قال تقرير عن الاحتياجات الإنسانية في دولة جنوب السودان، إن المجتمع الإنساني في جنوب السودان يقدر أن نحو (9.4) مليون شخص (76% من السكان) سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية في العام 2023.
وأشار ملخص الاحتياجات الإنسانية الصادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة بجنوب السودان، إلى أن سكان الدولة الوليدة "يواجهون أوضاعًا إنسانية متدهورة" بعد مرور (11) عامًا على الاستقلال وأربع سنوات على توقيع اتفاقية السلام المنشطة.
(76)% من سكان جنوب السودان -أي حوالي (9.4) مليون شخص- بحاجة إلى المساعدات الإنسانية
وقال التقرير إن نسبة (76)% من سكان جنوب السودان -أي حوالي (9.4) مليون شخص- بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، واصفًا الرقم بالـ"مذهل"، مشيرًا إلى أنه قد زاد بمقدار نصف مليون شخص في العام 2022.
وأرجع التقرير تفاقم أوضاع السكان في جنوب السودان، إلى العنف الذي وصفه بـ"المستوطن"، والنزاع، وصعوبات الوصول والتدخل العملياتي على الأرض، وتحديات الصحة العامة مثل تفشي الحصبة والكوليرا، بجانب الصدمات المناخية التي أدت إلى فيضانات غير عادية وجفاف، وزاد: "تم تهجير الناس قسرًا مرارًا وتكرارًا بسبب الصدمات المركبة المتعددة، سواء في مناطق النزوح أو العودة".
ويقدر عدد النازحين في البلاد منذ العام 2013 بنحو (2.2) مليون شخص، فيما تستضيف الدول المجاورة لجنوب السودان أكثر من (2.3) مليون لاجئ منها. وقال التقرير الإنساني إن ما لا يقل عن (148) ألف عائد من الخارج صاروا نازحين داخل البلاد، غير قادرين على الوصول إلى ديارهم.
وتسببت فيضانات الأعوام الماضية بجانب استمرار الصراع وعدم الاستقرار في مناطق عديدة بدولة جنوب السودان، إلى "نزوح داخلي وعبر الحدود على نطاق واسع". وأشار المكتب الأممي إلى أن هطول الأمطار فوق المعدل الطبيعي للعام الرابع على التوالي في العام 2022، تسبب في فيضانات مطولة أثرت على مناطق لم تغمرها المياه في السنوات السابقة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي، إنه منذ تموز/يوليو 2022، تضرر ما يقدر بمليون شخص من الفيضانات الشديدة في (36) مقاطعة عبر جنوب السودان وفي الجزء الجنوبي من منطقة أبيي الإدارية.
وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين قد قالت الشهر الماضي، إن دولة جنوب السودان تواجه "مستويات قياسية" من الأمطار والفيضانات للعام الرابع على التوالي، وتتعرض لخطر تدهور الأوضاع مستقبلًا مع تسارع أزمة المناخ.
وأوضح المتحدث باسم المفوضية، أن الأزمة في جنوب السودان تعد من بين أكثر الأزمات التي تعاني من نقص التمويل، حيث تلقت أقل من نصف مبلغ الـ(214.8) مليون دولار أمريكي التي تحتاجها هذا العام، ما يعني ضعف قدرة المنظمة على تعزيز دعمها للنازحين من الكوارث والصراعات، ما يهدد الجهود الرامية للتصدي لآثار الفيضانات والتخفيف من حدتها.
