عاشت مدينة سنار اليوم الجمعة، حالة من الهدوء الحذر جراء خفوت نيران معارك الأمس، مع استمرار حركة النزوح الكبرى التي تعيشها الولاية جراء تمدد القتال شرقًا وجنوبًا منذ مطلع الشهر الجاري، حيث تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدن سنجة والدندر، في ظل محاولاتها المستمرة للسيطرة على مدينة سنار.
أمطار غزيرة في سنار عطلت العمليات العسكرية
أمطار غزيرة هطلت صباح اليوم في مدينة سنار عطلت العمليات العسكرية لقوات الدعم السريع التي تكبدت خسائر فادحة -وفق مصادر- على خلفية محاولاتها أمس التوغل في المدينة. يقاوم هجمات الدعم السريع بجانب الجيش مستنفرون محليون ضمن صفوف المقاومة الشعبية، وكتائب البراء بن مالك. يُنسب لهذه القوات الرديفة الفضل في صمود سنار حتى الآن.
ونشر الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية في ولاية سنار، عمار حسن عمار عن مقتل ثلاثة من كوادرهم، من بينهم اللواء معاش، علي حسن هلال، مسؤول العمليات بهيئة المقاومة الشعبية بولاية سنار.
وتقول مصادر صحفية محلية إن الأمطار الغزيرة التي هطلت في سنار اليوم مكنت الطيران الحربي التابع للجيش السوداني من استهداف متحرك لقوات الدعم السريع في المنطقة الواقعة جنوب جبل موية وشمال شرق المزموم.
تجمع شباب سنار نشر مؤكدًا هدوء الأوضاع اليوم، حيث توقفت العمليات العسكرية بالتزامن مع الأمطار، وعادت الحياة إلى وضع شبه طبيعي في منطقة مايرنو التي شهدت معارك عنيفة الأيام الماضية أسفرت عن حركة نزوح واسعة. التجمع أكد عودة الأسواق للعمل، على الرغم من حالة الهلع بسبب هجمات الدعم السريع.
في قرية السادرة غرب السنار قتل ستة من المدنيين وأصيب (11) نتيجة لمعارك الأمس، بينما يظل كبري مايرنو تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية، وفق ما نقل التجمع الذي أكد استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن الولاية.
مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة نشر معبرًا عن القلق العميق إزاء الزيادة في النزوح بسبب القتال المستمر في ولاية سنار، وقال إن الاشتباكات المسلحة في مايرنو يوم أمس أجبرت حوالي (100) عائلة على الفرار من منازلهم، مؤكدًا وقوع ضحايا من المدنيين.
ونقل عن المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من (150) ألف شخص قد نزحوا داخل وخارج ولاية سنار منذ 24 حزيران/يونيو المنصرم.
وقدم برنامج الأغذية العالمي (WFP) المساعدة لما يقرب من (46) ألف شخص نزحوا من ولاية سنار إلى ولاية النيل الأزرق جنوبًا، بالإضافة إلى حوالي ثلاثة آلاف شخص فروا إلى ولاية القضارف المجاورة. يقول برنامج الأغذية العالمي إن القتال في سنار يشير إلى انتشار مقلق للصراع باتجاه الشرق.