18-مايو-2023
الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان من مقر القيادة

الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وسط جنود القوات المسلحة (فيسبوك)

بقميص عسكري وقبعة رأس مطابقة مع ألوان زي الجيش السوداني، ظهر بشكل مفاجئ القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في مقطع فيديو نشره الجيش أمس الأربعاء على شبكات التواصل الاجتماعي. 

ظهر البرهان بعد شهر من النزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع بعد آخر ظهور للرجل وذلك في عيد الفطر نهاية نيسان/أبريل الماضي، في خطاب ألقاه عبر تسجيل تلفزيوني مصور، وآنذاك هنأ السودانيين بالعيد واكتفى بذلك.

يتزامن ظهور البرهان من مقر العمليات العسكرية مع محادثات بين الجيش والدعم السريع تعقد في مدينة جدة

من خلال التطورات الميدانية يمكن الربط بين ذلك وبين خروج قائد الجيش إلى العلن، وإن اكتفى بدقائق ظهور محدودة دون ممارسة مهامه الرئاسية في مقر القصر الجمهوري كما كان قبل النزاع المسلح.

يتزامن ظهور البرهان من مقر العمليات العسكرية مع محادثات بين الجيش والدعم السريع تعقد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وربما يكون الظهور على علاقة بالعملية الدبلوماسية الجارية في الأراضي السعودية، وإن كان صوت الجيش ما زال خافتًا بشأن قبول التفاوض، لكن بعض التطورات أحيانًا تعلن عن نفسها بشكل متدرج مثل خروج قائد الجيش من مقر العمليات العسكرية بوزارة الدفاع السودانية شمال العاصمة على ضفاف النيل الأزرق.

قال مصدر بالجيش السوداني رافضًا الكشف عن هويته في حديث لـ"الترا سودان"، إن ظهور البرهان رسالة إلى الدعم السريع أنه ممسك بزمام الأمور ويتجول وسط جنوده دون خوف.

يقول هذا المصدر العسكري إن مقطع الفيديو الذي نشره الجيش اليوم قد يعادل معنويًا مساحة كبيرة لدى جنود الجيش السوداني في ميدان المعركة.

وفي خضم معارك عسكرية وإعلان الجيش استعادة قاعدة عسكرية مهمة وسط العاصمة السودانية الساعات الماضية (فرع الرياضة العسكرية والدفاع الجوي) وعمليات تمشيط للقوات المسلحة في منطقة الكدرو شمال العاصمة، جاء ظهور البرهان كمن يعلن عن "تطورات قادمة " لا يمكن التكهن بفحواها في ظل تعتيم إعلامي عن محادثات جدة، وعما إذا كان الأمر مرتبطًا بالمفاوضات أو التقدم العسكري الميداني أو الاثنين معًا.

يرى الخبير العسكري حسن إدريس في حديث لـ"الترا سودان"، أن مقطع الفيديو الذي بثه الجيش ويظهر خلاله البرهان وهو يقوم بتحية الجنود ويعانقهم داخل محيط القيادة "رسالة مهمة بأن الجيش مسيطر على وزارة الدفاع  والقيادة العامة"، خاصة في ظل ترديد الدعم السريع مرارًا بأنه سيطر على أجزاء من القيادة العامة.

وأضاف: "ظهور البرهان في محيط القيادة العامة يعني أن الجيش يسيطر تمامًا على جميع المراكز العسكرية الإستراتيجية، وهذا يعني إضعاف الخصم معنويًا وله ما بعده من تطورات سياسية أو عسكرية".

https://t.me/ultrasudan

ويعد البرهان من الرتب العسكرية التي تدرجت في الجيش السوداني، ومن أبرز محطاته العمل في إقليم دارفور لسنوات طويلة في ذروة النزاع المسلح بين الحكومة والحركات المسلحة.

وينحدر من منطقة قندتو بولاية نهر النيل شمال السودان، لم يكن البرهان الرجل الأول لتولي المجلس العسكري حينما أجبر العسكريون البشير على التنحي في 11 نيسان/أبريل 2019، واختير عقب تنحي بن عوف نائب البشير في رئاسة الجمهورية ووزير الدفاع لسنوات طويلة، وأحد أبرز الجنرالات تكتمًا مع قلة الظهور الإعلامي.

كما إن البرهان الذي تولى المجلس العسكري مع وضع خصمه اليوم وحليفه في ذلك الوقت قائد الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو نائبًا له، جاء إلى المنصب مدفوعًا بثقة المعارضة كونه لم يعرف له انتماء للإسلاميين على الأقل ظاهريًا، وبدا وكأنه  جنرال مهني أكثر من كونه عقائدي ينتمي إلى حزب الإسلاميين الراديكاليين.

ينحدر البرهان من منطقة قندتو بولاية نهر النيل شمال السودان

 هذه المؤشرات ضمنت له قبولًا واسعًا لدى قادة الحراك السلمي في ذلك الوقت قبل أن ينقلب عليهم بعد أقل من شهرين، حينما أقدمت قوات عسكرية في الثالث من يونيو/حزيران 2019 على فض اعتصام المتظاهرين قرب القيادة العامة.

لكن سرعان ما اتهمت لجان المقاومة أعضاء المجلس العسكري بالوقوف وراء العملية لإخماد مطالب المحتجين في سلطة مدنية كاملة يخضع لها الجيش، بينما ينفي الجنرالات قيامهم بفض الاعتصام ويقولون إن الأمر بيد المحققين.