأمني وانتشار البطالة، وغيرها من الأزمات التي تضرب المجتمع السوداني وتؤثر بصورة كبيرة على شريحة الشباب.

ولم يغب تناول ولوم الواقع السياسي والاقتصادي والأمني الذي يواصل في التردي منذ سنوات، عن التفاعلات مع الوسم الذي يحث الأهالي للإسراع في نجدة أبنائهم وبناتهم من ضحايا المخدرات. بينما ذهب آخرون أبعد متهمين جهات متنفذة وأجهزة نظامية بضخ هذه الأنواع الجديدة من المخدرات وسط الشباب، ضاربين المثل بانتشار مشابه في الجارة مصر عقب "اعتقال وتشريد السياسيين والفاعلين"، بحسب تعبير "مازن" في منشوره الذي ختمه بالحث على الضغط على الوسم لمعرفة المزيد عن هذه الظاهرة.

وفي منشوره تحت نفس الوسم عدد "طلال السر" علامات تعاطي الآيس كريستال، وذكر منها "اتساع حدقة العين، وجفاف الفم، وفرط التعرق، والسعادة والنشوة، وزيادة اليقظة والطاقة، وتقوية الرغبة الجنسية، وحكة بالجسم، وتزايد ضربات القلب"، قائلًا إن تعاطي "الآيس" ليس حرية شخصية، وإنما قنبلة موقوتة ستقوم بتدمير كل الشباب السوداني.

وطالب متفاعلون الأهالي بمساندة أبنائهم باعتبارهم ضحايا في شباك الإدمان، فناشد "مو جلال" الأهالي لمراقبة أبنائهم والتحدث إليهم، ومساندتهم في المحن "حتى لا يجرفهم الطوفان من جحيم الواقع إلى جحيم الإدمان"، قائلًا إن المخدرات أقوى من السرطان بما أنها "تنخر في جسد الفرد والمجتمع في آن واحد".

وفي التفاتة مهمة في نقد الخطاب الرائج في بعض المنشورات التي أتت تحت الوسم "ألحق ولدك"، أشارت "تحفة الكامل" إلى أن "الخطاب المتبنى في حملة #ألحق_ولدك يحتاج حساسية أعلى في التعامل مع قضية معقدة و متقاطعة العوامل كهذه"، قائلة إن "اللوم يفقد التعاطف، و الوصمة تنزع الإحترام".

ولا بد أن الانتشار الكبير للمخدرات على وجه العموم ومخدر الميثامفيتامين على وجه الخصوص في السودان في الآونة الأخيرة، يثير العديد من الاستفهامات وكذلك المخاوف وسط الناس، وبالذات في ظل غياب الوعي عن الاستراتيجية الأنسب لمحاربة هذه الظاهرة ذات الأسباب المعقدة والمتداخلة، والتي لا تغيب عنها أيضًا "يد خفية" تزيد من انتشارها وسط الشباب. وربما ذلك يعزز من أهمية مثل هذه الوسوم، والتي تزيد الحوار المجتمعي عن تعاطي المخدرات والوعي بها وطرق عملها وأعراض تعاطيها وسبل العلاج، ما يقلل من مخاطرها على المتعاطين وغير المتعاطين على حد سواء.