أصدر والي ولاية غرب دارفور الجنرال خميس عبدالله أبكر، قرارًا بإعلان حالة الطوارئ العامة لمدة شهر قابلة للتجديد بالولاية، كما فرض القرار حظر التجوال الجزئي في جميع أنحاء ولاية غرب دارفور لمدة اسبوعين اعتبارًا من اليوم الاثنين، من الساعة السابعة مساءً وحتى السابعة صباحًا، وذلك بعد أحداث دامية في أنحاء متفرقة من الولاية أودت بحياة عدد من المواطنين، وجرح العشرات وحرق منازل.
جاء قرار الوالي بعد التداول في لجنة أمن الولاية في شأن الأحداث التي شهدتها مدينة فوربرنقا وبعض المناطق الأخرى بالولاية
وجاء قرار الوالي بعد التداول في لجنة أمن الولاية في شأن الأحداث التي شهدتها مدينة فوربرنقا وبعض المناطق الأخرى بالولاية، ويهدف القرار بحسب نص المرسوم إلى "تعزيز السكينة والطمأنينة والسلامة العامة للمواطنين"، داعيًا إياهم للالتزام بالقرار وعدم التحرك خلال فترة حظر التجوال حفاظًا وتعزيزًا للأمن والطمأنينة العامة - بحسب القرار.
ووقعت اليوم اشتباكات دامية في مدينة فوربرنقا التي تقع جنوب الجنينة عاصمة غرب دارفور، وهي ثاني أكبر محلية في الولاية، عقب مقتل أحد المواطنين في حادث نهب، حيث قام "فزع أهلي" بتقصي الأثر، وتم القبض على مواطن وقتله، وأدى ذلك إلى اشتباكات قبلية قادت إلى مقتل وجرح عدد من المواطنين، وحرق منازل، ولم يتمكن "الترا سودان" من التأكد من العدد الدقيق للقتلى والجرحى جراء الأحداث.
وفي حادث منفصل، قال مصدر لـ"الترا سودان"، أطلقت قوات تتبع للتحالف السوداني الذي يقوده والي ولاية غرب دارفور، النار على الطفل محمد عبدالرحمن جبارة، الذي يبلغ من العمر (12) عامًا، وذلك أثناء تعطل سيارة نقل الركاب التي كان يقودها "ركشة" في الطريق بحي الجبل داخل مدينة الجنينة، وأطلقت القوات أثناء مرورها إلى داخل مدينة الجنينة النار على الطفل وأردته قتيلًا - بحسب المصدر وبيان للتنسيقية العليا لأبناء الرحل بولاية غرب دارفور.
ونفى مكتب التحالف السوداني بغرب دارفور صلته بالحادث، مؤكدًا بأن قواتهم "متمركزة في مواقعها المحددة وفقًا لموجهات لجنة وقف إطلاق النار" - حد قوله، واتهم مجموعات وخلايا بأنها ظلت تقوم بتشويه سمعة قوات التحالف السوداني في وسائل التواصل الاجتماعي، وأضاف التحالف في بيان صحفي، أنهم سيقومون باتخاذ إجراءات قانونية بشأن إشانة السمعة والتشويه الذي تتعرض له الحركة.
وقال نائب والي ولاية غرب دارفور التجاني كرشوم، إن الأوضاع حاليًا تحت السيطرة. وأكد كرشوم في تصريح لـ "الترا سودان"، هدوء الأوضاع في منطقة فوربرنقا بعد اجتماع لجنة أمن الولاية واتخاذها تدابير، منها إرسال قوات للمنطقة والتواصل مع لجنة لجنة السلم والمصالحة ومع رجال الإدارة الأهلية.
وأضاف كرشوم بأن رجال الإدارة الاهلية لعبوا دورًا وصفه بـ"الكبير" في تهدئة الموقف، كاشفًا عن مؤتمر صحفي يعقدونه عقب اكتمال المعلومات لديهم لتمليكها للرأي العام.
وبحسب مصادر أكدت لـ"الترا سودان" وقوع اشتباك مع قوات التحالف عقب انسحابها إلى خارج مدينة الجنينة بعد مقتل الطفل، ووقع الاشتباك في منطقة "كندوبي" القريبة من المدينة. وأكد المصدر الذي فضل حجب اسمه، وقوع اشتباكات بين القوات وذوي القتيل الذين ينتمون إلى العرب الرحل، وأدت الاشتباكات إلى تدمير سيارة وقتل ما لا يقل عن أربعة من قوات الحركة المسلحة.
وهاجمت التنسيقية العليا لأبناء الرحل بولاية غرب دارفور، حركة التحالف السوداني وقائدها خميس أبكر، وقالت إنه منذ أن جاء حاكمًا للولاية، استمر استهداف أبناء الرحل وقتلهم.
طالبت التنسيقية العليا لأبناء الرحل بولاية غرب دارفور بإخراج قوات الحركات إلى خارج حواضن المدن، وإبعادهم عن القرى والبوادي
وأشارت التنسيقية في بيان لها اطلع عليه "الترا سودان"، إلى حوادث متعددة مشابهة، وطالبت التنسيقية الحكومة بإخراج قوات الحركات إلى خارج حواضن المدن، وإبعادهم عن القرى والبوادي، وجمعهم في مكان الإصلاح والتأهيل - بحسب بيان التنسيقية العليا لأبناء الرحل.
وحول مقتل الطفل، قالت التنسيقية: "تم هذا الفعل الشنيع في النهار ووسط الطريق، إذ يعمل هذا الطفل "سائق ركشة مواصلات"، وأثناء مرور سيارات هذه الجماعة المسلحة بطريق تبحث فيه عن الشر والقتل صادفته يحمل ركاب في طريقهم إلى السوق، فلم تنتظر معرفته ولم تنظر لعمره ولم تراع حرمة الشهر العظيم .. فبين سيارة القتلى وركشة الشهيد، كانت رصاصة الغدر أسرع" - وفقًا لتعبير البيان.