07-سبتمبر-2023
شابان يسيران معًا في أحد شوارع أم درمان بينما تتصاعد أعمدة الدخان جراء الحرب

شهدت الخرطوم اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع (Getty)

بلغت حصيلة الضحايا في صفوف المدنيين في منطقة "أمبدة" بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم (18) قتيلًا الأحد الماضي في أسبوع وصف بأنه الأسوأ في هذه المنطقة بسبب توسع رقعة الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني والدعم السريع.

باحث في الشؤون الإستراتيجية لـ"الترا سودان": بقاء الدعم السريع في أحياء بعيدة نسبيًا عن قواعد الجيش العسكرية مُنهِك اقتصاديًا وعسكريًا ولوجستيًا

منذ منتصف آب/أغسطس الماضي اتجه الجيش إلى تكثيف العمليات الحربية في أم درمان ولا سيما في الناحية الشمالية من المدينة للوصول إلى جسر "شمبات" الرابط بين مدينتي بحري وأم درمان وإغلاق الطريق على الإمدادات العسكرية لقوات الدعم السريع بين المدينتين. بينما عززت قوات الدعم السريع انتشارها في وسط غرب أم درمان بمناطق "أمبدات" و"الحارات" لامتصاص الترسانة العسكرية للجيش من أحياء "أم درمان القديمة" قريبًا من جسر "شمبات" إلى أحياء غير إستراتيجية عسكريًا.

ويقول الباحث في الشؤون الإستراتيجية محمد عباس لـ"الترا سودان" إن بقاء قوات الدعم السريع في أحياء بعيدة نسبيًا عن القواعد العسكرية التابعة للجيش منهك من النواحي الاقتصادية والعسكرية واللوجستية، ولذلك تتعامل قوات الدعم السريع –بحسب عباس– على طريقة الركض من موقع إلى آخر داخل حلبة القتال. وأضاف عباس: "تريد الدعم السريع تحقيق نقاط مثل إضعاف الجيش في أم درمان القديمة، ووقف العمليات العسكرية المتجهة إلى كبري شمبات، وفي الوقت نفسه استخدام عنصر المباغتة حول سلاح المهندسين".

https://t.me/ultrasudan

ويرى عباس أن ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات في هذا الأسبوع إلى (18) مدنيًا في أم درمان يثير استياء المجتمع الدولي، ولذلك نشاهد تحركات أمريكية، وقد تأتي تطورات جديدة خلال الأيام المقبلة، مرجحًا ارتفاع وتيرة العمليات الحربية بين الجيش والدعم السريع.

ومن ناحيتها، قالت مريم وهي تقيم في حي بوسط مدينة أم درمان لـ"الترا سودان" إن هذا الأسبوع كان حافلًا بـ"أمواج الرصاص والدانات" التي وقعت العديد منها على المنازل السكنية، ودمرت بعضها فيما تعرضت أخرى لتلفيات جزئية.

وأشارت هذه المواطنة إلى أن المسعفين الطبيين في المستشفيات الحكومية التي لا تزال في الخدمة استقبلوا عشرات المصابين في وقت واحد. وأضافت: "لا يمكن البقاء في هذا الوضع، لذلك هناك حركة نزوح عالية إلى المناطق الآمنة سواء داخل أم درمان أو إلى الولايات".

ويستمر القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع "المحلولة" في العاصمة الخرطوم ومدن الأبيض ونيالا وزالنجي منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، وخلف مقتل أكثر من أربعة آلاف من المدنيين ونزوح نحو (4.8) مليون شخص بينهم مليون شخص عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة.