وصلت سارة (27 عامًا) وهي أم لثلاثة أطفال إلى مدينة القضارف شرقي السودان هربًا من جحيم المعارك بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وتقيم في منزل صغير دون مقابل مالي، لأنها جاءت رفقة جارتها التي تقيم في المدينة نفسها.
تنحصر اهتمامات سيدة نازحة بالقضارف في متابعة أخبار التفاوض بين الجيش والدعم السريع للعودة إلى منزلها بالخرطوم ولو بصفقة مؤقتة بين العسكريين حسب ما تقول
تقول هذه السيدة إن الحرب حولت حياتهم إلى "جحيم". وتضيف أنها تشعر بالأسى طوال الوقت وتستعيد ذكرياتها بمنزلها في حي "الإنقاذ" جنوب العاصمة الخرطوم، والتي تحولت إلى ثكنة عسكرية لقربها من "المدينة الرياضية" التي تستخدمها قوات الدعم السريع لشن هجمات ضد الجيش، ويُشاع أنها أول منطقة في الخرطوم انطلقت منها شرارة القتال.
تنحصر اهتمامات سارة في معرفة موقف التفاوض بين الجيش والدعم السريع في منبر جدة، إذ تأمل هذه السيدة في توقف الحرب التي تدخل شهرها الثامن وشردت نحو ستة ملايين شخص بينهم (1.2) مليون شخص عبروا الحدود.
تقول سارة لـ"الترا سودان" إن النزوح إلى الولايات "أفضل من التشرد خارج البلاد"، لافتةً إلى أن السودانيين هنا –تقصد الولايات– يساعدون بعضهم بعضًا. "لقد جئت إلى هنا رفقة صديقتي وجارتنا في الخرطوم، وأقيم في منزل صغير دون مقابل مالي" – تضيف سارة.
يعمل زوج سارة في السوق الرئيس بالقضارف بالأجرة اليومية، وبالكاد يتمكن من توفير وجبة واحدة في اليوم لعائلته في ظل عدم حصولها على أي مساعدات إنسانية بسبب البيروقراطية وضعف كفاءة الأجهزة العاملة في هذا المجال.
يقضي الأطفال ساعات في اللعب قرب المنزل في تحول أحدثته الحرب للمجتمعات في السودان، ونقلتهم قسرًا من مدن إلى أخرى من دون سابق إنذار. ولا يمكن التنبؤ بمصير ملايين السودانيين في المناطق الأقل تأثرًا بالمعارك العسكرية.
تقول سارة: "ربما نعمل على التكيف مع حياتنا الجديدة هنا في هذه المدينة. إن لم تتوقف الحرب فسنضطر إلى البقاء هنا. ليست لدينا أي خطط للسفر خارج البلاد". وهذا ما يدفعهم إلى الأمل بتوقف القتال والعودة إلى منزلهم في الخرطوم – حسب ما تقول هذه السيدة.
واستقبلت القضارف مئات الآلاف من النازحين من حرب العاصمة الخرطوم وبعض الولايات مثل شمال كردفان وإقليم دارفور ممن فضلوا النزوح الداخلي بدلًا من التوجه نحو الحدود، لأن أوضاعهم المالية لا تسعفهم على الهجرة خارج البلاد.
تعكس معاناة هذه العائلة مع شح فرص العمل في المدن التي فر إليها النازحون ولجوء الآلاف إلى الاستثمار في المطاعم والملابس وأسواق السلع الاستهلاكية تأثير الحرب على (25) مليون شخص يمثلون تقريبًا نصف سكان البلاد.
تقول سارة إنها تأمل في توقف الحرب حتى تعود إلى منزلها بالخرطوم. "أتمنى توقف الحرب ولو مؤقتًا". "عندما أسمع أن العسكريين أبرموا صفقة لوقف القتال، سأفرح جدًا" – أضافت هذه السيدة.