09-أكتوبر-2021

(ياسر هو الأحدث، من بين حوالي (300) شخص لقوا حتفهم في مُحيط القناة الإنجليزية منذ عام (1999))

قالت صحيفة ذا ناشيونال، إن مهاجرًا سودانيًا مراهقًا توفي بعد أن دهسته شاحنة في "كاليه"، وهي بلدة تقع في شمال فرنسا،  وقيل إنه كان يفر من "القمع والموت" في وطنه السودان. بحسب إفادة أحد أصدقائه المُقربين.

صديق مُقرب: لقد تحمل عنف الناس في فرنسا، لكنه لقي مصرعه بعد ذلك خلال هذه الكارثة، ياسر نجا من الموت ليواجه الموت

ويروي أحد أصدقائه وُيدعى محمد، للصحيفة، أن صديقه ابن الـ(16) ربيعًا، الذي تم تحديد هويته بالأمس، واسمه "ياسر"، توفي أثناء محاولته الوصول إلى المملكة المتحدة بحثًا عن "حياة كريمة"، في المرحلة الأخيرة من رحلته من شمال فرنسا للمملكة المُتحدة، مختبئًا داخل شاحنة.

اقرأ/ي أيضًا: التصالح الأوروبي السوداني على جثث اللاجئين.. ضوء أخضر للقتل والتنكيل

وأوضح محمد، أن الشاب السوداني "ياسر"، سافر من السودان إلى ليبيا قبل أن يعبر بالقارب إلى إيطاليا. ثم شق طريقه إلى بلجيكا وفرنسا.

ودُهس الشاب السوداني، أثناء محاولته الصعود على متن سفينة، في مساحة وقوف شاحنات بالمنطقة الساحلية. بينما قالت السلطات الفرنسية، إنه تعرض إلى إصابات قاتلة في منتصف الطريق.

ويقول محمد، لصحيفة ذا ناشونال، التي تصدر بالإنجليزية من العاصمة الإماراتية أبوظبي، إن المراهق واجه عداءً في فرنسا، من قبل بعض السكان المحليين، الذين قطعوا وثقبوا خيمته أثناء الطقس البارد، وأغلقوا طريقه أثناء محاولته الحصول على الطعام والماء من المجموعات الإنسانية العاملة مع المهاجرين.

وتابع: "غادر السودان هربًا من القمع والموت، لكنه واجه الأمر نفسه في فرنسا، بشكل غير متوقع". وزاد: "تحمل عنف الناس في فرنسا، لكنه لقي مصرعه بعد ذلك خلال هذه الكارثة، ياسر نجا من الموت ليواجه الموت".

وتأثر السودان بعقود من النزاعات التي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وتشريد المزيد. ورغمًا عن الإطاحة بآخر ديكتاتور عسكري حكم البلاد، عمر البشير، في عام 2019، لكن العنف الطائفي والصعوبات الاقتصادية، لا تزال مستمرة في ظل قيادة انتقالية عسكرية مدنية.

وبلدة كاليه، هي نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى المملكة المتحدة. يقوم الكثيرون برحلة للانضمام إلى أقاربهم في المملكة المتحدة، التي ينظر إليها المهاجرون على أنها بلد الفرص.

واقترحت حكومة المملكة المتحدة، قوانين جديدة يمكن أن تجرم المهاجرين، في محاولة لجعل البلاد أقل جاذبية لهم، لكن المهاجرين واصلوا جهودهم، مع مجموعات تسافر من إفريقيا جنوب الصحراء وتعبر إلى أوروبا بالشاحنات والقوارب قبل التجمع في مدينة "كاليه".

ويعتبر ياسر هو الأحدث، من بين حوالي (300) شخص لقوا حتفهم في مُحيط القناة الإنجليزية منذ عام (1999)، أثناء محاولتهم عبور الممر المائي المزدحم، وفقًا لمعهد العلاقات العرقية.

اقرأ/ي أيضًا

من السودان إلى أوروبا.. رحلة الشك والمخاطر

رواية "جنّة الخفافيش".. جنوب السودان بحذافيره