اشتدت حدة المعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع اليوم الثلاثاء في العاصمة الخرطوم، وشملت أجزاء من الخرطوم بحري وأم درمان، في عملية قال عنها الجيش إنه يعمل على "بتر قوات الدعم السريع".
قال شهود عيان لـ"الترا سودان" إن قوات الدعم السريع حاولت الدخول إلى فرع الاحتياطي المركزي التابع للشرطة في أم درمان
وتحدث معمر (29 عامًا) والذي يقيم وسط مدينة أم درمان إلى "الترا سودان" وقال إن الطيران الحربي حلق منذ الساعة السادسة صباحًا بتوقيت الخرطوم فوق سماء أحياء "الثورات" و"حي العرب" و"العباسية"، فيما بدأت المدافع في الرد، واستمرت المعارك حتى الظهيرة. "يبدو أن الجيش أحرز تقدمًا؛ لقد شاهدنا جنودًا يصلون إلى أحياء كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع" – أضاف معمر.
ورغم الهدوء النسبي الإثنين إلا أن المعارك العسكرية التي اندلعت اليوم الثلاثاء وصفت بأنها الأعنف. وقالت مريم (35 عامًا) والتي تقطن حي "بانت" بمدينة أم درمان على مقربة من قاعدة سلاح المهندسين التابعة للجيش – قالت لـ"الترا سودان": "سمعنا أصوات جميع الأسلحة منذ الصباح وحتى منتصف الظهيرة، لم يُستثن أي نوع من السلاح في معارك اليوم". "لقد كانت ساعات عصيبة أن تكون مختبئًا في غرفة المنزل" – زادت هذه السيدة.
وأعلنت حسابات غرف الطوارئ في "العباسية" بمدينة أم درمان أن المعارك أسفرت عن سقوط مقذوف (دانة) ومقتل ستيني دفن بالقرب من الحي على يد متطوعين.
وكان الجيش قد أعلن اعتزامه التوسع في نواحي أم درمان منذ نهاية الأسبوع الماضي والعمل على منع دخول إمدادات إلى قوات الدعم السريع من المعابر التي تربط العاصمة والولايات شمال غربي البلاد.
وقال شهود عيان لـ"الترا سودان" إن قوات الدعم السريع حاولت الدخول إلى فرع الاحتياطي المركزي التابع للشرطة في أم درمان صباح اليوم، ولم تتمكن من ذلك.
وقال علاء الدين إن قوات الدعم السريع شنت هجمات واسعة على مقر الاحتياطي المركزي في أم درمان ومع ذلك لم تتمكن من الدخول.
وتمكنت قوات الجيش من التقدم شمال أم درمان وغربها اليوم الثلاثاء، مدعومةً بالطيران الحربي الذي كثف الغارات الجوية على تجمعات الدعم السريع.
وقال علاء الدين (42 عامًا) إن مدينة أم درمان "عاشت رعبًا حقيقيًا" اليوم بسبب أصوات المدافع والطيران الحربي والمقذوفات التي كانت تسقط على مواقع الاشتباكات.
وجراء المعارك العسكرية تعرضت بعض المباني لتلفيات. وقال علاء الدين إن بعض المصابين نقلوا إلى مستشفى "النو" في أم درمان والذي يعمل في ظروف بالغة التعقيد.
أما في مدينة الخرطوم بحري شمال الخرطوم، قال سكان من حي الشعبية إن الهجمات العسكرية بدأت منذ وقت مبكر قرب هذا الحي، فيما شوهد جنود من الدعم السريع يحاولون الاحتماء بالحي، وسقطت مقذوفات أحدثت دمارًا في بعض المباني المأهولة بالسكان.
وذكرت نداءات وجهت من حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" قالت إن قوات الدعم السريع احتمت بحي "المزاد" بالخرطوم بحري وأن المستشفى الدولي استقبل عشرات المصابين من المدنيين.
وقالت سهيلة التي تقيم قرب حي "الشعبية" لـ"الترا سودان": "اهتزت المباني من شدة المعارك العسكرية. بدأ الضرب مبكرًا وكأنهم انتظروا شروق الشمس، واستمر حتى ما بعد الظهيرة". "كل شيء هنا كان يدعو إلى الخوف" – أردفت سهيلة.
وعرضت مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" مقاطع فيديو لسقوط طائرة للجيش في الخرطوم بحري، ولم يتسن لـ"الترا سودان" الحصول على تأكيد من متحدث الجيش.