ارتفعت وتيرة العمليات العسكرية في العاصمة الخرطوم اليوم السبت، واندلعت معارك ضارية بين الجيش والدعم السريع في محيط القيادة العامة للقوات المسلحة ومناطق متفرقة حول مدن العاصمة، وشوهد تحليق مكثف للطيران الحربي.
ما يزال الجيش يسيطر على القيادة العامة رغم الهجوم واسع النطاق للدعم السريع
وبدأت المعارك العسكرية في الساعات الأولى من صباح اليوم، وحاولت قوات الدعم السريع التوغل نواحي القيادة العامة حسب مصدر عسكري تحدث لـ"الترا سودان"، لكن الجيش تصدى لموجات متتالية وكبد قوات الدعم السريع خسائر فادحة.
القيادة العامة
وقال المصدر العسكري إن الجيش عزز من قواته في محيط القيادة العامة وسط العاصمة وتمكن من صد هجمات للدعم السريع، موضحًا أن القوات المسلحة خاضت اليوم معارك ضارية. ولفت هذا المصدر إلى أن إطلاق المدافع بعيدة المدى على محيط القيادة العامة للجيش لا يعني السيطرة عليها.
وتتمركز قوات الدعم السريع من الناحية الجنوبية في محيط شارع المطار قريبًا من القيادة العامة منذ اليوم الأول للقتال بين الطرفين المتحاربين في السودان، فيما عزز الجيش محيط القيادة العامة من الناحية الشرقية والغربية.
وقال المصدر العسكري إن الجيش يسيطر على القيادة العامة كما كانت قبل العمليات الحربية صباح اليوم، ولفت إلى أن القوات المسلحة تعمل على تعزيز وجودها في جميع الاتجاهات.
سلاح المهندسين
كما دارت المعارك في محيط سلاح المهندسين في أم درمان، حيث أطلقت قوات الدعم السريع القذائف وتصدى الجيش لها. وقال مواطنون إن بعض القذائف سقطت في منازل بمنطقة الثورات في أم درمان، خاصة الأحياء بين الحارة الأولى والسابعة.
ومع اشتداد المعارك العسكرية اليوم لم يتمكن المواطنون من الخروج إلى الأسواق الصغيرة في الأحياء، وقال شاهد عيان إن سوق صابرين في أم درمان توقف اليوم تمامًا جراء الاشتباكات المسلحة.
معارك واسعة
ومنذ منتصف نيسان/أبريل الماضي تستمر المعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع وتدخل شهرها السادس مخلفةً نزوح أكثر من خمسة ملايين شخص داخليًا ولجوء أكثر من مليون إلى دول الجوار، ومقتل أكثر من خمسة آلاف من المدنيين وإصابة (12) ألف آخرين.
وفي معارك محيط القيادة العامة اليوم قال المصدر العسكري إن الدعم السريع تمركز شرقًا ونفذ ضربات على القيادة العامة لم تحدث أي خسائر، لكن مصدرًا مطلعًا قال إن الخسائر كبيرة لدى الطرفين، خاصة وأن المعارك تعد الأعنف من نوعها منذ بداية الحرب.
وقال المصدر من غرفة طوارئ بالخرطوم بحري لـ"الترا سودان"، إن السكان شاهدوا أعمدة الدخان من محيط القيادة العامة، وسُمعت أصوات القصف المدفعي منذ وقت مبكر من الصباح.
وقال إن ثمة ناقلات جند تتبع للدعم السريع تحركت من الخرطوم بحري وهي محملة بالعتاد، مرجحًا أن الهجوم خطط له بشكل كبير، ورغم ذلك ما تزال القيادة العامة كما هي تحت سيطرة الجيش، مكذبًا ادعاءات الدعم السريع بالسيطرة عليها.
توقف الحياة
وجراء المعارك الحربية الضارية توقفت الحياة العامة على قلتها في العديد من أحياء الخرطوم التي باتت شبه خالية من السكان، خاصة شرق العاصمة ووسطها، وتحولت الفنادق الموجودة في السوق العربي إلى "مبانٍ مهجورة"، وتلك التي لم يطلها القصف طالتها أعمال النهب - وفقًا لشهود عيان.
انعكست المعارك العسكرية الطاحنة بين الجيش والدعم السريع على إخلاء وسط العاصمة من الوجود السكاني والنشاط التجاري منذ خمسة أشهر
وانعكست المعارك العسكرية الطاحنة بين الجيش والدعم السريع على إخلاء وسط العاصمة من الوجود السكاني والنشاط التجاري منذ خمسة أشهر، ويقول شهود إن السوق العربي لم يعد بذلك العنفوان، وأغلب المتاجر نهبت وأبوابها مشرعة، ابتداءً من المركز التجاري الضخم المخصص لتجارة الذهب وسط العاصمة إلى المحلات التجارية والمراكز الكبرى التي كانت تعد الأكبر في البلاد؛ جميعها تبدلت أشكالها جراء المعارك العسكرية.