23-يناير-2024
القاهرة - أهرامات مصر

(Getty)

برعاية منظمة "بروميدييشن"، تنطلق ورشة بين أطراف سودانية عسكرية تشمل الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة، اليوم الثلاثاء، في محاولة للوصول إلى نقطة مشتركة بخصوص خفض التوتر في إقليم دارفور بشكل رئيسي - حسب ما ذكرت مصادر.

تأتي هذه الورشة ضمن سلسلة ورش بدأت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، واقتصرت على بعض الحركات المسلحة والدعم السريع دون مشاركة الجيش.

اتفق محللون وسياسيون على أن الورشة تحرك فرنسي مصري لخفض التوتر في إقليم دارفور

وتنخرط المنظمة الفرنسية في "مسار جديد" قد يجمع الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة؛ لكن لماذا في هذا الوقت؟ للإجابة على هذا السؤال تواصل "الترا سودان" مع الباحث في العلاقات الدولية محمد عباس الذي عزا ذلك إلى الاهتمام الفرنسي بالوضع في إقليم دارفور. ومعروف -حسب عباس- أن إقليم دارفور يقع على الحدود مع مناطق ذات نفوذ فرنسي في تشاد وأفريقيا الوسطى إلى حد ما.

من بين الأجندة المطروحة في "ورشة القاهرة" التي تضم الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة وقف إطلاق النار في دارفور. ولا تشمل الأجندة -حسب موقع الشرق الإخباري- لقاء قائدي الجيش والدعم السريع.

فيما يقول مصدر من القوى المدنية لـ"الترا سودان" إن ورشة القاهرة التي ترعاها المنظمة الفرنسية تركز بشكل كبير على ضمان أمن تشاد، لذلك حصرت مقترح بوقف إطلاق النار في إقليم دارفور.

وتابع المصدر: "فرنسا تخشى من انفراط الوضع الأمني في إقليم دارفور إذا انهار الوضع في مدينة الفاشر، خاصة مع الإرهاصات التي تتحدث عن اقتراب الحرب إلى تلك المناطق".

ويرى المصدر -مع اشتراطه حجب اسمه- أن فرنسا لم تكن فاعلة في الملف السوداني منذ بداية الحرب في منتصف نيسان/أبريل الماضي، وذلك على الرغم من اهتمامها بالوضع في تشاد وأفريقيا الوسطى ودول غرب أفريقيا التي قد تتأثر بالقتال في السودان.

ويعتقد المصدر في القوى المدنية أن فرنسا لم تشعر بالحساسية تجاه حرب السودان، لذلك تأخرت في التحرك، وتريد إنقاذ الوضع في إقليم دارفور من خلال هذه الورشة بالوصول إلى صيغة تفاهمات بين الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة لوقف إطلاق النار في الإقليم.

وأضاف: "رغم هذه الخطوة المتأخرة من فرنسا لكن جيدة إذا تمكنت من إسكات البنادق في إقليم دارفور".

قال المتحدث باسم حركة جيش تحرير السودان عبد الرحمن الناير لـ"الترا سودان" إن الورشة التي تعقد في القاهرة هدفها قضية الأمن في دارفور

بينما قال المتحدث باسم حركة جيش تحرير السودان عبد الرحمن الناير لـ"الترا سودان" إن الورشة التي تعقد في القاهرة هدفها قضية الأمن في دارفور، لا سيما أزمة الفاشر، والخشية من خروج الأمور عن السيطرة.

ويرى الناير أن هناك مخاوف جدية من محاولات بعض الأطراف نقل الحرب إلى إقليم دارفور، والاعتقاد أن هذه العملية قد تجعل قوات الدعم السريع مضطرة للتراجع إلى هناك بغرض حماية الحواضن الاجتماعية على حساب انتشارها في الخرطوم ووسط البلاد.

ويقول الناير إن انفراط الوضع الأمني في إقليم دارفور سيؤثر على تشاد وأفريقيا وليبيا نتيجة التداخل الاجتماعي مع هذه البلدان.

ويربط الناير بين مقر الورشة في مصر وبين مخاوف القاهرة من انتشار عمليات التسليح في السودان. ويذهب الناير إلى أبعد من ذلك ويقول إن هناك مخاوف دولية أيضًا من تسرب السلاح إلى مصر ومن هناك إلى قطاع غزة.

وأردف: "هذه مخاوف قد لا تكون إسرائيل بمعزل عنها في حرب السودان، خاصةً مع دعوات التسليح المنتشرة وإمكانية تسرب السلاح إلى دول الجوار مثل مصر، ومن هناك إلى قطاع غزة. هذه المخاوف جعلت بعض الأطراف الدولية تتحرك لبحث خفض التوتر في إقليم دارفور والسودان".

بانر الترا سودان