مستخدمًا عُلبة معجون البندورة، تمكن طالب سوداني من نحت طائرة مشابهة لطائرة الرئاسة الأميركية في فناء المنزل بمدينة أم درمان غربي العاصمة، وانضم إلى قائمة مطورين سودانيين يطرقون هذا المجال في بلد يعاني من أزمات متعددة.
واستخدم الطالب السوداني خلف الله أحمد أساليب المحاكاة والمقارنات فقط دون اللجوء إلى تقنيات مساعدة لنحت طائرة داخل منزله مستعينًا بالمواد البدائية التي تيسرت لديه.
اهتمام أمريكي
في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2022 زار فريق دبلوماسي من السفارة الأميركية منزل الشاب السوداني خلف الله أحمد بمدينة أم درمان، واهتم طاقم السفارة بالمجسم الذي صممه الشاب كونه مطابق تمامًا للطائرة الرئاسية الأميركية.
خلال الشهرين الماضيين صمم طلاب سودانيون طائرة مسيرة بجهود ذاتية في مدينة الخرطوم بحري شمال العاصمة
يقول خلف الله أحمد لـ"الترا سودان"، إن المجسم الذي صنعه عبارة عن طائرة صغيرة لا تتعدى أربعة أمتار من علب معجون البندورة والأسلاك والكرتون والبلاستيك.
يضيف خلف الله: " لم يسبق لي دخول مطار الخرطوم لغرض السفر لذلك فإن تصميم طائرة أمر غير عادي وأنا منذ الصغر أحب الابتكار".
عشرات السودانيين الذين يبتكرون المجسمات والمعدات وحتى الأجهزة الطبية لا يجدون حظهم داخليًا، وقد يتوجهون إلى الخارج عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تعرض نماذج عديدة لهذه الابتكارات.
فيما يقول الباحث في الذكاء الاصطناعي محمد صلاح عبد الرسول لـ"الترا سودان"، إن الشاب خلف الله أحمد حقق انجازًا لا يستهان به لأن نحت طائرة مشابهة لطائرة الرئاسة الأميركية دون استخدام التقنية ثلاثية الأبعاد صعب للغاية.
ويرى عبد الرسول أن العالم مفتوح أمام المبتكرين والتواصل مع المهتمين بهذه الأعمال التي تعد "ثورة ابتكارات" قد يكون سهلًا حتى وإن لم يجد الاهتمام محليًا.
يعمل عبد الرسول في تقنية الذكاء الاصطناعي والمقارنة مع التحكم التقليدي، ويهتم بالتقنيات التي قد تساعد على تحليق الطائرات المسيرة، وتمكن من برمجة طائرة نحتها شبان يدرسون الهندسة في الجامعات السودانية.
يضيف عبد الرسول: "أنا مهتم بالذكاء الاصطناعي أو عملية التحكم في الطائرات من تلقاء نفسها؛ هذا علم دقيق يتطلب مني أنا أجري العديد من الأبحاث في مجال الطائرات المسيرة للاستخدامات المدنية".
التحليق هو المحك
وخلال الشهرين الماضيين صمم طلاب سودانيون طائرة مسيرة في مدينة الخرطوم بحري شمال العاصمة، وحلقت في الفضاء لدقائق في تجربة جديدة قد تشكل نقطة تحول للمبتكرين الذين يحطمون "أغلالًا من الإحباط" كما يقول عبد الرسول.
يستمر عبد الرسول في التواصل مع مجموعة مهتمة بالأبحاث في الذكاء الاصطناعي، وفي هذا الصدد يقول هذا الشاب الحاصل على درجة الماجستير في هذا المجال من جامعة الخرطوم: "إذا شاهدت أسراب الطائرات تحلق بالاصطفاف هل تعتقد أن هذه التقنية لا تخضع للبرمجة .. حاليًا أنا أعمل على هذا الأمر وكيفية القيام بذلك للاستخدامات المدنية".
ويتوقع عبد الرسول أن تشهد صناعة الطائرات المسيرة "ثورة كبيرة" خلال السنوات المقبلة، إلى جانب اهتمام البلدان بهذه الصناعات، كما أن السلامة الجوية أيضًا ضمن الخطط التي يعمل عليها.
يضيف: "في منزلك يمكنك صنع طائرة لديها قدرة التحليق في الفضاء، لكن في ذات الوقت يجب أن تخضع هذا الابتكار إلى العديد من الاختبارات للوصول إلى الجودة المطلوبة".