يشكو المواطنون من ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بولاية النيل الأبيض، وتتفاقم المعاناة في مدينة كوستي التي تضم (88) مركزًا لإيواء النازحين، فيما يواجه المدنيون صعوبة في الحصول على الممرات الآمنة مع انتشار قوات الدعم السريع على الطرقات الرئيسية وعدم انتظام القوافل التجارية.
ارتفاع يومي لأسعار السلع ومياه الأمطار تغمر مراكز الإيواء
وصل سعر جوال السكر إلى (150) ألف جنيه، كما تباع عبوة كبيرة من زيت الطعام بـ (100) ألف جنيه، إلى جانب صعوبة الحصول على الأدوية المنقذة للحياة. وتقول سمر، التي نزحت إلى مدينة كوستي من ولاية الجزيرة قبل شهرين، إن الوضع الإنساني متدهور بشكل كبير لأن الناس يحصلون على الطعام بشق الأنفس.
وأضافت: "قبل يومين تلقيت حوالة مالية إلكترونية بقيمة خمسة آلاف جنيه واشتريت وجبة طعام لأطفالي. حياتنا هنا تعتمد على إرسال المال من خارج البلاد أو داخلها، دون ذلك ستتعرض إلى الجوع مع صغارك".
وأشارت إلى أنها تقيم مع مجتمع مضيف، ووضعهم أيضًا يواجه صعوبة يومية في تدبير الطعام والعلاج، ومراكز الإيواء مكتظة. زرت معظمها ولم أعثر على موقع لأضع فيه حقائبي مع الأطفال، ثم عدت إلى المنزل.
وأضافت: "عندما هاجمت الدعم السريع مدينة الحصاحيصا لجأنا إلى القرى، ثم تعرضنا إلى هجوم جديد من هذه القوات بنهب السيارات والهواتف والمال والحُلي والذهب. قررنا النزوح إلى كوستي".
تسيطر قوات الدعم السريع على مدينة القطينة الواقعة على بعد أكثر من مائة كيلومتر جنوب العاصمة الخرطوم بولاية النيل الأبيض، بينما تقع بقية مدن ومناطق الولاية تحت سيطرة الجيش، الفرقة (18) مشاة.
تتعرض مناطق ولاية النيل الأبيض إلى حصار كبير، ويشكو المواطنون من عدم انتظام القوافل التجارية خاصة بعد سيطرة الدعم السريع على منطقة جبل موية وسنجة وقطع الطريق بين ربك وسنار. ينتشر في كوستي نحو (88) مركز إيواء وتدفق عشرات الآلاف من النازحين منذ الأسابيع الأولى لاندلاع الحرب في السودان إلى المدينة وبقية مدن الولاية التي شهدت استقرارًا نسبيًا، وتفاقمت المعاناة عقب سيطرة الدعم السريع على مدينة القطينة شمالي الولاية نهاية العام الماضي.
تحذر غرفة طوارئ كوستي من تزايد معاناة النازحين في فصل الخريف مع غمر المياه للمواقع الإيوائية، ونقص الطعام، وانتشار الذباب والأوبئة، وتقول إن الوضع الإنساني يحتاج إلى تحرك عاجل وتدخل من الأمم المتحدة يجب أن يكون بالمستوى المطلوب.
كان قائد الفرقة (18) مشاة بكوستي قد تعهد بتحرير طريق ربك - سنار من المتمردين لإنهاء معاناة المواطنين في الولاية التي وصلها آلاف النازحين من الجزيرة وسنار والعاصمة الخرطوم وشمال كردفان.
شهدت ولاية النيل الأبيض سلسلة من حوادث المسيرات التي سقطت في بعض المدن، آخرها في مدينة كوستي وأودت بحياة ضباط في جهاز المخابرات، كما وقعت مسيرات في منطقة كنانة ولم تنجو بقية المناطق من المسيرات.