استضافت الخرطوم اجتماعات الهيئة الحكومية للتنمية المعروفة اختصارًا بـ"الإيقاد" نهاية هذا الأسبوع بالتزامن مع اضطرابات شعبية في السودان مستمرة منذ عام إثر انقلاب عسكري أطاح بالسلطة المدنية في هذا البلد الغارق في الديون والأزمات.
قال محلل دبلوماسي إن رئاسة" الإيقاد" مثل قطعة التفاحة تستخدمها الأنظمة لتجاوز الأزمات الداخلية فقط
تأسست الهيئة الحكومية للتنمية "الإيقاد" في العام 1996 وتقوم على ملفات التكامل الاقتصادي وحقوق الإنسان والسلام ومكافحة التصحر والبنود الأمنية بين الدول الأعضاء في المنظمة.
واستبق السودان اجتماعات "الإيقاد" بجولة أفريقية نفذها عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق إبراهيم جابر إلى دول الإيقاد طارحًا ملفات الاجتماع الذي انعقد في الخرطوم وسط نزاعات بين دول الإقليم.
ماهي أهمية الإيقاد بالنسبة لبلد مثل السودان؟ وما هي الآليات التي تملكها هذه المنظمة الإقليمية؟ يجيب عن هذا السؤال الدبلوماسي إبراهيم الحسن مقللًا من دور هذه المنظمة في تحقيق شيء للبلدان سوى التأثير السياسي داخل الاتحاد الأفريقي.
وكان وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق قد صرّح للصحفيين، على هامش اجتماع الإيقاد، بأن الاجتماع سيبحث الاستجابة للتغير المناخي وموجة الجفاف وشبح المجاعة في الإقليم وتحقيق الأمن الغذائي والتعاون الاقتصادي والتكامل الإقليمي والتنمية الاجتماعية وإنشاء التجمع الاقتصادي لدول القرن الأفريقي وتعظيم الفائدة لمبادرتي القرن الأفريقي ومبادرة الصين فيما يخص تنمية البنية التحتية وتعزيز دور الشباب وتمكين المرأة.
في المقابل يقول المحلل الدبلوماسي إبراهيم الحسن لـ"الترا سودان" معلقًا على اجتماعات "الإيقاد" إن الخرطوم حاولت حشد الدعم الدبلوماسي والسياسي قبيل العملية السياسية المرتقبة ولذلك سعى العسكريون إلى الاهتمام بهذا "المحفل الإقليمي".
ويرى الحسن أن اجتماعات الإيقاد ناقشت قضايا رئيسية مثل الشواغل الأمنية وتحديات النزاعات في الدول المضطربة إلى جانب ملف الحقوق الإنسان الذي يتدهور بالتزامن مع الاضطرابات.
ويقول الحسن إن غالبية دول "الإيقاد" غير جديرة بنقاش ملفات حقوق الإنسان لأن الأنظمة الحاكمة هي التي تنتهك حقوق الإنسان في هذه البلدان، مشيرًا إلى أن هذه المنظمة تُستغل في "توطيد أركان سلطة الزعماء والجنرالات في الإقليم".
بينما يشير مصدر بوزارة الخارجية السودانية (مشترطًا حجب اسمه) في حديث لـ"الترا سودان" إلى أن اجتماع الإيقاد انعقد بالخرطوم في وقت يسعى فيه السودان إلى صياغة انتقال جديد وخاطبه ممثلون دبلوماسيون ما يعني دعمًا إقليميًا لهذه العملية السياسية - وفقًا للمسؤول المحتجب.
وأضاف مسؤول الخارجية: "التقليل من اجتماع الإيقاد لن يفيد لأنه ناقش قضايا حيوية تهم دول الإيقاد ويجب أن تضع في الاعتبار أن السودان هو رئيس الدورة الحالية".
المحلل الدبلوماسي إبراهيم الحسن: الإيقاد لا تملك "الآليات اللازمة" لتحقيق توصيات اجتماعاتها على الأرض
فيما يؤكد المحلل الدبلوماسي إبراهيم الحسن أن الإيقاد لا تملك "الآليات اللازمة" لتحقيق توصيات اجتماعاتها على الأرض لذلك في الإجراءات أو نتائج مؤتمراتها عادة ما تعتمد على الحكومات للتنسيق أو التنفيذ. وأردف: "لا تملك الإيقاد أية آليات أو تأثير يذكر حتى داخل عضويتها وهي مثل قطعة التفاحة وتنتقل رئاستها من بلد إلى آخر وتستخدم عندما يحتاج إليها الزعماء والأنظمة لتجاوز أزمات داخلية".