أعلنت شبكة أطباء السودان عن ارتفاع عدد الإصابات بوباء الكوليرا في محلية شرق النيل، حيث تم تسجيل 16 حالة جديدة وصلت إلى مستشفى أم ضوًا بان، شرقي الخرطوم.
يأتي ذلك في ظل تزايد حالات الإصابة بالوبائيات في المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، مع شح الأدوية وتوقف عمليات إصحاح البيئة بسبب الحرب المستمرة، والهجمات على المرافق الصحية مما أدى إلى إغلاق العديد من المرافق الطبية العامة والخاصة في المنطقة لأكثر من عام.
شبكة أطباء السودان: توقفت العديد من المرافق الطبية العامة والخاصة بمنطقة شرق النيل منذ أكثر من عام
وحذرت شبكة أطباء السودان، اليوم الإثنين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2024، من خطر تفاقم الوضع الصحي إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، داعية المنظمات الإقليمية والدولية والسلطات المحلية إلى التنسيق لتوفير المعينات الطبية اللازمة، ودعم المرافق الطبية العاملة في المنطقة. كما وجهت الشبكة نداءً إلى المواطنين لتوخي الحذر والاهتمام بالنظافة داخل الأحياء، للحد من انتشار الوباء.
وتشهد محلية شرق النيل بالعاصمة السودانية الخرطوم انتشارًا مقلقًا للأمراض الوبائية، خصوصًا حمى الضنك النزفية، وسط انهيار شبه كامل للخدمات الصحية بسبب الحرب. تقرير صادر عن غرفة طوارئ شرق النيل مطلع الشهر الجاري أشار إلى تسجيل عشرات الحالات في مناطق سوبا شرق والجريف شرق، حيث تأكدت إصابة 118 شخصًا في سوبا شرق بين 18 و26 أيلول/سبتمبر المنصرم، وفي منطقة الجريف شرق، سُجلت 194 حالة حتى 19 أيلول/سبتمبر، من بينها 10 حالات وفاة.
وتفاقمت الأوضاع الصحية في شرق النيل، التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية الصراع في السودان. ويعاني المتطوعون والكوادر الطبية من إصابات بالأمراض المنتشرة، مما أجبر العديد من الوحدات الصحية والمستشفيات مثل مستشفى البان جديد على إغلاق معظم أقسامها بسبب نقص الكوادر وارتفاع معدلات العدوى. كما تعاني المحلية من نقص حاد في المعدات الطبية اللازمة لتشخيص وعلاج المرضى، وارتفاع أسعار المستلزمات الطبية مثل المحاليل الوريدية.
إلى جانب التدهور الصحي، تواجه محلية شرق النيل أزمة إنسانية متفاقمة، مع نقص في المواد الغذائية والمياه النظيفة، وغياب الأمن الذي يعيق وصول المنظمات الإغاثية إلى المنطقة. يعتمد السكان على جهود المتطوعين والمبادرات المجتمعية التي أنشأت غرف طوارئ ميدانية لتقديم الرعاية الأولية، لكن هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة بسبب نقص الموارد واستهداف العاملين في المجال الصحي من قبل الميليشيات المسلحة.
الوضع الصحي المتدهور في شرق النيل هو جزء من أزمة أوسع تعيشها البلاد منذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023، والتي أدت إلى انهيار النظام الصحي في عديد المناطق، خاصة في الخرطوم ودارفور. تعرضت العديد من المستشفيات والمراكز الصحية للتدمير أو التوقف عن العمل بسبب القتال ونقص الموارد.
وكانت وزارة الصحة الاتحادية قد أعلنت في آخر تقرير لها عن الوضع الوبائي للكوليرا في السودان، أن العدد التراكمي للحالات قد تجاوز أكثر من (20) ألف إصابة منذ إعلان تفشي الوباء في السودان في آب/أغسطس المنصرم. وتسلم السودان قبل يومين نحو (1.2) مليون جرعة تطعيم ضد وباء الكوليرا عبر "يونيسيف"، ضمن تدابير لتخفيض حدة الوباء، خاصة مع وصول فصل الخريف إلى أيامه الأخيرة.