24-أغسطس-2022
سيارات بوكو حرام في الحدود

دخلت معظم سيارات البوكو إلى السودان عبر الحدود مع ليبيا (عاين)

الترا سودان | فريق التحرير

انتشرت في الآونة الأخيرة في السودان، سيارات عرفت باسم "بوكو حرام"، وهي من أنواع وإصدارات لم تعهدها البلاد، وعادة ما تكون في حالة جيدة رغم "موديلاتها" القديمة، فتتجول في بادئ الأمر بلا أي لوحات أو أوراق حكومية، حتى يتم تقنينها من قبل السلطات عقب الفحص الأمني وإجراءات الترخيص.

سيارات البوكو هي سيارات مهربة من دول الجوار انتشرت انتشار النار في الهشيم في السودان

وسيارات البوكو حرام هي سيارات مهربة من دول الجوار وبالذات ليبيا وتشاد والنيجر، ويقول العارفون في أسواق السيارات، إن بعضًا منها كان يتبع لجماعة "بوكو حرام" النيجيرية والتي حاولت الانتشار في دول الجوار فتصدت لها القوات في تشاد وصادرت منها سياراتها ليتم بيعها بأسعار زهيدة للمواطنين ما ساهم في انتشارها في المناطق الحدودية وبالأخص غرب دارفور، والبعض الآخر يقول إنها سيارات ليبية وجزء منها تم استيراده خصيصًا إلى ليبيا لبيعها لتجار البوكو العابرين للحدود عقب انتشار هذه التجارة التي لقيت رواجًا في السودان.

وتحوم الشبهات حول سيارات البوكو بسبب أسعارها المنخفضة مقارنة بأسعار السيارات الأخرى في الأسواق، وتنظر لها السلطات بعين الريبة نسبة لوضعها القانوني المشبوه وطريقة استيرادها للبلاد التي تشبه لحد كبير التهريب المقنن، خصوصًا والقانون السوداني يحظر استيراد السيارات ذات تاريخ الإصدار القديم مثل أغلب سيارات البوكو التي تعود لسنوات صنع في العقد الأول من الألفية، كما أن بعضها بالفعل سيارات لمواطنين ليبيين نُهبت في الحرب الأهلية الليبية في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة التي كانت تشهدها البلاد وانتشار المرتزقة وبعضهم -بحسب تقارير أممية وإعلامية- يتبعون لحركات مسلحة سودانية استعان بها الفرقاء في ليبيا.

ومن المؤكد أن الصراعات في المنطقة وفي الحدود السودانية ساهمت في انتشار سيارات البوكو ودخولها إلى البلاد، وحتى أن بعضها ما يزال يحمل آثار تلك الصراعات من ثقوب الطلقات النارية وغيرها من آثار الحروب، ودخلت الآلاف منها إلى السودان في ظروف الهشاشة التي يعاني منها في حدوده الغربية ومناطق سيطرة الحركات المسلحة، بجانب مساهمة نظاميين ونافذين في تسهيل وصولها إلى السودان إبان الحرب الليبية بحجة أنها جزء من مدخرات مواطنين فارين من الصراع في الدولة المجاورة.

https://t.me/ultrasudan

وفتحت السلطات فرص تقنين سيارات البوكو على دفعات، ولكن تظل الآلاف منها بلا أوراق قانونية، وهو ما ساهم في مشاركتها في الجريمة نسبة لأنها تظل مجهولة بلا لوحات أو إجراءات تسمح بتتبعها والتعرف عليها، كما صادرت السلطات الآلاف منها وتوعدت بإبادتها، كما راجت أنباء عن استخدامها لصالح الدولة عقب المصادرة.

المتجول في مدن السودان لا بد أن يلاحظ لسيارات البوكو، فهي دائمًا بحالة جيدة للغاية رغم تواريخ صنعها القديمة، وقد انتشرت انتشار النار في الهشيم لأسعارها الزهيدة رغم جودتها، فصارت السيارات المفضلة للعديد من المواطنين الذين يبحثون عن سيارة "نظيفة" بسعر منخفض للغاية، ما يمنحها ميزة تنافسية على السيارات المستوردة بالطريقة الرسمية عبر الميناء ذات الأسعار المرتفعة للغاية بسبب الجبايات بجانب شرط سنة الإصدار، أو سيارات الأسواق المحلية المستعملة والمُهلكة نتيجة لطول فترة الاستخدام.