09-يوليو-2023
ما يزال العديد من المواطنين يغادرون العاصمة الخرطوم مع استمرار المعارك بين الجيش والدعم السريع (Getty)

ما يزال العديد من المواطنين يغادرون العاصمة الخرطوم مع استمرار المعارك بين الجيش والدعم السريع (Getty)

بعد هدوء لم يصمد لساعات، سمع المواطنون في بعض أحياء العاصمة الخرطوم أصوات مدافع قريبة وبعيدة وتحليق للطيران.

واستمرت المعارك الحربية في مدينة الخرطوم بحري شمال العاصمة حتى مساء اليوم الأحد، وقال شهود عيان لـ"الترا سودان" إنهم سمعوا دوي إطلاق المدافع في حي الشعبية والمناطق المحيطة وفي تجمعات لقوات الدعم السريع.

شاهد عيان لـ"الترا سودان": الوضع اليوم وسط الخرطوم بحري كان "سيئًا للغاية"

وذكر شاهد عيان أن الوضع اليوم وسط الخرطوم بحري كان "سيئًا للغاية"، وشهدت معارك حربية وسمع المواطنون دوي المدافع والرصاص وتحليق مكثف للطيران.

وقال الشاهد لـ"الترا سودان" إن الأصوات كانت فوق المعتاد اليوم، وكأن الهدوء الذي استمر طيلة ساعات الصباح كان يخفي وراءه كل هذه المعارك الحربية.

ومنذ منتصف حزيران/يونيو الماضي فشل الجيش والدعم السريع في الحفاظ على هدنة لأغراض الممرات الإنسانية، وسط تصاعد للشكاوى من المدنيين بصعوبة مغادرة العاصمة بسبب انعدام الممرات والمخاوف من نهب السيارات التي يستخدمها  البعض للسفر.

شهدت مدينة أم درمان تصعيدًا في الأيام الماضية (Getty)
شهدت مدينة أم درمان تصعيدًا في الأيام الماضية (Getty)

وكان والي الخرطوم أحمد عثمان ناشد المواطنين بالعودة إلى الأحياء لحماية المنازل من النهب حسب ما نقلت وكالة السودان للأنباء. وأكد الوالي أن الجيش تمكن من زيادة رقعة المساحة التي يسيطر عليها في العاصمة المثلثة.

وفي أم درمان غرب الخرطوم قال مواطنون إن أصوات المدافع والقذائف سمعت بشكل غير مسبوق في منطقة أمبدة مساء اليوم الأحد.

وقال معمر الذي يقطن وسط أم درمان في حديث لـ"الترا سودان"، إن الأصوات التي سمعها سكان أمبدة والثورات وسط أم درمان "لم تسمع من قبل" لأنها تشبه أصوات الانفجارات لمخازن الذخائر أو تدمير أسلحة ثقيلة بواسطة الطيران.

وكما اندلعت المعارك العسكرية في العاصمة السودانية عادت مدينة الأبيض إلى أجواء الحرب بعد هدوء استمر لأيام، وقال مواطنون إن المدينة الواقعة بولاية شمال كردفان غربي البلاد سمعت اليوم أصوات ذخيرة في الناحية الغربية.

ودرجت قوات الدعم السريع على التمركز بالناحية الغربية لمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، وتعد هذه المناطق "نقطة عبور" حسب ما يعتقد جنرالات الجيش لإمدادات قوات الدعم السريع بين غربي البلاد والعاصمة السودانية.

https://t.me/ultrasudan

تتجدد المعارك في مدينة الأبيض بالتزامن مع هجمات نفذتها قوات الدعم السريع على مدينة بارا الواقعة غربها الجمعة الماضية، وقال مواطنون إن مقار حكومية ومصارف تعرضت للنهب والتلفيات.

وخرج الآلاف من سكان مدينة بارا السبت لغرض حماية المدينة من هجمات قوات الدعم السريع، والتي انسحبت خارج البلدة حسب ما أفاد مواطنون.

وفي وقت يأخذ القتال في السودان توسعًا في المساحة، تجري قوى مدنية أبرزها "الحرية والتغيير - المجلس المركزي "تحركات مكثفة" في القرن الأفريقي، وتنخرط قيادات بارزة من هذا التحالف المدني غدًا في اجتماع مع الإيغاد ومساعد وزير الخارجية الأمريكي وممثلون من الجيش والدعم السريع في العاصمة أديس أبابا، حيث تستهدف هذه الخطوة "إيقاف الحرب" سلميًا في السودان.

كما تنخرط قيادات من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا في اجتماع في العاصمة التشادية إنجمينا الاثنين المقبل، بحضور القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبدالرحيم حمدان دقلو والرئيس التشادي محمد إدريس ديبي لغرض بحث تهدئة الوضع الأمني في إقليم دارفور.

تسببت الحرب في انقطاع مياه الشرب عن مدينة بحري (Getty)
تسببت الحرب في انقطاع مياه الشرب عن مدينة بحري (Getty)

وفي هذا الصدد قال الباحث في الشؤون الأفريقية عادل أحمد إبراهيم لـ"الترا سودان"، إن اجتماع أديس أبابا تحريك للمياه في "بركة ساكنة" بعد وضع المجتمع الدولي الملف السوداني في أسفل الأولويات.

ويرى إبراهيم أن الحرب التي تدور في السودان تصنف على أنها "الأسوأ" في العالم ومع ذلك لا يظهر المجتمع الدولي أي اهتمام، لدرجة الفشل في الضغط على الطرفين لفتح ممرات إنسانية لساعات فقط.

ويقول إن ما يحدث في السودان "خذلان دولي تجاه السودانيين".

باحث: ضمان أمن تشاد لا يمر عبر تهدئة الوضع في إقليم دارفور فحسب، يجب بتوقف القتال في جميع أنحاء السودان

وبالنسبة لاجتماع إنجمينا اعتبره إبراهيم محاولة من تشاد لضمان أمن حدودها بعد نشوب اشتباكات بين جماعات مسلحة سودانية مع قوات تشادية الأسبوعين الماضيين.

وقال إن ضمان أمن تشاد لا يمر عبر تهدئة الوضع في إقليم دارفور فحسب، يجب بتوقف القتال في جميع أنحاء السودان.