تعهد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ببذل المساعي لرفع العقوبات المفروضة على السودان، وقال إن الخرطوم وموسكو ستعملان على التنسيق في القضايا الدولية في مجلس الأمن الدولي.
اتهم وزير الخارجية الروسي المبعوثين الدوليين باقتفاء أثر جولاته في أفريقيا
وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق في الخرطوم اليوم الخميس أن المباحثات ناقشت التنسيق المشترك في المحافل الدولية وإصلاح مجلس الأمن الدولي، لافتًا إلى "محاولات الغرب عرقلة إنشاء النظام متعدد الأقطاب حيث يتمتع الجميع بفرص متساوية" - بحسب تعبيره.
وقال لافروف إن اللقاء تناول عددًا من "القضايا الأفريقية". وزاد: "ندعم سعي السودان إلى رفع العقوبات المفروضة عليه وسنعمل على دعم بعضنا البعض فيما يتعلق بقرارات الأمم المتحدة".
وأعلن وزير الخارجية الروسي أن اللقاء ناقش أيضًا التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والإنسانية. وأردف: "لدينا عدد من الشركات الروسية التي تعمل في قطاع التعدين".
ووصل لافروف إلى السودان أمس الأربعاء لعقد مباحثات مع القيادة السودانية حول العلاقات الثنائية وعدد من القضايا الدولية والإقليمية الملحة. وتعد هذه الزيارة الأولى لوزير الخارجية الروسي إلى السودان منذ العام 2014.
ظروف مناسبة
وثمن لافروف ما وصفها بـ"الظروف المناسبة" التي توفرها السلطات السودانية لعمل الشركات الروسية في السوق السودانية لجذب الاستثمار الروسي إلى السودان.
وأكد لافروف دعم جهود السودان في تحقيق الاستقرار في السودان، قائلًا: "ندعم الحوار الوطني بين السودان بعيدًا عن الإملاءات".
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن المباحثات مع نظيره السوداني لمست توافقًا في المواقف بشأن عدد من قضايا المنطقة في ليبيا وسوريا وكذلك بشأن القضية الفلسطينية.
وقال لافروف إنه سمع عن زيارة خمسة أو ستة دبلوماسيين أوروبيين، لافتًا إلى أن هذه المجموعة زارت موريتانيا أيضًا. وتابع: "وكأن هذه المجموعة تقتفي أثرنا، حتى أن السيد جوزيب بوريل زار جنوب إفريقيا بعد زيارتنا".
مقاضاة روسيا
وذكر لافروف أن الزيارات والمجهودات -من دون أن يحدد أطرافها- لمحاولة مقاضاة روسيا تعني "أنهم ليسوا على حق". وأضاف: "إذا كانت نفس هذه المجهودات توجهت لتنفيذ اتفاقيات (مينسك 2) لم تكن لتبدأ العملية العسكرية الروسية" – على حد قوله. تابع: "إلا أننا الآن نعرف أن اتفاقيات "مينسك" لم تكن سوى واجهة لمنح الوقت لأوكرانيا للاستعداد للمواجهة".
وقال لافروف إن من وصفهم بـ"الأصدقاء في أفريقيا" اتخذوا موقفًا "مسؤولًا وبناءً" منذ بداية "الأزمة الأوكرانية" بعد فشل اتفاقية "مينسك 2" وأعلنوا بالإجماع "تبني الحياد" وأعربوا عن استعدادهم لتقريب وجهات النظر والبحث عن أرضية مشتركة من أجل التسوية – بحسب لافروف.
هجوم على الغرب
وأشار لافروف إلى أن "الزيارات المكوكية" من الغرب و"إجبارهم" الدول على تغيير مواقفها "تؤكد عدم إيمانهم بأي ديمقراطية". "وإلا لكانوا تركوا الدول تتبنى المواقف التي تريد" – أردف لافروف.
وأوضح لافروف أن الشركات الروسية العسكرية الخاصة تعمل في أفريقيا باتفاق مع الحكومات، ومن بينها حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى، وتسهم في "تحقيق الاستقرار في هذه المناطق نظرًا إلى انتشار العصابات الإرهابية هناك" – على حد قوله.
ومن جهته، قال وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق إن السودان أكد للجانب الروسي مشاركته في المنتدى الروسي الأفريقي المنعقد في روسيا تموز/يوليو المقبل.
وأعلن وزير الخارجية السوداني المكلف عن اتفاقه مع نظيره الروسي على زيادة التعاون بين البلدين وتعزيز مستوى التبادل التجاري.
وأوضح أن اللقاء تطرق إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك إقليميًا ودوليًا.
إصلاح الأمم المتحدة
وقال الصادق إن المباحثات تناولت ضرورة تعاون البلدين في الأمم المتحدة، مبينًا أن الجانبين اتفقنا على قضية "إصلاح الأمم المتحدة عمومًا ومجلس الأمن خصوصًا".
وتابع: "أشدنا من الجانب السوداني بالدعم الروسي للقضية الفلسطينية ولقضايا المنطقة".
وأعلن الصادق دعم السودان المساعي الروسية لخلق "عالم متعدد الأقطاب" والعمل على خلق "أمم متحدة تتساوى فيها جميع الدول تمامًا".
وتأتي زيارة وزير الخارجية الروسي إلى الخرطوم بالتزامن مع زيارة ستة مبعوثين دوليين من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي، وبعد أيام من زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى السودان.
وتمارس الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطًا على السودان ومصر وليبيا لإبعاد روسيا من المنطقة. والشهر الماضي زار مسؤول أمني سوداني الولايات المتحدة، كما زار مدير وكالة المخابرات الأمريكية القاهرة في الفترة نفسها.
وتعد الحدود مع أفريقيا الوسطى نقطة رئيسة في هذه الجولات، خاصةً أن نظام بانغي مدعوم من روسيا.
وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي اتهم قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو أطراف لم يحددها بمحاولة تغيير النظام في أفريقيا الوسطى بحشد المليشيات على الحدود السودانية مع أفريقيا الوسطى.