حذر مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس من خطورة "المليشيات المتفلتة" على دول الجوار والإقليم. ورحب بفرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على القائد الثاني لما أسماها "مليشيا الدعم السريع" عبدالرحيم دقلو وعلى قائدها في ولاية غرب دارفور.
قال مندوب السودان الحارث إدريس لمجلس الأمن إن "القوات المتمردة" تفتح جبهات في مناطق عديدة في السودان وتتلقى دعمًا من بعض الدول
وقال الحارث إدريس في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء إن القوات المسلحة السودانية تواصل في حربها "العادلة والدفاعية ضد مليشيا الدعم السريع المتمردة التي تشن حرب عدوان شامل على الدولة السودانية منذ 15 نيسان/أبريل الماضي"، لافتًا إلى تضرر "القطاعات الهشة" من جرائم الدعم السريع وتدمير الاقتصاد بتدمير الأسواق وعرقلة عمليات الزراعة والصناعة.
وقال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس إن هدف المليشيات الكبير هو مخطط "استيطاني وهدام" جُلب له "مرتزقة" من عدد من الدول، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل انتهاكًا للقرار الأممي (1521) الذي يمنع الجيش السوداني من نقل الأسلحة والمعدات الحربية إلى إقليم دارفور، مما يؤدي إلى الحد من قدرة الدولة على ضبط الحدود – على حد قوله. وتابع: "يجب عدم السماح للمليشيات المسلحة بتحويل الإقليم إلى تورا بورا".
وقال الحارث إن "القوات المتمردة" تفتح جبهات في مناطق عديدة في السودان، وتتلقى دعمًا ماليًا وعسكريًا من بعض الدول. وشدد الحارث على ضرورة أن تغير الأمم المتحدة طريقتها في التعامل مع حرب السودان. "يجب على المجتمع الدولي أن يهتم بالمتغيرات الأمنية والبيئية وبأثر ذلك على الساحل" – أضاف مندوب السودان لدى الأمم المتحدة.
ولفت الحارث إدريس إلى أن الزحف الصحراوي والتغير البيئي والجفاف تشجع على هيمنة "العقل الرعوي" وتعزز ظاهرة "الرعوية الثقافية" التي أشار إلى أنها "شكلت المزاج العام للعناصر البشرية العابرة للحدود"، وقال إن هناك دوائر تعمل على استغلال هذه الأوضاع لتغيير الخارطة السياسية من وادي النيل إلى غرب الأطلنطي.
وطالب المندوب السوداني مجلس الأمن الدولي بممارسة سلطته بإضافة مَن اختاروا الانضمام إلى "موجة العنف الجديدة بدوافع التهميش وانضموا لدعم المجهود الحربي للمليشيات المتمردة" –على حد وصفه– إلى قائمة المستهدفين بالعقوبات.
وقال مندوب السودان: "يجب على الأمم المتحدة ألّا تسمح بنجاح جيل جديد من الإرهاب ضد الدولة"، متسائلًا: "هل جلست الأمم المتحدة مع داعش وبوكو حرام؟"
وأشار الحارث إدريس إلى ارتباط الثورة السودانية بالمدنية الوطنية وإصلاح الدولة، وقال إنها ليست حكرًا على مجموعات بعينها وأن هناك من يزعم حمايتها. ونوه الحارث إدريس بضرورة أن ينتبه مجلس الأمن إلى هذا الخطر وضرورة لجمه.
وعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء جلسة بشأن الحالة في السودان، استمع فيها إلى إحاطة من رئيس بعثة "اليونيتامس" فولكر بيرتس الذي أعلن عن تنحيه من منصبه بعد نحو عامين ونصف من تعيينه، قائلًا إن إحاطته إلى المجلس ستكون الأخيرة.