د. حيدر إبراهيم شخصية العام.. إعلان جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي
17 فبراير 2021
حازت جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، على مكانة كبيرة بين مجموع الجوائز السنوية التي تمنح في العالم العربي، حيث أن الإقبال الذي تشهده الخرطوم كل عام من مختلف دول العالم من كُتاب ومثقفين عرب حضورًا ومشاركة في فعاليات جائزة الطيب صالح، يوضح أهمية الجائزة ومكانة الأديب الراحل الطيب صالح الذي تتحول ذكراه السنوية إلى مهرجان وعرس ثقافي في السودان.
تغيب أغلب الفائزين لهذا العام بسبب جائحة كورونا
وأعلنت جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي الإثنين 16 شباط/فبراير الجاري، أسماء الفائزين لهذا العام، في احتفال ملتزم بالاشتراطات الصحية لفيروس كوفيد-19.
اقرأ/ي أيضًا: "مستقبل الديمقراطية في السودان".. كتاب جديد من مركز عبدالكريم ميرغني
في فندق كورنثيا بالخرطوم، تم إقامة حفل إعلان أسماء الفائزين الذين تغيب أغلبهم بسبب جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على شكل الاحتفالية وعدد الحضور الذي اقتصر على بعض المسؤولين الحكوميين، مثل الرشيد سعيد وجراهام عبدالقادر والدكتورة عائشة موسى عضو مجلس السيادة، ومديرة جامعة الخرطوم بروفيسور فدوى عبد الرحمن علي طه، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي السوداني.
وتغيب عن هذه الاحتفالية الكاتب السوداني إبراهيم إسحق الذي وافته المنية في 23 كانون الثاني/يناير المنصرم في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي سافر إليها مستشفيًا.
الراحل يعتبر أحد الأعضاء المؤسسين للجائزة، وتم نعيه في افتتاحية الفعالية، وأعلنت لجنة أمناء الجائزة أنهم بصدد إصدار كتابين أحدهما من أعمال الراحل والأخر حول تاريخه وتجربته.
كان إعلان مجلس أمناء جائزة الطيب صالح عن فتح باب المشاركات في دورتها الحالية، في الفترة ما بين 15 تموز/يوليو وحتى 15 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي. وبحسب لجنة الجائزة، فقد استلموا ما يزيد عن (1700) مشاركة أدبية من (40) قطرًا حول العالم، وكان للسودان، مصر،العراق وإيران؛ النصيب الأعلى من هذه المشاركات التي تنوعت بين الرواية والقصة والشعر، باعتباره المجال الثالث للجائزة في دورتها الحادية عشر.
وتم اختيار الدكتور حيدر إبراهيم ليكون شخصية العام الثقافية، تكريمًا له على مساهماته الفكرية العديدة وسجله الطويل في المدافعة عن الحريات والحقوق.
وحصد الجائزة الأولى عن فئة الشعر، الشاعر أحمد نمر سليمان الخطيب من الأردن، وهي جائزة بقيمة (15) ألف دولار عن ديوانه "تغريبة حارس المعنى"، ونال الجائزة الثانية، الشاعر الواثق أحمد حامد يونس من السودان، وهي بقيمة (10) آلاف دولار، عن ديوانه "نازح في فضاء الجسد"، وقد تعتذر حضور الواثق لاستلام الجائزة لمشاركته في مسابقة أمير الشعراء في دولة الإمارات العربية المتحدة. الجائزة الأخيرة كانت من نصيب محمد نجيب، من السودان وهي بقيمة ثمانية آلاف دولار لديوانه "أناشيد الأسئلة".
أما في فئة القصة القصيرة، فكان المركز الأول للكاتب عمرو علي إبراهيم من مصر، عن مجموعة "الهروب خارج الرأس"، والمركز الثاني لضاري ناجي الغضبان من العراق، عن مجموعته "نادي الحفاة"، والمركز الثالث للقاص قيس عمر محمد محمود من العراق، عن مجموعة "لا ظلال لنمور بورخيس".
أخيرًا عن فئة الرواية، حاز نعيم عبد مهلهل منشد من العراق، على الجائزة الأولى عن روايته "أوروك هايكو الغرام"، ومن مصر حصل طارق محمود فراج على الجائزة الثانية عن روايته "لعبة السفر"، وحاز الكاتب المصري حجاج أدول على المركز الثالث، عن رواية "غرام وانتقام سوسو".
وتأسست جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في شباط/فبراير من العام 2010 بمبادرة من شركة الاتصالات المتنقلة "زين"، متزامنة مع الذكرى السنوية الأولى لرحيل الأديب السوداني العالمي الطيب صالح. وتمنح الجائزة في ثلاث مجالات: الرواية، القصة القصيرة، ومجال ثالث متحرك يتغير كل عام بين النقد الأدبي، المسرح، الدراما، الترجمة والشعر.
اقرأ/ي أيضًا: إزهار القناديل.. استعادة لسيرة عبدالخالق محجوب
إضافة إلى جائزة شخصية العام الثقافية، والتي تمنح لشخصيات سودانية بارزة تكريمًا لإنجازاتها الكبيرة وإسهاماتها الأدبية أو الفكرية.
هناك جائزة ثانية تحمل اسم الطيب صالح ينظمها مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي
ومن أبرز الحاصلين على جائزة الطيب صالح في مجال الرواية، الكاتب السوداني الزين بانقا عن رواية "مخمسات ضوينا الأعرج"، والسوداني هشام آدم عن رواية "كاجومي". ومن الأسماء البارزة التي حصلت على جائزة شخصية العام الثقافية: محجوب محمد صالح، عبدالله شابو، وفدوى عبد الرحمن علي طه.
الجدير بالذكر أن هناك جائزة ثانية تحمل اسم الطيب صالح ينظمها مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي تم تدشينها في 2002 بمبادرة من الراحل الطيب صالح نفسه، ويعلن عن أسماء الفائزين بها في 21 تشرين الأول/أكتوبر من كل عام.
اقرأ/ي أيضًا
الكلمات المفتاحية

النقد الأدبي في السودان: غياب وتساؤلات
الإنتاج الأدبي في السودان في العقد الأخير كان غزيرًا، خاصة في مجالي الرواية والشعر، فقد زحمت العناوين الجديدة المكتبة السودانية؛ ساهم في ذلك نهضة في مجال النشر، وقيام العديد من الجوائز التي حفزت على الإنتاج الأدبي؛ لكن رغم ذلك لا زالت حركة النقد تتقاصر دون هذا الإنتاج، بل يبدو أن ثمة غياب كامل للنقد الأدبي في السودان في العقود الأخيرة، واقتصرت التجارب والمغامرات النقدية على النقاد المسرحيين…

سودانيان يفوزان بمنحة المورد الثقافي في الأدب والسينما
ضمن قائمة تضم 33 فائزًا من أصل 450 متنافسًا على مستوى الوطن العربي، نال السودانيان إبراهيم عمر وأيمن هاشم منحة المورد الثقافي العربي للعام 2025، في الأدب والسينما.

عامان قرب البنادق.. كاتب سوداني ينجو من ويلات الحرب
بعد اختفاء امتد لنحو عامين، ظهر الكاتب والناقد السوداني المعروف عزالدين ميرغني، وطمأن أصدقاءه من الكتاب والقراء داخل السودان وخارجه، بأنه في حال جيدة، ولا يزال في منزله بحي أركويت في مدينة الخرطوم.

عامان من القتال: المجازر الكبرى والصغرى في حرب السودان
مع اختتام العام الثاني للحرب في السودان، ودخول العام الثالث، شهدت مناطق واسعة من ولاية شمال دارفور مجازر عنيفة ارتكبتها قوات الدعم السريع، التي تسعى لفرض سيطرتها على الإقليم المنكوب بالحروب والمجاعات، في ظل فساد الساسة والقادة.

بعد عامين من الحرب... إلى أين يتجه المشهد العسكري في السودان؟
تدخل حرب السودان عامها الثالث، وسط توقعات باشتداد وتيرة العمليات العسكرية في غرب البلاد وجنوبها، مع انخفاضها في الوسط، مما يؤكد استمرارها، لا سيما في ظل عدم وجود حل سلمي يلوح في الأفق لإيقاف القتال الذي خلف آلاف القتلى وشرد ملايين النازحين واللاجئين.

السودان… أزمة إنسانية واقتصادية على أعتاب حرب ثالثة
على أعتاب العام الثالث من حرب السودان تتنامى التحذيرات من موجات نزوح جديدة، وتفشي المجاعة في مناطق أكثر هشاشة بإقليم دارفور وكردفان، مع احتدام الصراع بين الجيش والدعم السريع خلال الشهر الماضي.

لاجئون سودانيون يبدأون رحلات شاقة لمغادرة مصر إلى بلادهم
مع عودة آلاف اللاجئين السودانيين من المدن المصرية تشهد المعابر حركة واسعة للحافلات وفق متابعة متطوعين في غرف الطوارئ بالولاية الشمالية، بينما رجح عاملون في تنسيق هذه الرحلات عودة نصف مليون لاجئ سوداني خلال هذا العام من مصر إلى بلدهم إثر سيطرة الجيش على العاصمة الخرطوم، وعودة الحياة بشكل متدرج.