23-ديسمبر-2022
سعاد الفاتح البدوي

سعاد الفاتح البدوي (تويتر)

توفيت في الخرطوم صباح اليوم الجمعة القيادية الإسلامية البارزة والأكاديمية البروفيسورة سعاد الفاتح محمد البدوي، عن عمر يناهز التسعين عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.

وتُعد سعاد الفاتح من رائدات الحركة الإسلامية والعمل النسائي في السودان، إذ انضمت إليها مبكرًا في خمسينات القرن الماضي، وهي ذات شهرة وصيت داخلي وخارجي في قضايا المرأة.

الراحلة سعاد الفاتح هي أول سيدة تحصل على درجة "البروفيسور" في السودان وأول "عميدة كلية" في الجامعات السودانية

وصفها حزب المؤتمر الشعبي في بيان احتساب بأنها من "قيادات الحركة الإسلامية منذ الخمسينات، ومن رائدات العمل النسائي الإسلامي، والقيادية في الميدان التربوي في السودان والسعودية وعضو البرلمان السوداني في عدة دورات وعضو البرلمان الأفريقي وصاحبة السعي المشكور والجهد المقبول في قضايا المرأة خاصة، وقضايا المسلمين كافة". وأضاف بيان المؤتمر الشعبي أن سعاد الفاتح كانت من السابقين في قضايا التعليم والتأصيل الفكري لقضايا المرأة وأن لها سعي في فترة التأسيس الأولى للحركة الإسلامية والمجاهدة في مراحلها المختلفة.

وُصفت سعاد الفاتح بأنها ذات "شخصية قوية ومثقفة واسعة الاطلاع". وقدمت الفقيدة سعاد المحاضرة الشهيرة إلى جانب الراحلة حكمات حسن أحمد عن دور المرأة في الإسلام في معهد "المعلمين" العالي بأم درمان - المحاضرة التي تداخل فيها طالب ينتمي إلى "الجبهة الديمقراطية" وأشار بطريقة "غير لائقة" إلى بيت النبوة خلال حديثه -بحسب ما يتداول المنتمون إلى التيار الإسلامي- ما قاد إلى مظاهرات عارمة وحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان في العام 1968.

https://t.me/ultrasudan

كانت سعاد الفاتح من جيل التأسيس والريادة في الحركة الإسلامية. ونالت البكالوريوس من جامعة الخرطوم، ضمن أربع نساء فقط حصلن على هذه الدرجة في زمان تمنع فيه البنات من إكمال تعليمهن. وواصلت دراستها العليا في جامعة لندن، وباحثة فوق الدكتوراه في جامعة إدنبرة في إسكتلندا، وهي كذلك أول امرأة تشغل منصب "عميد كلية" في الجامعات السودانية، وأول سودانية تحصل على درجة البروفيسور.

كانت البدوي أول عضوات الحركة الإسلامية في العام 1952، وأول عضوة في المكتب التنفيذي للحركة الإسلامية من السيدات. ودخلت المكتب التنفيذي السري للحركة برئاسة الدكتور حسن الترابي في العام 1980 عقب المصالحة الوطنية، إلى جانب قيادات بارزة في الحركة، منهم: أحمد عبدالرحمن ويس عمر الإمام وعلي الحاج وإبراهيم السنوسي والتجاني أبوجديري وتوفيق طه وعبدالله حسن أحمد والشيخ محمد صادق الكاروري والدكتور إبراهيم أحمد عمر.

ظلت سعاد الفاتح البدوي ناشطة في القضايا السياسية وقضايا المرأة منذ العام 1950، وكانت من مؤسِّسات الاتحاد النسائي في العام 1952، ومثلت السودان في العديد من المحافل الدولية المعنية بشؤون المرأة؛ إذ شاركت في مؤتمر المرأة العربية في عام 1956 ثم مؤتمر المرأة في الاتحاد السوفيتي في عام 1957.

عقب الانتفاضة التي أطاحت بنظام النميري في العام 1985، وتشكيل الجبهة الإسلامية القومية التي كانت تمثل تحالفًا انتخابيًا عريضًا، فازت البدوي بمقعد برلماني ممثلة للجبهة الإسلامية مع اثنين آخرين عن دوائر الخريجين بالخرطوم.

بعد مفاصلة الإسلاميين في 1999، انحازت سعاد الفاتح البدوي إلى مجموعة القصر برئاسة البشير

عند انقلاب الإنقاذ في العام 1989، كانت البدوي عضوًا منتخبًا في البرلمان، ولأن الإنقاذ كانت تخفي هويتها الإسلامية، لم تظهر سعاد الفاتح إلا في مؤتمر النظام السياسي. وابتعدت وأسست الاتحاد النسائي الإسلامي العالمي. وبعد مفاصلة الإسلاميين في 1999، انحازت سعاد الفاتح إلى مجموعة القصر برئاسة المخلوع عمر البشير، وواجهت مجموعة "المنشية" برئاسة الدكتور الترابي بنقد عنيف، وظلت عضوًا في حزب المؤتمر الوطني وتقلدت عدد من المناصب السياسية والبرلمانية والتنفيذية، أبرزها مستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة.