ما يزال السودانيون على مواقع التواصل، يتداولون المنشورات التي يبحث أصحابها عن ذويهم من أهل ولاية سنار، الذين تقطعت بهم السبل عقب اجتياح قوات الدعم السريع لعديد المناطق في الولاية التي تقع في جنوب شرق البلاد، ذلك في ظل استمرار انقطاع الشبكات وسوء الطرقات داخل وخارج الولاية جراء الأمطار.
العديد من السكان فروا من سنجة وسنار والدندر والقرى المحيطة سيرًا على الأقدام
العديد من السكان فروا من سنجة وسنار والدندر والقرى المحيطة سيرًا على الأقدام، وبعضهم صادرت قوات الدعم السريع مركباتهم التي كانوا يستقلونها للخروج من المدينة، ما يساهم في تعقيد وإطالة طريق النزوح المحفوف بالمخاطر.
وفق مجموعات شبابية تطوعية تنشط في الكشف عن المسارات الآمنة للنازحين الفارين من جحيم الحرب في سنار، يقضي بعض النازحين لياليهم ونهاراتهم في العراء بالطرقات الوعرة، وإذا ما تيسرت لهم قرية أو مدينة في الطريق، يقيمون بها ليوم أو يومين قبل شد الرحال مجددًا، في الغالب باتجاه ولايات شرق السودان، وعلى رأسها القضارف المتاخمة وولاية كسلا.
هنالك مخاوف أيضًا من مقتل بعض هؤلاء المفقودين على يد قوات الدعم السريع داخل وخارج المدن، ويُنسب إلى هذه القوات انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في السودان.
المرصد السناري لحقوق الإنسان أرسل اليوم مناشدة إنسانية عاجلة لجميع المنظمات الإنسانية والجهات ذات الصلة، بالتدخل السريع لاحتواء الخطر الذي يعاني منه الآلاف من الأشخاص المدنيين الفارين من الحرب بولاية سنار نحو ولاية القضارف.
وقال المرصد إن الآلاف وأغلبهم من النساء والأطفال يعانون من الجوع والمرض وانعدام الدواء والبرد وتساقط الأمطار مع انعدام أي مأوى ملائم للطقس.
وأكد المرصد وجود مئات أسر بالطرق المؤدية إلى ولايتي القضارف وكسلا مع انحسار وسائل النقل والممرات الآمنة، في وقت تنقطع فيه شبكات الاتصالات والكهرباء في أجزاء كبيرة من ولاية سنار.
الأمم المتحدة كانت قد قالت بالأمس إن عدد من النازحين من ولاية سنار منذ الرابع والعشرين من حزيران/يونيو الماضي بلغ (150) ألفًا من المدنيين، مؤكدًا استمرار فرار النازحين من المناطق التي تصلها الاشتباكات، حيث فرت أمس الأول (100) أسرة من منطقة مايرنو إثر هجوم للدعم السريع تمكنت القوات المسلحة والقوات الرديفة لها من صده.
وتسببت أمطار غزيرة صباح الأمس في توقف المواجهات العسكرية بين طرفي الحرب في سنار، ولكنها في الوقت ذاته تهدد حياة النازحين الفارين على أقدامهم في الطرق السفرية الوعرة بين مدن الولاية والقرى المحيطة.
الصحفي السوداني عبدالرؤوف علي طه الذي غادر سنار عقب هجوم الدعم السريع أكد أن عدد المفقودين من محليات سنجة والسوكي والدندر ما يزال كبيرًا جدًا، وقال إن السبب في ذلك انقطاع شبكة الاتصالات،ووعورة الطرق المؤدية شرقًا إلى القضارف. وأضاف في منشور على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، إن كثيرًا من الأسر "تشتتت أثناء اقتحام مليشيا الدعم السريع لكوبري الدندر". وأوضح علي طه أن بعض النازحين توجهوا نحو قرى الدندر غربًا وبعضهم توجه إلى اللكندي والحجير وأم تيقا، فيما تمكن القليل منهم الوصول إلى الدمازين والروصيرص.
وقال إن عدد المفقودين بحسب تقديرات المتابعين أكثر من ألفي شخص، لافتًا إلى أنه منذ سقوط سنجة وبعض محليات سنار لا توجد شبكة اتصالات إلا في مدينة سنار، مطالبًا شركات الاتصالات العمل على إعادة الخدمة وبذل كل الجهود لتمكين الأسر من معرفة مصائر أهاليهم.
تجمع شباب سنار أكد استمرار الهدوء الحذر لليوم الثاني صباح اليوم السبت، مشيرًا إلى توقف المعارك في جميع جبهات القتال في ولاية سنار، عدا أصوات قصف مدفعي متقطع من قبل الجيش.
متحدث المقاومة الشعبية في ولاية سنار عمار حسن عمار أيضًا أكد هدوء الأوضاع في جبهات سنار، وقال في تعميم مقتضب: "أصبحت سنار آمنة مطمئنة تسبح بحمد ربها، وأصبح حماة ثغورها مطمئنين مستبشرين بنصر الله وفتحه القريب".
تجمع شباب سنار أعلن في منشور له اليوم السبت، اطلع عليه "الترا سودان"، عودة مستشفى مايرنو للعمل عقب توقفه ليومين إثر هجوم الدعم السريع، وقال المنشور إن السوق يعمل بشكل معتاد في مايرنو، مع غلاء في الأسعار وانعدام للدقيق.