أشار مسؤول أممي إلى أن النزاع المسلح في السودان، يتسبب في تفاقم الأوضاع الإنسانية بصورة مأساوية، حيث يزداد عدد النازحين يوماً بعد يوم في ظل أكبر أزمة نزوح يشهدها العالم اليوم. ووفقاً لما ذكره جاستن برادي، مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، فإن البلاد تعاني من ثلاث أزمات رئيسية، تتمثل في الوصول إلى المناطق المتضررة، ونقص الموارد، وغياب الاهتمام الدولي اللازم.
عدد النازحين في السودان تجاوز 10 ملايين شخص خلال عام وبضعة أشهر من الحرب، وفر أكثر من مليوني سوداني إلى خارج البلاد. وبحسب حوار لـ"أخبار الأمم المتحدة" مع المسؤول الأممي، يواجه هؤلاء النازحون، خاصة في مناطق دارفور والخرطوم وكردفان، ظروفاً مأساوية تنذر بكارثة إنسانية وشيكة. وأوضح برادي أن السودان دخل هذا النزاع بحالة هشة، نتيجة للانقلاب الذي أعقب الثورة في تشرين الأول/أكتوبر 2021، مما أدى إلى توقف التمويل التنموي من معظم المانحين الدوليين.
جاستن برادي: الصور التي ترد من بعض المناطق في السودان تذكر بالأسوأ في أي مجاعة شهدناها في أي مكان
ووفقًا لتقديرات المنظمات الإنسانية، فإن أن 4.9 مليون شخص في السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، كما يعاني ما يقرب من مليون طفل من سوء التغذية الحاد الشديد. برادي قدم مشاهد صادمة لشدة الأزمة في السودان، وأشار إلى أن البعض يقتات على أوراق الأشجار، وهناك من اضطروا إلى طهي التراب لإطعام أطفالهم.
جاستن برادي قال إن الصور التي ترد من بعض المناطق في السودان "تذكر بالأسوأ في أي مجاعة شهدناها في أي مكان". ونوه إلى وجود مجموعة كاملة من المخاوف في هذه المناطق، بما فيها النزوح، وخطر المجاعة، والحماية، وسوء التغذية الحاد بين الأطفال.
وقال مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان إن الحرب المستمرة في السودان لم تقتصر على الجوانب العسكرية فقط، بل اتسعت لتشمل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. ووصف برادي الانتهاكات بأنها "وحشية"، مشيرًا إلى التقارير المتزايدة عن انتهاكات جنسية، وجرائم عنف قائم على النوع الاجتماعي.
الجوع يدفع الناس، في بعض مناطق #السودان إلى أكل أوراق الأشجار.
"هناك قصة عن أم تطبخ التراب، فقط لتضع شيئا في بطون أطفالها".حوار- مدير المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية متحدثا من بورتسودان: الصور تذكرنا بأسوأ ما شهدناه في أوضاع المجاعة حول العالم.https://t.co/7RDcjmCuLJ pic.twitter.com/spOnjvxsc2
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) June 19, 2024
وفي السياق، أشار برادي إلى الحصار الذي تضربه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، حيث يواجه السكان المدنيون هجمات متكررة ونقصاً شديداً في الموارد الأساسية. كما تعرض المستشفى الرئيسي في المدينة لهجوم قوات الدعم السريع، مما أدى إلى تدهور الخدمات الصحية.
يذكر أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كان قد أصدر قرارًا يطالب قوات الدعم السريع برفع حصارها عن مدينة الفاشر، والتي تعد المدينة الأكثر أهمية الآن في سياق الصراع السوداني. ويسيطر الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه على المدينة، في ظل أزمة إنسانية كبرى يتسبب بها الحصار والهجمات اليومية.
يقول برادي إن النزاع أثر بشدة على قدرة العاملين في المجال الإنساني على الوصول إلى المناطق المتضررة، وأن العديد من المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية تجد صعوبة في العمل بفعالية في ظل تصاعد العنف. ويضيف: "مع اقتراب موسم الأمطار، تتضاعف التحديات اللوجستية، مما يضع الاستجابة الإنسانية في سباق مع الزمن لتأمين الإمدادات الضرورية قبل أن تصبح الطرق غير صالحة للاستخدام".