13-أكتوبر-2019

الترا سودان: فريق التحرير

بعد نحو شهرين من التكتم على حميات مجهولة بولاية نهر النيل شمال السودان، أعلنت وزارة الصحة أمس السبت رسميًا تفشي "حمى الوادي المتصدع" في عدد من القرى الواقعة شمال مدينة بربر.

وقدرت إحصائيات أولية للجان المقاومة في قرى "أرتولي" و"فتوار" و"السليمانية" نحو (٧٠٠) حالة إصابة خلال الفترة الماضية إلى جانب نفوق المئات من المواشي وتفشي حالات الإجهاض بينها.

أعلنت وزارة الصحة أمس السبت رسميًا تفشي "حمى الوادي المتصدع" في عدد من القرى الواقعة شمال مدينة بربر

وزار فريق من وزارة الصحة الاتحادية بتكليف من وزير الصحة "أكرم علي التوم"، مناطق فتوار وأرتولي أمس قبل أن يعود الى مدينة عطبرة ويعلن رسميًا تفشي الوباء في المنطقة.

وقال مدير الأوبئة والطوارئ بوزارة الصحة الاتحادية، "بابكر مقبول"، خلال مؤتمر صحفي السبت بمدينة عطبرة: "نعلن وبكل شجاعة منطقة فتوار وما حولها منطقة وباء وسنعمل على معالجة الأمر بأقصى ما يمكن".

ووجه مقبول وزارة الصحة الولائية بتكوين فريق أطباء عاجل للمرابطة في المنطقة التي يوجد بها مركز صحي غير مأهول ولا تتوفر فيه الكهرباء.

اقرأ/ي أيضًا: جنوب كردفان والسيانيد.. القصة الكاملة لصناعة الموت والدمار

وأعلن عن استمراره في جولات تفقدية في المنطقة لتدارك الوباء وقال "نحن وبنفس الشجاعة التي أعلنا بها المرض سنحتاج جهودًا مضاعفة أيضًا، في إعلان أن المنطقة خالية من الوباء في القريب العاجل لجهة توفر الارادة والمعينات، لتجاوز الأمر الذي لا يعد خطير على إنسان المنطقة وسهولة علاجه مع التزامنا التام بتوفير الأدوية له".

وأضاف "حاجتنا لإعلان المنطقة خالية من المرض كبيرة، لجهة عدم تأثر سمعة الثروة الحيوانية في المنطقة وأن تعاني أي نوع من الأمراض". مؤكدًا العمل مع الجهات الرسمية وقوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة لتجاوز الوباء سريعًا.

وعانى سكان تلك المناطق منذ وقت من حميات، أعراضها مختلفة، تتمثل في الصداع الشديد والإنهاك وارتفاع درجة الحرارة وغشاوة في الأعين وغيرها من الأعراض غير المألوفة بحسب ما أفاد اطباء بمستشفى "الباوقة" لـ"الترا سودان".

 كما شهدت المنطقة نفوق المئات من المواشي وتفشي حالات إجهاض كبيرة بينها، دون أن يعرف السكان أسبابًا للمرض مع تباطؤ السلطات المحلية وقتها في التبليغ عن المرض.

وقال الشيخ محمد، عضو لجنة مقاومة منطقة فتوار لـ"الترا سودان" واجهنا صعوبات كبيرة في البداية لمعرفة المرض، لكن بوصولنا إلى وزارة الصحة الاتحادية ومقابلتنا وزيرها أكرم التوم الخميس الماضي، وجه الوزير على الفور فريقه الطبي الذي أعلن عن المرض في مدينة عطبرة اليوم.

وأشار محمد، إلى أن، جهود لجان مقاومة المنطقة ستدفع بالعمل يدًا بيد مع مجهودات وزارة الصحة الولائية والاتحادية للقضاء على المرض، مع جاهزية شباب هذه المناطق للتدريب والانخراط في حملة إصحاح البيئة بعد التزام وزارة الصحة بتوفير مبيدات الرش بجانب توزيع الأدوية على المستشفيات في المنطقة.

ولفت الشيخ إلى ضعف أداء المستشفيات في المنطقة التي قال إن أكبر مستشفى فيها هو مستشفى الباوقة ويعاني نقصًا كبيرًا في الكادر الطبي، هذا إلى جانب أن قرية "فتوار" التي ظهر فيها الوباء يوجد بها مركز صحي بلا أطباء أو تقنيي معامل وبلا كهرباء.

عبد المنعم بلة: الفيروس الحامل للمرض موجود في المنطقة وسنعمل على القضاء عليه.

الوزير المكلف بوزارة الصحة في ولاية نهر النيل، عبد المنعم بلة أفاد لـ"الترا سودان"، أنه على الرغم من إعلان الصحة الاتحادية المرض رسميًا اليوم، إلا أننا نؤكد أنها كانت خطوة جيدًا في طريق القضاء عليه تمامًا خلال فترة وجيزة، وأشار بلة إلى أن الفايروس الحامل للمرض موجود في المنطقة وسنعمل على القضاء عليه.

ونوه المسؤول الحكومي، إلى أن حالات الإصابة بالمرض التي قال إنها تعدت الـ 17 حالة تلقت العلاج وشفيت تمامًا.

وكانت منطقة أربعات شرقي السودان، شهدت خلال الأيام الماضية حميات مشابهة قبل أن تنشط فيها وزارة الصحة الاتحادية والولاية، متداركة خطر المرض بالمنطقة عبر توفير معينات مكافحته والقضاء عليه.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

جنوب كردفان والسيانيد.. القصة الكاملة لصناعة الموت والدمار

حروب الأرض في السودان.. مناجم الذهب عنصر جديد في خريطة الصراعات الممتدة