14-أكتوبر-2024
طفلة نازحة السودان

(تعبيرية)

قال سكان من محلية حجر العسل بولاية نهر النيل إن قوات الدعم السريع تنفذ حملات انتقامية بحق المدنيين في قرى المحلية الواقعة تحت سيطرة هذه القوات منذ نهاية الشهر الماضي.

لجان مقاومة حجر العسل تنتقد الجيش وتصف موقفه بالمتخاذل، وتشن هجومًا على حكومة نهر النيل

تقع محلية حجر العسل، والتي تتشكل من حوالي (21) قرية إضافةً إلى السوق الرئيسي شمال العاصمة الخرطوم، داخل حدود ولاية نهر النيل. استحوذت عليها قوات الدعم السريع لأول مرة في آذار/مارس 2024، ضمن معارك وقعت حول مصفاة الجيلي التي تقع داخل حدود ولاية الخرطوم.

في نهاية أيلول/سبتمبر 2024، شن الجيش هجمات عسكرية منطلقًا من حدود ولاية نهر النيل نحو المصفاة، وتراجعت قوات الدعم السريع من حجر العسل إلى محيط المصفاة لحمايتها من العمليات العسكرية.

خسر الجيش معارك المصفاة وتراجع إلى حدود ولاية نهر النيل، تاركًا منطقة حجر العسل وراء ظهره، لتتقدم قوات الدعم السريع نحو البلدة وتسيطر عليها في 29 أيلول/سبتمبر 2024.

وأكدت لجان مقاومة حجر العسل أن قوات الدعم السريع ترتكب انتهاكات بحق المواطنين في البلدة، وأطلقت الرصاص على المعلم يوسف الطيب. كما نزح المواطنون من جنوب البلدة، واحتلت الدعم السريع منازل السكان وحولتها إلى ثكنات عسكرية ومنصات لإطلاق المدافع.

وأدانت لجان مقاومة حجر ما أسمتها بالأفعال الإجرامية والانتقامية لقوات الدعم السريع ضد أهالي حجر العسل. وفي ذات الوقت، اجتاحت هذه القوات قرية الديوماب واغتالت المواطن عمر السعودي، وأصابت مواطنًا تم إسعافه إلى مدينة شندي.

وأشارت لجان مقاومة حجر العسل إلى أن قوات الدعم السريع تنوي تهجير السكان قسريًا وتحت تهديد السلاح من قراهم، وانتقدت في ذات الوقت ما أسمته بـ"خذلان الجيش" لمواطني حجر العسل.

في ذات المنحى، أدانت لجان مقاومة حجر تجاهل حكومة ولاية نهر النيل لمعاناة مواطني حجر العسل الذين نزحوا وهم يحملون الألم والذكريات في نفوسهم، ودعت حكومة الأمر الواقع بالولاية إلى القيام بدورها في توفير المعينات اللازمة للنازحين.

ومنذ سنوات، تعاني هذه القرى الواقعة في أطراف ولاية نهر النيل من الفقر والإهمال الحكومي، ويمتهن سكانها الزراعة المحدودة والرعي والتجارة. ولا يرتاد أغلب الأطفال المدارس بسبب الفقر، ويعمل مئات الأطفال في بيع المسكرات على طرق السفر بين الخرطوم ونهر النيل.

وتقع محلية حجر العسل، التي جرى تحويلها إلى وحدة إدارية تتبع لمحلية شندي مؤخرًا، جنوب الولاية. ويقطنها نحو مائة ألف نسمة، وهي بلدة قريبة من مواقع آثار سودانية تقع في نهر النيل، إلى جانب قربها من ضفاف النيل.

وكان قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" ضمن خطابه قد أشار إلى المنطقة، وقال إنها تقع تحت سيطرة قواته وبإمكانها استهداف المدنيين فيها، كما يفعل الطيران الحربي بالحواضن الاجتماعية لقوات الدعم السريع في إقليم دارفور. ورغم تشديده على عدم المعاملة بالمثل، قائلًا إنه شخص وطني، إلا أن حديثه أثار مخاوف المدنيين في هذه المناطق. كما نوهت لجان مقاومة حجر العسل الأسبوع الماضي إلى أن تصريح حميدتي بمثابة تهديد للسكان في نهر النيل.