22-مايو-2022
(Getty)

(Getty)

درج المتظاهرون ضد الحكم العسكري، على إحياء تظاهرات في الأحياء والأسواق الرئيسية، في مدن العاصمة وبعض الولايات بالتناوب أسبوعيًا. وهي احتجاجات غير موضوعة في الجداول التي تصدرها  تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم، لغرض إرباك القوات الأمنية كما يقول قادة الحراك السلمي.

ظهر أمس السبت كانت صينية الأزهري في أمدرمان، موقعًا للتظاهرات الممتدة منذ ثمانية أشهر، وفي ذات الوقت كانت هذه المنطقة محاطة بترسانة عسكرية وأمنية غير مسبوقة وفقًا لروايات شهود عيان تحدثوا لـ"الترا سودان".

يشعر أصدقاء "الشهيد خالص" بالصدمة ولم تغمض أعينهم منذ ليلة أمس 

ولم تمنح القوات الأمنية الفرصة للمتظاهرين للانتظار أكثر من دقائق معدودة، وسرعان ما بدأت اطلاق عبوات الغاز والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي، الذي أصاب (17) من المحتجين بعضهم لم يتمكن من الذهاب إلى المستشفى بسبب الانتشار الأمني.

ويتظاهر السودانيون ضد الحكم العسكري، منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي عقب إطاحة قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان بالحكومة المدنية التي كان يترأسها عبد الله حمدوك، إلى جانب الإطاحة بأعضاء الشق المدني في مجلس السيادة الانتقالي.

وشعر المتظاهرون قرب صينية الأزهري غربي العاصمة، بالصدمة جراء الهجوم الأمني المكثف بقنابل الصوت والرصاص المطاطي وعبوات الغاز، ولجأوا إلى الشوارع الداخلية في الأحياء المجاورة لهذا التقاطع الأشهر في أمدرمان.

الاحتماء من القوات الأمنية لم يمنع الملاحقة إلى الشوارع الداخلية، بحسب عمر إسماعيل وهو أحد أعضاء المقاومة والبالغ من العمر (20) عامًا، ويسرد لـ"الترا سودان" ما حدث في أمدرمان  حيث يقول هذا الشاب الذي يدرس الجامعة بشكل متقطع نتيجة الوضع الاقتصادي والسياسي منذ ثلاثة أعوام إن: "صينية الأزهري تحولت ما يشبه المنطقة العسكرية جراء الانتشار الأمني والقمع المفرط للمتظاهرين الذين شعروا بالصدمة وهم يشاهدون نقل رفاقهم إلى المنازل وهم مصابون بشكل خطير… لقد شاهدت بنفسي أحد المتظاهرين وهو يلتقط قطع متناثرة من الرصاص المطاطي من جسده".

https://t.me/ultrasudan

وجراء ما وصفته بـ"العنف المفرط"، دعت تنسيقية لجان مقاومة ولاية الخرطوم مساء أمس، المتظاهرين في كافة أنحاء العاصمة إلى "التصعيد الثوري" وذلك بإغلاق الطرق الرئيسية وشل الحركة المرورية وتعطيل الحياة العامة ردا على ما أسمتها بـ"مجزرة أمدرمان".

وتؤكد مزاهر وهي فتاة عشرينية شاركت في تظاهرات أمدرمان أمس السبت، أن الوضع كان خطيرًا للغاية وتضيف: "شاهدنا كل شيء ولم نروِ حتى الآن كل شيء من هول الصدمة".

وأفادت هذه الفتاة في حديث لـ"الترا سودان"، أن بعض المتظاهرين لم تغمض أعينهم حتى صباح اليوم الأحد منذ "مجزرة الأزهري"، لأنهم يشعرون بالحزن على فقدان رفيقهم "الشهيد محمد خالص".

وكانت منظمة حاضرين المعنية بعلاج المصابين في الاحتجاجات أكدت مقتل الشاب محمد خالص بالرصاص المطاطي على مستوى الصدر في تظاهرات صينية الأزهري بأمدرمان أمس السبت.

ويدور جدل بين أعضاء الحراك السلمي في السودان، لتنويع وسائل مقاومة الحكم العسكري، فبينما يصر بعض قادة الحراك على الذهاب صوب القصر الجمهوري، هناك آراء ترى أهمية مواكب الأحياء لإعادة الرأي العام نحو الثورة الشعبية.

عضو بلجان المقاومة: الساعات القادمة ستكشف عن جداول ضاغطة لمحاصرة الحكم العسكري

يقول المعز (26 عامًا) وهو فاعل وسط تنسيقيات لجان المقاومة في حديث لـ"الترا سودان"، إن الساعات القادمة ستكشف عن جداول ضاغطة لمحاصرة الحكم العسكري وستكون منوعة ما بين الوقفات الاحتجاجية ووسائل جديدة ستزيد من "قوة الشارع".

وتقول السلطة الحاكمة في السودان، إنها على استعداد للتوافق السياسي، أو اللجوء إلى الانتخابات إذا تعذر التوافق بين السودانيين، بينما تطرح الآلية الثلاثية المدعومة من المجتمع الدولي سيما الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، مبادرة لتسهيل الحوار بين السودانيين لكنه متعثر منذ مطلع أيار/مايو الجاري بسبب خلافات حول وسائل الحوار والغاية منه.