أعلن عضو المكتب الاستشاري لقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو – إبراهيم مخيّر عن انتهاء "عمليات التمشيط" في منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم، اليوم الجمعة، بعد سيطرتهم على المنطقة الإثنين الماضي – حسب قوله.
مستشار الدعم السريع لـ"الترا سودان": استطاعت قواتنا إجبار (24) ألف جندي من الجيش على الانسحاب من منطقة جبل أولياء
وبحسب مستشار قائد الدعم السريع، انتهت "عمليات التمشيط" اليوم الجمعة في "جبل أولياء"، فضلًا عن تسليم الأسرى والجرحى إلى الجهات المختصة. وأشار إبراهيم مخيّر إلى توقف الغارات الجوية على المنطقة خوفًا مما أسماه "تأثر مصالح مصر المرتبطة بالخزان"، لافتًا إلى بدء علمية صيانة السد من الأضرار التي لحقت به وببعض مرافقه، ومرجحًا أن تعود حركة الجسر إلى طبيعتها قريبًا للمدنيين.
وأوضح مخير أن المنطقة العسكرية بجبل أولياء تحتوي على ثلاث فِرق، وكل فرقة بها أربعة ألوية، وكل لواء يضم ألفي جندي، مبينًا أن "الدعم السريع استطاعت أن تجبر نحو (24) آلاف جندي من الجيش السوداني على الانسحاب من المنطقة" – وفق قوله.
فيما قال الخبير العسكري عمر أرباب إن منطقة جبل أولياء "سقطت منذ أربعة أيام"، مشيرًا إلى أن الجيش لا يصدر بيانات عن سقوط الوحدات والمناطق التابعة له بل يعلنها الطرف المنتصر. "قبل ذلك سقطت نيالا والجنينة وزالنجي والضعين ولم يصدر الجيش أي بيان معلنًا سقوطها" – أضاف أرباب.
ولفت أرباب في حديثه إلى "الترا سودان" إلى إعلان الجيش في بدايات الحرب عن "سقوط الاحتياطي المركزي بالخرطوم". "ذكر أن انسحابه تكتيكي، وتلقى نقدًا لاذعًا بسبب ذلك، ولم يكررها" – طبقًا لأرباب.
ومن ناحيته، أوضح الخبير العسكري اللواء الركن معاش عبدالغني عبدالفراج لـ"الترا سودان" أن عدم صدور بيان رسمي عن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة "يجعل ما يصدر عن البعض مجرد تحليل"، لافتًا إلى أن "عدة عوامل قد لا تكون ظاهرة للعامة، وتعد عملًا سريًا يتطلب في كثير من الأحيان الصمت". ويرى عبدالفراج أن "استمرار العمليات العسكرية وتسارعها" هما السبب في عدم توضيح ما يحدث في منطقة جبل أولياء. ويعتقد أن الجيش يعمل على تجميع المعلومات بشأن المنطقة ليصدر البيان بعد "استجلاء الموقف" – على حد قوله.
والسبت الماضي، قال الجيش السوداني إن جسر خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم تعرض للتدمير جراء قصف مدفعي من الدعم السريع على مواقعه في المنطقة. فيما قلل خبير مائي من تأثير الضربة على الخزان، موضحًا أنها دمرت ما يعرف بـ"الهويس" وهو جسر تمر عليه المركبات من الأعلى ويفتح لحظة مرور السفن النهرية – حسب إفادته.
وأشار عضو المكتب الاستشاري لقائد الدعم السريع – إبراهيم مخيّر إلى أن "الأهمية الإستراتيجية" لخزان جبل أولياء تعود إلى فكرة بناء الخزان التي قال إنها بدأت من "نجاح زراعة القطن في الجزيرة"، قائلًا إنه كان من المفترض بناء سد على النيل الأزرق، لكن "الحكومة المصرية اعترضت لأن زراعة القطن ستجعل السودان منافسًا لها، فضلًا عن استخدام مياه النيل التي تحتاج إليها مصر، فكان أن قرر كتشنر إقامة خزان سنار مقابل تعويض مصر ببناء خزان جبل أولياء" – طبقًا لإفادة مخير
وحاول "الترا سودان" الحصول على تعليق رسمي من الجيش، لكن لم يلقَ استجابة.