20-نوفمبر-2024
النزوح من مناطق أم القرى ولاية الجزيرة

أسفرت هجمات الدعم السريع على قرى ولاية الجزيرة عن موجة نزوح كبرى فرارًا من الانتهاكات (فيسبوك)

قالت مصادر طبية لوكالة الأنباء الفرنسية إن (40) شخصًا قتلوا خلال هجوم لقوات الدعم السريع في قرية ود عشيب بولاية الجزيرة. وقال شهود عيان للوكالة الفرنسية إن قوات الدعم السريع هاجمت القرية مساء أمس الثلاثاء 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وعاودت الهجوم صباح اليوم الأربعاء.

مقتل 40 من سكان قرية ود عشيب في هجوم جديد لقوات الدعم السريع

تصاحب هجمات قوات الدعم السريع على قرى ولاية الجزيرة أعمال نهب واسعة النطاق وانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان ترقى لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. تزايدت حدة الهجمات على قرى الجزيرة عقب انحياز قائد الدعم السريع بالولاية، أبو عاقلة كيكل، إلى الجيش السوداني الشهر الماضي، حيث ارتكبت هذه القوات مجموعة من المجازر المروعة، لا سيما في قرى شرق ولاية الجزيرة.

وكانت مصادر محلية قد نشرت في الأيام الماضية عن انتشار للإسهالات المائية بقرية ود عشيب التي تقع في شرق ولاية الجزيرة، تحدها جنوباً قرية الكسمبر وغربًا قرية الترابي، ومن الجنوب الشرقي قرية حلة بلولة أبو شمال وشمالًا مدينة ودراورة وشرقًا قرية الركيب. وتبعد حوالي (82) كيلومترًا جنوب العاصمة الخرطوم. تتهم هذه المصادر قوات الدعم السريع بتسميم المصادر المائية التي يستخدمها السكان للشرب، في ظل انتشار لحالات الكوليرا في عديد مناطق الولاية.

يذكر أن منصة مؤتمر الجزيرة كانت قد نشرت عن هجوم لـ"مليشيا" الدعم السريع الخميس الماضي، 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2024،  على قرية ود عشيب بمحلية شرق الجزيرة، مما أسفر عن استشهاد (20) وتصاعد حالة من الرعب والهلع بين السكان. وأفادت مصادر لمؤتمر الجزيرة بأن المليشيا استهدفت القرية بغرض السلب والنهب، مما أجبر العديد من سكانها على النزوح.

وبحسب المنصة المعنية برصد الانتهاكات في ولاية الجزيرة، فرضت المليشيا حصارًا على القرية، وفي ظل غياب الرعاية الصحية، تفاقمت الأوضاع الإنسانية، حيث بدأت الوفيات نتيجة الإسهالات. يُشار إلى أن القرية تستضيف نازحين من قرية "الكسمبر" بمحلية الكاملين، الذين لجأوا إليها بعد عبور النهر هربًا من هجوم مماثل لهذه القوات شبه العسكرية.

وأسفرت هجمات قوات الدعم السريع على قرى ولاية الجزيرة في موجة نزوح هي الأوسع منذ أشهر، حيث تفر الأسر بما في ذلك كبار السن والنساء الحوامل من بطش هذه القوات سيرًا على الأقدام في معظم الحالات. ينتهي المطاف بهؤلاء النازحين في مراكز إيواء تفتقر لمقومات الحياة في مناطق سيطرة الجيش السوداني بولايات شرق وشمال السودان.