قال المحلل في شؤون دول القرن الأفريقي عادل إبراهيم أن الأوضاع العسكرية في إثيوبيا جعلت الولايات المتحدة الأميركية تضغط على رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وقادة الجيش لإبرام اتفاق سياسي تمهيدي غير دستوري لإنهاء الاحتقان لضمان السيطرة على الأوضاع في السودان بأقل تكلفة.

وذكر إبراهيم وتيرة المواجهات المسلحة والمتسارعة في إثيوبيا بالتزامن مع الانقلاب خففت الضغوط عن قادة الجيش في السودان، لا سيما مع اقتراب قوات التيغراي من أديس أبابا حتى تتجنب إدارة بايدن التعامل مع الملفين بقوة في نفس الوقت.

تزامن الانقلاب العسكري في السودان مع سرعة الوصول التيغراي إلى مدن قريبة من أديس أبابا 

وربط إبراهيم في تصريحات لـ"الترا سودان"بين سرعة وصول قوات التيغراي إلى تخوم إديس أبابا معقل الرئيس آبي أحمد وبين انقلاب السودان الذي أطاح بالمدنيين في 25 تشرين الأول/أكتوبر الشهر الماضي.

اقرأ/ي أيضًا: ترحيل اللاجئين الإثيوبيين الـ"قمانت" لمعسكر بابكري

وأكد إبراهيم في تصريحات لـ"الترا سودان" أن: "العمليات العسكرية في إثيوبيا جعلت واشنطن تلجأ الى التعامل بدبلوماسية ناعمة مع قادة الجيش في السودان لإبرام اتفاق يمهد للتسوية السياسية والدستورية لاحقًا".

وقال إن الولايات المتحدة ركزت على إعادة عبد الله حمدوك إلى رئاسة الحكومة المدنية ليتمكن من خلال موقعه التواصل بين القوى السياسية لإبرام تسوية شاملة مع قادة الجيش وتكوين مؤسسات السلطة الانتقالية وفقًا لاتفاق دستوري وفي نفس الوقت كانت منشغلة مع الأوضاع في إثيوبيا بتركيز أعلى من الخرطوم.

وأوضح أن دول اقليمية ساعدت قوات التيغراي على الوصول إلى مدن قريبة من أديس أبابا والسيطرة على طرق حيوية تربطها مع ميناء جيبوتي.

وقال إبراهيم أن سيطرة قوات التيغراي على الطريق الرئيسي الرابط بين أديس أبابا و موانئ جيبوتي قد تجبر آبي أحمد المعروف بالتشدد بالتراجع والتفاوض مع قادة اقليم التيغراي.

وأشار إبراهيم إلى أن الولايات المتحدة الأميركية اضطرت إلى إبقاء مبعوثها للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان بين أديس أبابا ونيروبي عاصمة كينيا للوصول إلى تهدئة بين الأطراف الإثيوبية بينما كان فيلتمان نشطًا في الملف السوداني قبل الانقلاب العسكري بساعات قليلة لتهدئة الأوضاع في السودان وانتزاع توافق بين قادة الجيش والمدنيين.

اقرأ/ي أيضًا: ارتقاء روح شهيد من مصابي مليونية 25 نوفمبر

وتابع: "هذه التطورات تبين أن بعض الدول الإقليمية ساعدت في تطوير الأوضاع في إثيوبيا لتخفيف الضغط عن القادة السودانيين والخروج بأقل الخسائر من انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر".

وتابع: "أرسلت واشنطن رسالة واضحة عبر مساعدة وزير الخارجية مولي في التي التقت القادة العسكريين وعبد الله حمدوك وهذه الرسالة ساعدت في توقيع اتفاق سياسي تعتبره الولايات المتحدة خطوة تمهيدية للتسوية الشاملة".

وأسفرت مواجهات عسكرية بين قوات التيغراي والجيش الإثيوبي شمال البلاد في نزوح مليوني شخص بينهم مئات الآلاف وصلوا إلى السودان منذ مطلع العام الحالي.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد وصل إلى نيروبي الثلاثاء الماضي لحث حكومة آبي أحمد على الانخراط في حوار مع قادة التيغراي، فيما زار الرئيس الكيني أوهورو كينياتا أديس أبابا قبل وصول بلينكن إلى نيروبي حيث أشاد بلينكن بالرئيس الكيني قائلاً إنه رفض الانقلاب العسكري في السودان ويعمل على نزع فتيل الأزمة في إثيوبيا وإيقاف القتال بين الإثيوبيين.

محلل: بعض الدول الإقليمية ساعدت في تطوير الأوضاع في إثيوبيا لتخفيف الضغط عن القادة السودانيين والخروج بأقل الخسائر

وتمكنت واشنطن من الحصول على موافقة من الأطراف الإثيوبية بتهدئة الوضع العسكري لإيصال المساعدات الإنسانية لمئات الآلاف المتضررين من الحرب وتخشى واشنطن أن يؤدي دخول قوات التيغراي إلى العاصمة أديس أبابا إلى حرب أهلية شاملة في بلد يقطنه نحو 110 مليون شخص.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أشار منتصف هذا الشهر أن غياب الاستقرار السياسي في السودان أدى إلى نشوب القتال في إثيوبيا.

وتمكنت القوات الحكومية من إبعاد قوات التيغراي من تخوم العاصمة أديس أبابا وتمكنت من استعادة مناطق حيوية من بينها طرق برية تربطها مع ميناء جيبوتي.

اقرأ/ي أيضًا

شيخ الناشرين السودانيين مودعًا في نوفمبر

اجتماع طارئ لمواجهة كورونا بالنيل الأزرق