30-أغسطس-2023
عربة كارو وصبي يقود دراجة هوائية في أحد شوارع الخرطوم

صورة رمزية (Getty)

لا للالتقاء مع الصباح، بل لحياكتهِ
وهكذا دومًا..
للظَّفر ببطاقة الشحّاذين الرحيمة
للالتحاق بالتُّهمة النبيلة
كعطالى وسكارى ومحض صعاليك

لكل هذا الشرف الذي يرويه المتسوِّلونَ في الطرقات.. للشوارع التي تعجُّ بالطين والمصادفات.. للمصافحات العابرة وللمشاكسات

لكل هذا الشرف الذي يرويه المتسوِّلونَ في الطرقات
للشوارع التي تعجُّ بالطين والمصادفات
للمصافحات العابرة
وللمشاكسات
لهذا الارتجال العظيم على عتبة الحياة
وللبنات اللواتي يكن في الصباح
من غير سراويل داخلية
لهنَّ فقط وهن أخفَّ عريًا من البِيجامات
لهنَّ في كل عام
وفي كل لحظة يوقِّرنَ سيقانهنَّ بالمكاشفة
للجنود المورَّطين دومًا بتفاهة الخدمة الوطنية
للبلاد التي ولا على بالها هذا الاغتصاب
للمحطات والمحطات
لهذا الشذوذ الكبير
وللحبيبات اللواتي ترجَّلن كخاطِرة
للأناشيد والأناشيد
للسماسِرة الذين فشِلوا في أن يبيعوا حزننا
ويملِّكونا بيوتًا آمنةً وعربات
للمقاهي الفارِهة والبنابِر
لتكَّة التَّكة نفسها
للسرياليَّة المقدَّسة
ولستَّات الشاي
للولد الذي لن يرد السلام
وللحركات المسلحة
للبنات اللواتي لن يصافحنني
وللعجوز التي برغم انحناء ظهرها ما تزال نشوانة
للطفلات اللذيذات إلى الأبد
شرائِطهن تعبث بالحكومات
لبائعات الهوى وهن يستثمرن الكآبة في العدم
للنحِيفات حد التنحُّت
للشايلات تقِيل  
والمردوم والكِيرن والشبال
للواتي يجلسن من غير أي حَنَك في هذا الزوط الأبدي
للعشَّاق السفلة المجانين
للأطباء ياخ!
ولأصدقائنا الجراحين الأعزاء
العاجزين عن استئصال جرحنا
للنهود التي بودنا دومًا استحلابها
لكل النهود
وللدَّبّة وزالنجي
لكل مزلقان في هذي البلاد
للدراكسية الذين يشاكسوننا في الطرقات
ولشعبة الاستخبارات العبيطة
وللمباحث المركزية
لأفراد المرور المرتشِين
للراسطات في الأرجاء
لا أمة الحيض والنفاس التاريخيِّين
للجبهجيَّة النجاوات
للأرزقية
لعمالات الأنظمة
والمتحرِّين دومًا عن الورق
للترنُّح في الأزقة
وللبشاشات
للسوالِف
وللشهداء خاصةً هذه الطلقة
للفلقة يا الله
وللبلقم الذي استوطن
لكل الذين هم أجانب هنا أو هناك
للمتضررين والنازحين والمهاجرين الأعزاء
لسيولة الأمن
والدمعة
والخُدرة المفروكة
لمنظر البلوزات على حِبال الغسيل
لتِياب الهزّاز
للدلكة وللخُمرة اللئِيمة
لأحزاننا العنيدة على الدوام
للسائرين على الدرب
للمهاجرين والمرابطين
للباعة المتجولين
للفرّيشة على الرصيف
لكل هذه الأرداف
والخِصر المشتَّت
لموتنا الحافل بالأسئلة
وللأسكلة وحلها
لضحكة إسماعين الدود
للمرحوم عبدالرحمن الدود
ولحضرة الدود الذي يتربّص بوسامة أجسادنا
لأكبادنا وفلذتها
لكوابيسنا ومعزَّتها
للفول مع التكسيم
للبقاع والرقاع
وللرعاع
للساندوتشات والطبالي
للحاجة الملقاة
وللسفر!

https://t.me/ultrasudan