02-أبريل-2023
  إغلاق الموانئ والطرق في شرق السودان العام الماضي

أدى الإغلاق السابق إلى خسائر فادحة للاقتصاد السوداني بحسب محللين (Getty)

ذكر متعاملون في مكاتب التخليص الجمركي بهيئة الموانئ البحرية أن الخسائر الشهرية جراء إغلاقات الموانئ قبل عامين قدرت بـ(60) مليون دولار شهريًا؛ لأن الموانئ تستقبل شهريًا (50) ألف حاوية.

خبير: تستقبل موانئ بورتسودان (50) ألف حاوية شهريًا وهناك عوامل جديدة تجعل الإغلاق مستحيلًا

وبحسب المتعامل الجمركي أحمد خيري فإن الإغلاق هذه المرة سيوجه "ضربة قاضية" للمجتمعات التي ما زالت تتعافى من آثار الإغلاق السابق وجائحة كورونا، مشيرًا إلى أن الموانئ يجب أن تبقى بمعزل عن استخدامها "كروتًا للضغط السياسي".

وفي العام 2021 أغلق أنصار المجلس الأعلى لنظارات البجا الموانئ السودانية لـ(48) يومًا، انتهى مع إعلان قائد الجيش عبدالفتاح البرهان الإطاحة بالحكومة المدنية برئاسة عبدالله حمدوك. وانعكس هذا الإغلاق على حركة الموانئ بتحول بعض المصدرين والمستوردين إلى الموانئ المصرية.

وأشار خيري في حديث لـ"الترا سودان" إلى أن العمال والمجتمع في بورتسودان والشرق عمومًا لم يتحمسوا مع دعوات الإغلاق أمس السبت، حسب إعلان مجلس نظارات البجا الذي يقود مناهضة الاتفاق الإطاري بالدعوة إلى إغلاق الشرق ليوم واحد حسب جداول التصعيد.

https://t.me/ultrasudan

وقال خيري إن محاولة الإغلاق بالقوة ستجبر شركات الملاحة على مغادرة الموانئ السودانية، داعيًا المجتمعات إلى ضرورة التوازن بين مصالح الإقليم وانتزاع الحقوق.

وكان مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا عبدالله أوبشار قد صرح لـ"الترا سودان" نهاية الأسبوع الماضي أن إغلاق الشرق "لا يخصهم" وأن المجلس الأعلى ينتظر حكومة مدنية للتفاوض في منبر منفصل لقضايا شرق السودان.

ويرى الخبير في الموانئ البحرية بدري خلف الله في حديث إلى "الترا سودان" أن الموانئ تستقبل (45) ألف إلى (50) ألف حاوية شهريًا، فيما يبلغ متوسط الإيرادات الشهرية (60) مليون دولار، لافتًا إلى تأثير هذه الإيرادات في المجتمعات بتشغيل آلاف العمال فضلًا عن الخدمات المرتبطة بالموانئ. وتابع: "لا أعتقد أن أحدًا لديه الاستعداد للتضحية بالإيرادات والأنشطة الاقتصادية جراء انتعاش الموانئ السودانية، لا سيما وأن هناك منافسة ومخاوف من إنشاء ميناء أبو عمامة بواسطة دال ومجموعة أبوظبي".

فيما يدعو مجلس نظارات البجا بزعامة محمد الأمين ترك إلى إلغاء مسار الشرق في اتفاق جوبا للسلام إلى جانب توسعة الاتفاق السياسي بين العسكريين و"الحرية والتغيير".

لكن تهديدات ترك هذه المرة تأتي في ظل انقسام المجلس الأعلى لنظارات البجا، إذ أعلنت "مجموعة عبدالله أوبشار" الانشقاق عن ترك وتكوين المجلس الأعلى لنظارات البجا، وسط دعوات للوحدة بين الطرفين. وفشلت المساعي في هذا الصدد بسبب رفض ترك الانسلاخ عن الكتلة الديمقراطية. وترى المجموعة الإصلاحية أن الإقليم لن يكون مطية لجهات غير معنية بقضايا الشرق الأساسية.