رهنت الإمارات العربية المتحدة نجاح محادثات جدة بين الجيش السوداني والدعم السريع بتوفر "دعم إقليمي ودولي قوي". ورحبت الإمارات بالمشاركة الأفريقية في تيسير المحادثات إلى جانب كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، قائلةً إن من شأن هذه المشاركة أن تساهم في "حشد الجهود الإقليمية للتوصل إلى وقفٍ دائم لإطلاق النار" في السودان.
شددت الإمارات على ضرورة التزام جميع الأطراف في السودان بوقف فوري ودائم لإطلاق النار
وشددت المنسقة السياسية بالبعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة غسق شاهين في بيان أمام مجلس الأمن الدولي –حسب ما نقلته صحيفة الاتحاد الإماراتية اليوم السبت– على ضرورة "التزام الأطراف كافة بوقف إطلاق النار وإنهاء العنف وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين".
وأشارت المسؤولة الإماراتية إلى "الأبعاد الإقليمية للأزمة السودانية"، وقالت إن الدور القيادي للمنطقة يظل "أمرًا جوهريًا" لحث الأطراف على وقف الاشتباكات الذي عدته "ضرورة ملحة". وأكدت في بيانها أهمية مبادرة "دول جوار السودان" التي تقودها مصر لـ"بحث سبل إنهاء هذا النزاع ومعالجة تداعياته على المنطقة" والمبادرات الأخرى من جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة "الإيقاد"، مشددً على أهمية التنسيق بين جميع "مسارات الوساطة" لإنجاح الجهود الإقليمية والدولية في السودان.
وأكدت الإمارات ضرورة التزام جميع الأطراف في السودان بالتوصل إلى "وقفٍ فوري ودائم ومستدام لإطلاق النار"، وعدته "مسألة ملحة لإنهاء أعمال العنف التي تُهدد حياة المدنيين، ولإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين".
وقال بيان الإمارات: "يصادف هذا الأسبوع مرور سبعة أشهرٍ على اندلاع الاشتباكات في السودان، انقلبت خلالها حياة الشعب السوداني رأسًا على عقب". وأضاف أن التوسع المستمر لرُقعَة النزاع في السودان أدى إلى انتشار أوسع للعنف، بما في ذلك العنف الجنسي – بحسب البيان.
وعبر البيان عن الأمل في أن تشارك مختلف الأطراف السودانية بـ"حسن نية" في المحادثات المُستأنفة في جَدة، والتي تهدف –بحسب البيان– إلى المساعدة في تحقيق تلك الأهداف، مشيرًا إلى أن هذه المناقشات تتيح فرصة البناء على الاتفاقات التي توصل إليها الطرفان في أيار/مايو الماضي، بما في ذلك الالتزامات المشتركة التي أُعلن عنها في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
وأشاد البيان الإماراتي بالجهود التي يبذلها المدنيون السودانيون –"ومنهم النساء والشباب"– للمساعدة في إيصال المعونة الإنسانية إلى جميع المناطق في السودان، قائلًا إن هذه الجهود "يجب أن يقابلها التزام الأطراف بإنهاء النزاع"، وداعيًا إلى حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وفقًا للقانون الدولي الإنساني.
وفي ختام البيان، أكدت دولة الإمارات مواصلة تضامنها مع الشعب السوداني خلال هذه "المحنة الصعبة"، كما أكدت "احترامها الكامل لسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه"، مجددةً دعمها لجميع المساعي الرامية إلى إنهاء الأزمة في السودان.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في أواخر أيلول/سبتمبر الماضي إلى تورط الإمارات في تزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة في حربها ضد الجيش في السودان. وقالت الصحيفة إن الإمارات في حين تتحدث عن السلام في السودان تقدم في الواقع "الأسلحة والتشوين لقوات الدعم السريع عبر قاعدة طيران في تشاد المحاذية للسودان غربي البلاد".