اختارت الأمم المتحدة، السودانية نسرين عبد الرحمن الصائم، رئيسًا للشباب بالمجموعة الاستشارية للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لقضايا التغير المناخي وأبلغت الأمم المتحدة، الصائم رسميًا بالخبر، عبر السفير السوداني بالمنظمة الدولية، في تموز/يوليو الماضي.
نسرين: تأثير سد النهضة على المناخ سيكون كبيرًا وسيؤدي إلى تغيير نظام الحياة ويجب الاستعداد لذلك مبكرًا
وكشفت الصائم التي درست العلوم بجامعة الخرطوم في تصريحٍ لـ"ألترا سودان"، أن الأمم المتحدة أبلغتها باختيارها رئيسًا للشباب بالمجموعة الاستشارية للأمين العام للأمم المتحدة لقضايا التغيير المناخي، موضحةً أن المهمة متعلقة بالتنسيق بين الأمين العام للأمم المتحدة والشباب حول قضايا المناخ.
اقرأ/ي أيضًا: جنوب السودان.. عراقيل إجرائية تعترض تنفيذ البنود السياسية في اتفاق السلام
من جهة أخرى حذرت الصائم من إهمال اتخاذ تدابير على خلفية التغييرات المناخية الناجمة عن ملء خزان سد النهضة الإثيوبي، منوهةً إلى أن "نظام الحياة" بالمناطق المتاخمة للسد سيتغير بالكامل نتيجة لتأثيراته التي تمتد إلى الأراضي السودانية.
وتتيح المهمة الجديدة التي كلفت بها السودانية نسرين الصائم تمثيل الشباب في المؤتمرات والأعمال في قمم المناخ حول العالم، إلى جانب المشاركة في صنع القرار حول القضايا المتعلقة بالمناخ دوليًا، وهي مهمة تمتد حتى العام 2021 بانتهاء مهمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وذكرت الصائم أنها بدأت الاهتمام بالدراسات البيئية عبر استغلال العطلات الجامعية بين عامي 2011 إلى 2015، سيما مع الإغلاق المتكرر للجامعة بسبب الاحتجاجات الطلابية بجامعة الخرطوم، وتابعت: "جامعة الخرطوم لم تستقر في السنوات الأخيرة بسبب الاضطرابات السياسية ولذلك كانت كثيرة الإغلاق، وكنت استغلها في دراسة البيئة عبر الإنترنت والتعلم والتواصل مع خبراء البيئة بالإضافة إلى البعثات والمؤتمرات الدولية حتى وصلت هذه المرحلة".
وتقول الصائم (25) عامًا الحاصلة على درجة الماجستير في الطاقة المتجددة من كلية الهندسة بجامعة الخرطوم: "التغيرات المناخية باتت واحدة من القضايا الفنية والعلمية، لكنها تحولت إلى قضية سياسية في أروقة المجتمع الدولي".
نسرين الصائم: حدوث الفيضانات والسيول في السودان سنويًا نتيجة للتغيرات المناخية ويجب اتخاذ التحوطات اللازمة
وتعتقد الصائم أن العقوبات الأميركية على السودان حرمته من الأموال المخصصة للدول الفقيرة لتفادي التأثيرات السالبة للتغييرات المناخية، مشيرًة إلى أن السودان يحصل على خمسة ملايين دولار فقط، مقابل دول أخرى تحصل على مليارات الدولارات مثل مصر وإثيوبيا، وذلك بسبب العقوبات الأميركية وإدراج السودان على لائحة الدول الراعية للإرهاب.
وأبانت نسرين الصائم التي شاركت في مؤتمر عن المناخ بالأمم المتحدة، بالتزامن مع الجمعية العامة في أيلول/سبتمبر 2019 بنيويورك، أن العقوبات حرمت السودان من ترليونيات الدولارات منذ تسعينات القرن الماضي، وأضافت: "نظرًا لعدم وجود مساعدات دولية لمقابلة التغييرات المناخية، فإن السودان تأثر جدًا من عدم الاستعداد للمخاطر البيئية".
وترجع نسرين الصائم حدوث السيول والفيضانات سنويًا في السودان إلى التغييرات المناخية، لافتة إلى أن السيول عادةً ما تحدث مرة واحدة خلال عقد أو عقدين لكن حدوثها سنويًا يعني وجود تغيرات مناخية تستدعي الدراسة والتحوط.
وتقول الصائم: "ملء خزان سد النهضة سيؤدي إلى تغيير نظام الحياة بالمناطق الواقعة حوله وتمتد التأثيرات إلى الأراضي السودانية، وتحول المناخ من جاف إلى مناخ رطب"، وتساءلت عما إذا كان صناع القرار الحكومي يضعون هذه التغييرات ضمن التدابير الحكومية.
اقرأ/ي أيضًا: حمدوك يتمسك بـ"بليارد" لرئاسة يونيتامس وروسيا والصين تساندان المكون العسكري
وتضيف الصائم: "على سبيل المثال؛ بعض المحاصيل الزراعية التي اشتهرت بها الأقاليم الواقعة قرب السد لن تنمو مجددًا إذا تحول المناخ من الجفاف إلى الرطوبة، لا بد من طرح أسئلة حول ما سيحدث لمناخ المنطقة الذي كان سائدًا، هل سيتأثر؟ قطعًا نعم".
امتدحت الصائم تأسيس المجلس الأعلى للبيئة برئاسة رئيس الوزراء بدلًا عن إنشاء وزارة للبيئة
وحول المؤسسة الحكومية المعنية بالبيئة وقضاياها توضح نسرين الصائم أنها لا تؤيد إنشاء وزارة للبيئة، وامتدحت الطريقة الحالية بتأسيس المجلس الأعلى للبيئة برئاسة رئيس الوزراء، مؤكدًة أن قضايا البيئة تحتاج إلى أجسام فاعلة ومؤسسات وليس أفراد يحتكرون القرار.
اقرأ/ي أيضًا
حاكم غرب كردفان يرفض الاستقبال البذخي ويشترط أن يكون بدون تكاليف على الولاية