خاص: الترا سودان - فريق التحرير
أعلنت مبادرة تجار سوق محصولات مدينة الأبيض غربي السودان، دخولها في إضراب مفتوح عن العمل بالسوق، اليوم السبت 21 كانون الأول/ديسمبر، وإلى حين تحقيق مطالبها المتمثلة في رفض تحصيل زكاة الزروع من التجار بدلًا عن المزارعين وإقالة أمين عام ديوان الزكاة بالولاية، وأضافت التنسيقية في حديثها لـ"الترا سودان"، أن أخذ زكاة الزروع بواسطة ديوان الزكاة من التجار يعد أمرًا مخالفًا للشرع وغير قانوني.
تعتزم التنسيقية الدخول في إضرابٍ شامل عن العمل، يضم التجار والشركات والمندوبين والمزارعين بسوق محصولات مدينة الأبيض، ويشمل الإضراب كل أنشطة السوق
وتعتزم التنسيقية الدخول في إضراب شامل عن العمل، يضم التجار والشركات والمندوبين والمزارعين بسوق محصولات مدينة الأبيض، ويشمل الإضراب كل أنشطة سوق المحصولات المتمثلة في المزاد الداخلي للبيع والشراء بالسوق الذي يفتتح عند الساعة 11 صباحًا، والمزاد الخارجي لبيع وشراء المحاصيل الزراعية خارج السوق في الشاحنات، وقالت المبادرة إن الشحنات ستظل محملة بالمحصولات وستغلق الشوارع الخارجية المحيطة بالسوق.
اقرأ/ي أيضًا: النائب العام يتوعد المتورطين في ارتكاب جرائم من مدنيين وعسكريين بالمحاكمة
ويعتبر سوق المحصولات الزراعية بمدينة الأبيض أكبر أسواق بيع وشراء الصمغ العربي في العالم، وينتج الصمغ العربي من سيل عصارة شجر الهشاب المنتشر في حزام الصمغ العربي بمنطقة السافنا الفقيرة بأفريقيا، ويدخل الصمغ في كثير من الصناعات الغذائية والدوائية الهامة، دون أن تكون له بدائل أخرى بذات قيمته، ويستقبل السوق يوميًا حوالي خمسة إلى ستة آلاف طن من المحاصيل الزراعية والغابية المنتجة في ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان، إضافة إلى ولايات دارفور، وتشمل المحاصيل التي ترد إلى السوق، الصمغ العربي والفول السوداني والسمسم والكركدي وحب البطيخ وغيرها من الحبوب والمحاصيل الأخرى.
وقال عثمان سالم، الأمين العام لمبادرة التجار بسوق محصولات الأبيض، الجسم الذي أعلن الإضراب، إن سياسات النظام السابق أثقلت كاهل المنتج بالأتاوات والرسوم والجبايات، ما انعكس سلبًا على حجم المنتجات الزراعية السودانية وتسبب في خروج السودان عن سوق الصادرات الزراعية، لأن المزارعين أصبحوا لا يحصلون على مقابل من إنتاجهم وتذهب عوائدهم للحكومة التي تستولي عليها، فصاروا لا ينتجون.
وكانت العقوبات الأمريكية التي فرضت على السودان في العالم 1993 ورفعت العام الماضي، قد شملت جميع التعاملات التجارية مع السودان في مجالي الصادر والوارد، إلا أنها استثنت محصول الصمغ العربي، الذي يعتبر السوداني بجانب النيجر من أكبر منتجيه، وجاء الاستثناء للصمغ العربي بضغط من شركات إنتاج الدواء الأمريكية وشركة كوكاكولا التي تستخدم الصمغ العربي في منتجاتها.
وأضاف سالم، أن الحكومة الانتقالية انتهجت سياسة إلغاء الرسوم والجبايات لتشجيع الإنتاج، لكن الأمر لم يطبق بالولاية، وما تزال حكومة الولاية تفرض علينا جبايات باهظة.
اقرأ/ي أيضًا: النائب العام: نعمل على إرجاع أموال البلاد المنهوبة ونطلب تعاون الدول
وتعتبر ولاية شمال كردفان وحاضرتها مدينة الأبيض التي تحتضن أكبر أسواق المحصولات الزراعية في السودان، من أضخم الولايات السودانية في الإنتاج الزراعي المطري، إلى جانب ولاية القضارف، وتنتج الولاية ما يزيد عن (25%) من الإنتاج الزراعي للبلاد، وتستقبل أسواقها ما يزيد عن (45%) من المحصولات الزراعية والغابية للسودان.
ويسرد سالم في حديثه لموقع "الترا سودان" تفاصيل قضية تجار سوق المحصولات التي دفعتهم لإعلان الإضراب عن العمل، محتجًا بأن زكاة الزروع يفترض أن تؤخذ من المزارع وفي أرضه الزراعية، لكن ديوان الزكاة بالولاية يأخذ زكاة الزروع من التجار. يقول سالم: "نحن طالبنا قبل شهرين بتخفيض الرسوم المالية التي تفرضها الحكومة على المحاصيل الواردة للسوق، وأن تؤخذ زكاة الزروع من المزارعين لا من التجار"، ويضيف بأن تنسيقية الحرية والتغيير وافقت على مقترحهم، وكذلك وافق الوالي ووجه حينها بتسوية الأمر مع إدارة سوق المحصولات ديوان الزكاة بالولاية، واتفق التجار مع إدارة السوق بإعفاء (30%) من رسوم المحاصيل، وتحصيل (70%) وأن تؤخذ الزكاة من المزارعين لا من التجار.
يقول سالم إن مدير ديوان الزكاة رفض الأمر وأصر على أخذ الزكاة من التجار، متابعًا: "نحن نرفض هذه المسألة لأنها أولًا مخالفة للشرع، بخلاف أنها تضر بعمل التجار وتتسبب في خسارتهم".
ويشتكي تجار المحصولات بمدينة الأبيض من كثرة مكاتب ديوان الزكاة بالولاية التي تتوزع على الطرق السريعة ومداخل ومخارج المدينة، حيث يقوم موظفو الزكاة بحجز الشاحنات ومطالبتهم تجار المحاصيل بدفع أموال باهظة، كزكاة.
ويقول الأمين العام للمبادرة إن ممارسات الحكومة المحلية في فرض الجبايات وممارسات ديوان الزكاة، تسببت في تهريب المحاصيل وعدم دخولها السوق الرسمية بالمدينة، وذهابها إلى دول الجوار التي تستفيد من تصديرها للعالم، خصوصًا محصول الصمغ العربي. واصفًا ممارسات ديوان الزكاة بمحاولة تأليب مواطني المدينة على الحكومة الانتقالية. ويضيف سالم أن الأمين العام لديوان الزكاة هو أمين الأمانة الاجتماعية بحزب المؤتمر الوطني المحلول، وأن ممارساته هي جزء من الثورة المضادة على الحكومة الانتقالية.
أمين عام التنسيقية: سندخل الإضراب حتى نجبر الوالي على الجلوس والاستماع إلينا، ومطالبنا وقف الجبايات وزكاة الزروع على التجار وإقالة مدير ديوان الزكاة الذي ينتمي للنظام البائد
وكانت تنسيقية تجار المحاصيل بسوق محصولات مدينة الأبيض، قد رفعت قبل شهرين مذكرة للوالي تطالب فيها بالتزام ديوان الزكاة بالطريقة الشرعية لأخذ الزكاة، دون أن يتم التوصل لحل للقضية حتى لحظة إعلان الإضراب.
ويقول أمين عام تنسيقية التجار إنهم يتجهون للدخول في إضراب شامل عن العمل بالسوق حتى يجبروا الوالي على الجلوس معهم وحل القضية، وإلزام ديوان الزكاة بعدم أخذ زكاة الزروع من التجار، والاستجابة إلى جميع مطالبهم التي وردت في المذكرة.
وكانت مطالب تجار سوق المحصولات التي رفعت للوالي قد شملت إزالة جميع مكاتب الجبايات على الطرق القومية، وإلغاء جميع الرسوم المالية والأتاوات والجبايات على المحاصيل الزراعية، إلا أنهم بعد إعلان إضرابهم عن العمل صاروا يتمسكون بضرورة إقالة أمين عام ديوان الزكاة بالولاية، وتطهير ديوان الزكاة من فلول النظام السابق، الذين يسيطرون على القرار في الديوان ويرتكبون ممارسات غير شرعية ومخالفة للقوانين، بحسب قولهم.
اقرأ/ي أيضًا:
كير ومشار يتفقان على تشكيل الحكومة الانتقالية قبل نهاية مهلة الـ100 يوم
أمريكا تفرض عقوبات على وزيرين في حكومة كير تسببا في نسف جهود السلام