خلف الألواح الزجاجية وقوائم معدن الألومنيوم، تُعرض أحدث الهواتف النقالة في السوق العربي وسط العاصمة الخرطوم، ويُباع "هاتف آيفون 11" بسعر (300) ألف جنيه، ما يعادل (600) دولار أمريكي، في هذا البلد الذي يعاني من أزمة اقتصادية وتذبذب سعر الصرف.
وبحسب متعاملين في أسواق الهواتف النقالة وسط العاصمة، يرتفع الطلب على هواتف الـ"آيفون"، خاصة الإصدارات الحديثة، مع انخفاض الطلب على الإصدارات المنافسة للهواتف النقالة، سيما الشركات الآسيوية التي سيطرت على السوق السوداني مؤخرًا.
جودة شبكات الاتصال تتحكم في انكماش وانتعاش أسواق الهواتف
وتتداول أسواق الهواتف في السودان استثمارات صغيرة متعددة لآلاف الشبان، نظرًا لتصاعد الرغبة بين السودانيين للوصول إلى أحدث الإصدارات سنويًا. ويتسارع النُمو في الأسواق المحلية للهواتف الذكية، وتستوعب آلاف الشبان الباحثين عن فرصة العمل والاستثمارات الآمنة.
وتنخفض أسعار الهواتف الحديثة إذا ما تمكن "المستوردون الصغار" من إدخال الهواتف عبر المطارات، لأن لسوق المحلي لا يزال بعيدًا عن افتتاح الشركات المنتجة للهواتف النقالة توكيلات لإصداراتها ومنتجاتها.
وفي العادة يلجأ المتعاملون في هذا القطاع إلى ما يعرف بـ "تجارة الشنطة" لاستيراد الهواتف.
ويرى أشرف وهو متعامل في سوق الهواتف وسط الخرطوم، في حديث لـ"الترا سودان، أن السوق يمر بمرحلة ركود منذ شهور طويلة، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي وتحول وسط العاصمة إلى مركز الاحتجاجات ضد الحكم العسكري، من السهل إغلاقه في أي وقت.
وأشار هذا المتعامل الذي درس بجامعة الخرطوم وفضل العمل في مجال بيع وشراء الهواتف النقالة، إلى أن الأسواق المحلية انتعشت العام الماضي عقب إنهاء إغلاقات كورونا، لكنها عادت مرة أخرى إلى الركود بسبب الوضع الأمني، أو ارتفاع سعر الصرف للجنيه مقابل الدولار الأمريكي.
وتتدخل جودة شبكات الهواتف النقالة في المناطق المختلفة في تحديد خيارات اقتناء نوع الهواتف بين مرتادي هذه الأسواق، فبينما يفضل سكان الأرياف الهواتف الصغيرة التي لديها قدرة التقاط الشبكة من مسافات بعيدة، يشتري سكان مراكز المدن في السودان الأجهزة الذكية نتيجة لاتساع نطاق شبكات الجيل الرابع، خاصة العاصمة الخرطوم.
من جهته يعتقد المتخصص في قطاع الاتصالات عبدالعزيز الصافي، في حديثه لـ"الترا سودان"، أن الأسواق المحلية للهواتف النقالة، وملحقاتها، شهدت طفرة في السنوات الأخيرة، سيما أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مرتبط باقتناء المستخدمين الهواتف الذكية، لذلك من الواضح أنه إذا كان (10) مليون شخص يتصفحون الشبكات الاجتماعية في البلاد، فإن مقابل هذا العدد يتم بيع (10) مليون هاتف ذكي.
متخصص في قطاع الاتصالات: شبكات الاتصالات تدهورت في السنوات الأخيرة متأثرة بالأزمة الاقتصادية
ويشير الصافي، إلى أن شبكات الاتصالات تدهورت في السنوات الأخيرة متأثرة بالأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار الوقود وتكلفة التشغيل، وانعكست الأزمة على أسواق الهواتف، ومع ذلك هناك نمو في الأسواق لأن التداول أيضًا تجارة مثل سوق السيارات في السودان. وتابع: "قد يتم تداول هاتف باهظ الثمن بين المتعاملين في السوق دون الحاجة إلى استخدامه وهذا النشاط فعال في الأسواق بين متعاملي بيع وشراء واستبدال الهواتف".
وأضاف الصافي قائلًا: "قد تقفز مبيعات الهواتف في السودان إلى الضعف إذا توسع نطاق شبكات الهواتف لتغطي جميع أنحاء البلاد".