لليوم الثالث على التوالي يجد المواطنون في السودان أنفسهم معزولين عن العالم، وذلك على خلفية انقطاع شبكة الاتصالات الهاتفية والإنترنت منذ مساء الثلاثاء الماضي لأسباب قسرية كما ذكر مسؤولون من الشركات المشغلة.
خبير: قد تكون الاتصالات ضمن الأجندة الحربية بالنسبة للطرفين العسكريين في السودان
لم يوضح أي طرف في السودان خاصة الطرفين المتحاربين -الجيش والدعم السريع- أسباب قطع الاتصالات والإنترنت حتى الآن، وإن كانت هناك اتهامات متبادلة بين الطرفين في هذا الصدد.
وعلى قلة المعلومات المتواترة من داخل السودان قال مواطنون يستخدمون الإنترنت عبر أجهزة "ستارلنك" التي باتت تنتشر بشكل كبير منذ اندلاع الحرب - قالوا إن الأوضاع في جبهات القتال هادئة سوى الاشتباكات البعيدة المدى المتقطعة في مدينة أم درمان وتحديدًا في محور السوق.
وقوع المقسمات الرئيسية للاتصالات في العاصمة الخرطوم تحت سيطرة الدعم السريع منذ اندلاع القتال في منتصف نيسان/أبريل 2023، أدى إلى تحكم هذه القوات في خدمات الاتصالات والإنترنت بقطع الإمداد الكهربائي عن المحولات الرئيسية التي تغذي المقسمات.
وجدير بالذكر أنه لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها البلاد عمليات قسرية لقطع خدمات الإنترنت والاتصالات، حيث أطفأ الجنرالات في السودان شبكات الإنترنت والمحادثات عقب الإطاحة بالمدنيين في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021.
وقال عارف أحمد الخبير في مجال الإتصالات والتكنولوجيا لـ"الترا سودان" إن قطاع الاتصالات والإنترنت تم وضعه ضمن "الأجندة الحربية" لكلا الطرفين العسكريين، بالتالي من المتوقع أن تستغرق وقتا طويلًا حتى يصلا إلى تفاهمات ربما تكون سرية تشمل شركات الاتصال العاملة في السودان.
ويقول متحدثون من قوات الدعم السريع إن الجيش قام بقطع الإنترنت والاتصالات عبر أوامر واضحة، أمليت هذه الأوامر على شركات الاتصال في إقليم دارفور منذ سبعة أشهر.
وعادت خدمة الإنترنت والاتصالات إلى مدن إقليم دارفور الاثنين الماضي، وذلك قبل أن تتوقف مرة أخرى وتنضم إلى بقية مدن السودان التي تعتبر حاليًت مطفأة بالكامل، الأمر الذي أدى إلى عزل السودان عن العالم.
وكانت منظمات مجتمع وتنسيقيات لجان مقاومة أصدرت بيانات مساء الخميس اتهمت فيها طرفي القتال في السودان بالتعتيم على الفضاء العام، وذلك من خلال خدمات الاتصالات والإنترنت قسريًا، وأبدت تخوفها من وقوع انتهاكات بحق المدنيين أثناء هذه الفترة "الظلامية.
ومن أبرز منظمات المجتمع المدني التي أصدرت البيانات كانت شبكة مبادرة نساء القرن الأفريقي المعروفة اختصارا بـ "صيحة" والميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب وتنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم.
وقالت البيانات الصادرة عن هذه الأطراف المدنية إن قطع الاتصالات سيؤدي إلى تضرر ملايين السودانيين بفقدان التحويلات المالية، إلى جانب توقف التواصل بين السكان داخل وخارج البلاد، ولم تخل البيانات من إطلاق الاتهامات إلى الحركة الإسلامية والدعم السريع بمحاولة قطع الطريق أهداف الثورة من خلال إشعال الحرب.