18-يونيو-2024
تصررت العديد من المصانع بسبب  الحرب(Getty)

نزح الملايين من العاصمة الخرطوم جراء الاشتباكات المستمرة منذ عام ونيف

شهدت العاصمة الخرطوم ندرة في عرض الأضاحي حتى اليوم الثالث من عيد الأضحى المبارك بالسودان. وتسبب في شح الأضاحي عدم وصول الواردات من المناطق المنتجة لوقوعها تحت نيران المعارك العسكرية وسيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة وأجزاء من شمال كردفان.

ولايتان تجاوران الخرطوم توقفتا عن نقل الماشية إلى العاصمة

كانت ولايتا الجزيرة وشمال كردفان تشكلان المناطق المنتجة للماشية، حيث تجلب أضاحي العيد في كل عام وتُرفد أسواق العاصمة الخرطوم بالإنتاج. وعلى خلفية القتال والوضع الأمني، توقف التجار عن هذا النشاط.

ودأب السودانيون على الاحتفال بعيد الأضحى من خلال إقامة الشواء وممارسة الطقوس الخاصة بهذا اليوم، بتجهيز مسبق للمشروبات المحلية، خصوصًا سكان العاصمة الخرطوم. لكن في هذا العيد اختفت الطقوس واكتفى المدنيون بالحصول على الغذاء المتاح من الحبوب والفول.

نقاط التفتيش وشح الأضاحي

تحولت الطرق البرية التي تُنقل عبرها شحنات الضأن إلى سلسلة من نقاط التفتيش التي تفرضها قوات الدعم السريع، خاصة في شمال كردفان. كما أدت الهجمات العسكرية لهذه القوات على قرى الجزيرة إلى شح الأضاحي في الأسواق المجاورة.

أسواق معروفة جنوب العاصمة الخرطوم في شارع "الهواء" الشهير كانت خالية من الأضاحي هذا العام. في الأسبوع الذي سبق العيد وحتى اليوم الثالث للعيد، الذي يصادف اليوم الثلاثاء، لم يكن هناك أي معروض، حسب مواطنين تحدثوا لـ"الترا سودان".

الغرف الطوعية تتدارك العيد

حماد، الذي يقيم في منطقة الأزهري وتواصل مع "الترا سودان" عبر خدمة ستارلنك نتيجة انقطاع الاتصالات منذ شباط/فبراير الماضي، قال إن أغلب المواطنين لم يغامروا بالبحث عن الأضاحي في الأسواق الأخرى لأن الشحنات لم تصل إلى ولاية الخرطوم.

وأضاف: "بعض مراكز الإيواء والغرف الطوعية نفذت مشاريع جماعية للأضاحي ووزعت اللحوم على المواطنين. كان هذا هو الضوء الذي انبعث للناس في هذا العيد".

ويقول حماد إن العيد رسم حزنه على ملامح مواطني الخرطوم، أولئك الذين لم يبارحوا منازلهم نزوحًا وكانوا يأملون في الحصول على الأضاحي، حتى لو تم الشراء بأسعار معقولة. لكن لم يحدث هذا الأمر، وكان مخيبًا لآمالهم.

مواطن: الغرف الطوعية حاولت المستحيل ونجحت في جلب القليل من الأضاحي

ويضيف: "الغرف الطوعية حاولت المستحيل ونجحت في جلب القليل من الأضاحي، لكن أعتقد أن هناك جهات حكومية كانت لديها القدرة على توفير الأضاحي للمواطنين".

وكانت ولاية الخرطوم قد أكدت توزيع خراف الأضاحي عبر شاحنات وصلت إلى مدينة أم درمان في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش، ضمن المساعدات الإنسانية التي توفرها للمدنيين.

أسعار الأضاحي وانتعاش الأسواق

تراوحت أسعار الأضاحي في الولايات الآمنة نسبيًا بين (600) ألف جنيه و(250) ألف جنيه. وشهدت الأسواق المحلية انتعاشًا في المعروض عقب إعلان السلطات السعودية منع باخرة سودانية محملة بـ(14) ألف رأس من الضأن بسبب الاشتباه في إصابتها بالجدري.

وهذا هو العيد الثاني للأضحية خلال الحرب التي اندلعت في السودان منتصف نيسان/أبريل 2023. ويقول السودانيون إنهم عانوا من الحرب التي دفعت نحو عشرة ملايين شخص إلى نزوح داخلي وخارجي.