كشف نقيب الصحفيين السودانيين عبدالمنعم أبو إدريس، عن نتائج مسح أجرته النقابة، يكشف عن هجران عدد (250) صحفيًا وصحفية لمهنة الصحافة إلى مهن أخرى. كما كشف المسح ذاته عن عدد (250) آخرين عاطلين عن العمل. وأوضح أبو إدريس في حديث له في "خيمة الصحفيين الرمضانية" حول نقابة الصحفيين، بأن الأوضاع الاقتصادية التي وصفها بـ"الضاغطة" تسببت في تراجع عدد كبير من المؤسسات الإعلامية.
كشف عبدالمنعم أبوإدريس عن تبنيهم مقترح تأسيس جمعية تعاونية متعددة الأغراض لتقديم خدمات للصحفيين
وكشف أبو إدريس عن تحديات عديدة تواجه الصحفيين والنقابة المنتخبة حديثًا، مشيرًا إلى أن عدد الصحفيين الذين هجروا المهنة والعاطلين منهم يبلغ نسبة (40)% من عدد الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، وأنه "إذا استمرت هذه الظروف فإن مهنة الصحافة في السودان ستختفي" - وفقًا لنقيب الصحفيين السودانيين.
وتابع أبو إدريس: " إذاعات الـ"إف إم" في هذا العام، فرض عليها رسوم تضاعفت أكثر من (25) مرة؛ هذا مهدد لعدد من الإذاعات بخروجها من الخدمة، ويفقد الزملاء فرص عملهم". وزاد: "تعيش المؤسسات الصحفية ظروف سيئة جدًا، والأوضاع الاقتصادية إحدى التحديات التي تسعى النقابة من أجل الإجابة عليها. ونعمل حتى لا يهجر الصحفيون المهنة".
وانتخب أبو إدريس نقيبًا للصحفيين السودانيين نهاية شهر آب/أغسطس من العام الماضي، في أوضاع سياسية واقتصادية معقدة تعيشها البلاد بسبب الأزمة التي تفاقمت عقب انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر 2021، وذلك بعد غياب استمر لأكثر من ثلاثة عقود، عقب حل النقابة بُعيد انقلاب الرئيس المعزول عمر البشير في 30 يونيو/حزيران 1989.
يقول أبو إدريس بأنهم يعملون لمساعدة المؤسسات الصحفية حتى لا تختفي من الوجود، موضحًا أن عدد الصحف اليومية السياسية التي كانت تصدر قبل الثورة كان (17) صحيفة ورقية، بينما تصدر اليوم فقط سبع صحف ورقية، وأن عدد الصحف الرياضية تقلص إلى صحيفتين من جملة (14) صحيفة ورقية رياضية كانت تصدر بشكل يومي.
واعتبر أبو إدريس التحدي الذي يواجه الصحافة بأنه تحدي وجود، وليس تحدي المساعدات الاقتصادية فقط، كاشفًا عن تبنيهم مقترح تأسيس جمعية تعاونية متعددة الأغراض لتقديم خدمات للصحفيين، وكذلك العمل مع مؤسسات خدمية متعددة في إطار تحسين الأوضاع الاقتصادية للصحفيين.
وأشار نقيب الصحفيين إلى الظروف التي تعمل فيها النقابة في دورتها التأسيسية، والتحديات التي تواجهها، أولها أنها نقابة مستقلة، وتتعاطى مع السياسة لكنها لا تمارسها، وفي ظل الاستقطاب والتجاذب السياسي -يضيف أبو إدريس- بأن النقابة تواجه تحدي المحافظة على استقلالها وفي الوقت ذاته تتعاطى مع قضايا الشعب، وتابع: "النقابة تدعم التحول المدني الديموقراطي، وأنها مستقلة ولكنها ليست محايدة فيما يخص قضايا الشعب السوداني وقضايا التحول الديمقراطي".
وأنشأ النظام السابق "الاتحاد العام للصحفيين السودانيين" مسيطر عليه من قبل عناصر مؤيدين للحزب الحاكم، حيث ظل يسيطر على الوسط الصحفي باحتكاره منح التراخيص للصحفيين، إلا أن المجلس العسكري عقب سقوط النظام السابق، قام بحله ضمن الاتحادات والنقابات والواجهات التابعة للنظام السابق، الأمر الذي فتح الطريق لعودة نقابة الصحفيين بعد مبادرة نجحت في دفع الصحفيين نحو عقد انتخابات، ليكون أبو إدريس نقيبًا للصحفيين.
واستعرض أبو إدريس عددًا من التحديات التي تواجه النقابة، أحدها استعادة مقعد نقابة الصحفيين في المحيط الإقليمي والدولي، الذي يواجه تعقيدات حقيقية -بحسب أبو إدريس- لأن اتحاد الصحفيين التابع للنظام البائد استطاع الحصول على عضوية في الاتحادات الإقليمية وعقد تحالفات مع اتحادات مناظرة، في بلدان طبيعتها ديكتاتورية، ويضيف أبو إدريس بأن هناك مصالح مشتركة بين الاتحاد وهذه الاتحادات، وأنه يضع كثيرًا من المتاريس في طريق استعادة مقعد النقابة في الاتحادات الإقليمية والدولية، وزاد: "نعمل بهدوء من أجل تحقيق هذا الهدف، وسنصل لهدفنا طالما نحن جسم شرعي" - حد قوله.