في وقت أعلنت فيه غرفة طوارئ عديلة وفاة طفلة نازحة من الفاشر بالجوع، استمر القصف المدفعي على عاصمة شمال دارفور اليوم الثلاثاء، 3 أيلول/سبتمبر 2024، بشكل عنيف، واضطر المواطنون إلى البقاء في المنازل، وتوقفت حركة الأسواق والمواصلات.
وفاة طفلة في محلية طويلة بشمال دارفور متأثرةً بالجوع
وكانت غرفة طوارئ عديلة بولاية شمال دارفور قد أشارت مساء الإثنين إلى وفاة طفلة نازحة من حرب الفاشر بإحدى قرى طويلة، متأثرة بالجوع، وأطلقت مناشدة لإنقاذ آلاف الجوعى من النازحين في محلية طويلة.
وقال شهود عيان لـ"الترا سودان" إن القصف المدفعي بدأ في وقت مبكر من صباح اليوم، على الرغم من استئناف الناس حياتهم خلال اليومين الماضيين عقب هدوء الأوضاع.
وتتهم تنسيقية لجان مقاومة الفاشر قوات الدعم السريع بقصف الأحياء السكنية لإجبار المواطنين على النزوح، عقب فشلها في السيطرة على المدينة طوال أربعة أشهر.
وأوضح بشار، وهو من سكان الفاشر، لـ"الترا سودان" أن اليومين الماضيين شهدا عودة سوق الماشية، وحاول الناس عيش حياتهم بالطريقة الممكنة، لكن تجدد القصف المدفعي يعيدهم إلى الوراء، ويجعل المدينة متوقفةً عن النشاط اليومي.
ويقول المراقبون الدبلوماسيون إن الدعم السريع يتحدى قرارات مجلس الأمن بإنهاء الحصار على الفاشر، والتي صدرت خلال حزيران/يونيو الماضي عقب جلسة طارئة للمجلس.
وقال بشار إن القصف المدفعي المتكرر أدى إلى مغادرة مجموعات من النازحين بعض المخيمات في الفاشر، مع عدم وجود إجراءات لحماية المدنيين سواء دوليًا أو محليًا.
وأردف: "القصف المدفعي اليوم طال أحياء الرديف والرياض والأحياء الشمالية، من بينها مدرستان جنوب غرب الفاشر يقيم فيهما النازحون"، مضيفًا أن عشرات النازحين في مراكز الإيواء بالمدارس فضلوا مغادرتها تجنبًا للقصف المدفعي.
وقال بشار إن قوات الدعم السريع تقصف الأحياء السكنية ومخيمات النازحين في الفاشر طوال أربعة أشهر بشكل شبه يومي، ولم تواجه بالإدانات الكافية، وكأن القصف أصبح روتينًا لا يستحق الرفض والشجب.
وتابع: "كلما أطلقت الدعم السريع قذيفة مدفعية إلى الأهداف العسكرية، وجهت ثلاثًا مثلها إلى الأحياء السكنية والمخيمات والأسواق، وهي مواقع مأهولة بالمدنيين. تفعل ذلك لأنها تضمن عدم المحاسبة، والعالم يتفرج على هذا السلوك يوميًا".
وتتحالف القوات المسلحة مع القوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة في الفاشر، وتمكنت من إفشال هجمات الدعم السريع خلال الشهرين الماضيين. وخلال الهجوم العسكري الأخير نهاية الشهر الماضي، حشدت قوات حميدتي آلاف المقاتلين، لكنها لم تتمكن من إسقاط المدينة.
وتعد الفاشر آخر معاقل القوات المسلحة في إقليم دارفور، إذ تستحوذ الدعم السريع على أربع ولايات في الإقليم. ورغم تكوينها الإدارات المدنية في مناطق سيطرتها، إلا أن الحياة لا تزال شبه معطلة.
وأواخر آب/أغسطس الماضي، اتفقت الدعم السريع مع الأمم المتحدة على تشغيل أربعة مطارات في إقليم دارفور بمناطق سيطرتها للأغراض الإنسانية، فيما لم تعلق القوات المسلحة على الاتفاق.