02-يونيو-2022
The Martyrs Of Khartoum

IMbd

حاز الفيلم الوثائقي القصير "شهداء الخرطوم، martyrs of Khartoum" الذي يروي حادثة "فض اعتصام القيادة العامة" على جائزة (آن- صوفي فونتين) لحقوق الإنسان للأفلام الوثائقية.

ويوثق فيلم "شهداء الخرطوم" لأحداث فض اعتصام القيادة العامة الوحشية التي جرت في مدينة الخرطوم في الثالث من حزيران/ يونيو 2019 عبر رواية ثلاثة من الطبيبات اللاتي شهدن الواقعة.

يعكس فيلم "شهداء الخرطوم" جوانب مؤثرة عن ما كابدهُ وعايشهُ الأطباء من مشاهد وحوادث خوف وتردد، وضعف وضغط وعدد من الأحاسيس الأخرى

أُعد الفيلم في إيرلندا، استنادًا على رواية ثلاثة طبيبات شهدن الحادثة وهن "سارة خليفة ، سارة مساوي، ورانيا عطا" إلى جانب شهود آخرين وإفادات من أسر الشهداء وممثلين لهيئات حقوق الإنسان الدولية، وتم عرض الفيلم لأول مرة بالتزامن مع الذكرى الأولى لحادثة فض اعتصام القيادة العامة في الثالث من حزيران/ يونيو 2020.

وشهدت مدينة الخرطوم اعتصامًا نُظم من قبل الثوار وتجمع المهنيين السودانيين، امتد منذ السادس من نيسان/ أبريل وحتى الثالث من حزيران/ يونيو لعام 2019، أسفر فضه من قبل القوات إلى أكثر من (200) قتيل، ومئات الجرحى والمفقودين وفقًا لتقارير لجان مطلبية.
يعكس فيلم "شهداء الخرطوم" جوانب مؤثرة عن ملامح ثورة كانون الأول/ ديسمبر، وما كابدهُ وعايشهُ الأطباء من مشاهد وحوادث خوف وتردد، وضعف وضغط وعدد من الأحاسيس الأخرى، كما سرد محاولات القوات لمداهمة مستشفى المعلم و الترهيب الذي مارسته القوات النظامية.

تيليغرام

وناقش الطبيبات في الفيلم خوفهن المسبق من وقوع حادثة الفض وتهديدات "النظام الإسلاموي السابق" وشعورهن الدفين بعدم اكتفاء الأخير بمشاهدة الاعتصام دون الشروع في تخريبه، كما التفتن لملاحظات "لماحة" حول القوات المنفذة للجريمة، حيث ذكرت إحداهن أن القوات كانت تحتفظ بالماء في الحافظات التقليدية المصنوعة من جلد الماعز، والتي تُستخدم بكثافة في غرب السودان، وأن الأفراد في عربات الدفع الرباعي تكاد أعمارهم لا تتجاوز العشرين عامًا وأنهم لا يزالون في سن المراهقة.

كما أسهبن في وصف الأذى النفسي والجسدي الممتد الذي كابده مصابي وشهود حادثة فض اعتصام القيادة العامة وتطرقن لوصف إحدى حالات "الاغتصاب" وتفاعلاتها.

الفيلم من إنتاج المخرجين الإيرلنديين  سايمون مورتا ومارك ميرفي؛ فاز بجائزة (آن-صوفي فونتين) لحقوق الإنسان للأفلام الوثائقية في احتفال توزيع الجوائز لمهرجان (فاست نت) للأفلام، الذي أقيم بمدينة (سكل) الساحلية غرب مقاطعة كورك بإيرلندا في الثامن والعشرين من آيار/ مايو 2022.

وتضاف الجائزة إلى قائمة الجوائز الأخرى التي حصدها فيلم "شهداء الخرطوم" منذ تدشينه في تموز/ يوليو 2020، والتي تحوي: جائزة الفيلم التوثيقي المؤثر، Impact Docs Award، وعدة جوائز أخرى، ويأتي توقيت الجائزة بالتزامن مع ذكرى حادثة فض الاعتصام.

وبالرغم من إنجاز قناة "BBC Africa" تقريرًا مفصلًا حول الحادثة والانتهاكات التي دارت فيها في فترة زمنية لم تتجاوز الشهر بعد وقوع الحادثة، مازالت لجنة التحقيق حول حادثة فض الاعتصام عاجزة عن تحقيق العدالة حتى الآن.

ولازال الحراك الثوري المناهض للأحداث الخامس والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر مستمرًا بشتى الطرق السلمية، وحصد العنف الممارس من قبل القوات النظامية، والذي تستخدم فيه أسلحة إلى جانب الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع في مواجهة الثوار العزل، (98) شهيدًا وما يزيد عن الـ(5000) مصاب.

ويعكس فوز فيلم "شهداء الخرطوم" بجائزة  (آن- صوفي فونتين) في فعاليات مهرجان الأفلام "فاست نت" -وهو مهرجان مستقل، يهدف للجمع بين مخرجي الأفلام المحترفين والمبتدئين في منتدى يحتفي بالأفلام  القصيرة  و يفوق عدد مشاركاته سنوياً حاجز الـ(500) فيلم قصير، من أكثر من (40) دولة الاهتمام و التقدير العالمي الواسع للثورة السودانية ويحقق نصرًا آخر لها.

الفيلم من إنتاج المخرجين الإيرلنديين  سايمون مورتا ومارك ميرفي؛ فاز بجائزة (آن-صوفي فونتين) لحقوق الإنسان للأفلام الوثائقية

ويترقب السودان احتجاجات واسعة في الثالث من حزيران/ يونيو 2022 الذي يوافق الذكرى الرابعة لمجزرة فض اعتصام القيادة العامة، نادت بها لجان المقاومة وتم تأييدها من قبل قوى ثورية وأحزاب عديدة منها الحزب الشيوعي السوداني، وتطالب الاحتجاجات  بالحكم المدني الديمقراطي وإسقاط الانقلاب والتحقيق العادل حول قضايا الشهداء منذ اندلاع الثورة مرورًا بفض الاعتصام وأخيرًا ضحايا الانقلاب.

دلالات: