09-ديسمبر-2021

زين السودان

أوردت وسائل إعلام اليوم الخميس معلومات عن نية شركة دال شراء أسهم زين السودان من مجموعة بدر الخرافي الكويتية بقيمة (1.3) مليار دولار، في تطور يحدث في قطاع الاتصالات في السودان لأول مرة منذ عقود، لكن هذه المرة تقف الأزمة الاقتصادية في السودان وراء رغبة مجموعة بدر الخرافي الكويتية لبيع "زين السودان" على ما يبدو للتخلص من ارتفاع تكاليف التشغيل ونقص الأرباح جراء ارتفاع سعر الصرف إضافة لنقص الطاقة وارتفاع سعر الوقود.

وحققت عمليات زين السودان إيرادات نصف سنوية في أيار/مايو الماضي بقيمة (160) مليون دولار، وبلغت الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاكات 77 مليون دولار، وعكس ذلك هامش أرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاكات بنسبة 48%.

تأثرت "زين السودان" بتقلبات سعر الصرف وتحاول الشركة الرئيسية بيعها بصفقة تجنبها خسائر قادمة

وأشار التقرير النصف سنوي للشركة إلى أن الشركة سجلت أرباحًا صافية عن ذات الفترة بقيمة (41) مليون دولار، مقارنة بـ(15) مليون دولار في العام الأخير، ونمت إيرادات البيانات بنسبة 4% لتمثل 28% من إجمالي الإيرادات، بينما نمت قاعدة عملاء شركة زين السودان بنسبة 8%  لتصل إلى 17 مليون عميل.

اقرأ/ي أيضًا: تدفقات كبيرة للاجئين الإثيوبيين إلى معسكري الطنيدبة وبابكري

وقال التقرير الصادر عن مجلس إدارة زين، إن عمليات زين السودان تأثرت بالانخفاض الكبير في قيمة العملة مقابل سعر صرف الدولار، وانعكس ذلك على إيرادات الشركة بما يقارب (340) مليون دولار.

ونقلت وكالة رويترز عن زين قولها إن شركة دال عرضت عبر شركة مملوكة لها متخصصة في التكنولوجيا والاتصالات نحو (1.3) مليار دولار، لشراء أسهم زين السودان من مجموعة بدر الخرافي.

ويعد العرض الذي قدمته مجموعة دال المملوكة لرجل الأعمال السوداني أسامة داؤود لدراسته أولًا لأن الصفقة إذا تمت ستشتري دال نصيب مجموعة بدر الخرافي الكويتية، فيما هناك جزء من أسهم زين مملوكة لمجموعة عمانية.

وتأتي هذه التطورات في سوق الاتصالات السودانية عقب سلسلة من الأحداث التي تعرضت لها "زين السودان"، مثل تقلبات سعر الصرف وارتفاع قيمة الدولار في السوق السوداء وصعوبة تحويل الأرباح واضطرت هذه الشركة إلى شراء محاصيل من السوق المحلي لتصديرها والاحتفاظ بالعملات الصعبة خارج البلاد.

كما أن ابتعاد العضو المنتدب لزين السودان الفاتح عروة المقرب من الرئيس المعزول عمر البشير كان له أثر في أداء الشركة التي كانت تحصل على تسهيلات السنوات الماضية.

ويقدر خبراء في قطاع الاتصالات أن السوق السوداني للاتصالات يتداول نحو ستة مليار دولار سنويًا وأن هذا العرض مغر لشركة دال للتوسع في الاستثمارات المحلية لهذه الشركة التي تعمل ضمن نطاق الصناعات الغذائية بشكل رئيسي.

ويقول عاملون في شركة زين إن رجل الأعمال السوداني أسامة داؤود يتمتع بعلاقة جيدة مع المسؤولين في شركة زين السودان وأنه قد تلقى نصائح بشراء زين السودان خاصة مع الرغبة التي أظهرها الكويتيون في بيعها نتيجة تقلبات سعر الصرف وانخفاض الإيرادات من زين السودان.

ولعبت الأوضاع السياسية أيضًا دورًا في ظهور ملامح هذه الصفقة لأن دال تحاول الانتقال في الاقتصاد جنبًا إلى جنب مع الوضع السياسي إذ أن استثمارات هذه المجموعة ترتبط بالاستقرار السياسي.

ويرى أحد المطلعين على الأوضاع الاقتصادية لمجموعة دال في تصريح لـ"الترا سودان"، أن صفقة شراء زين السودان قد تكون الأكبر في الإقليم، متوقعًا قبول الشركة الكويتية للعرض المقدم من دال حتى تتجنب الخسائر في "زين السودان" لأن تقلبات سعر الصرف خفضت التوقعات بنسبة (340) مليون دولار هذا العام كما أن زين الرئيسية لديها مشغلات في دول أخرى بالنسبة لها أفضل حالات من ناحية الأرباح وانخفاض تكلفة التشغيل.

وانعكست الأزمة الاقتصادية في السودان على شركات الاتصالات، وهي ثلاثة شركات رئيسية، إذ أدت فترات طويلة من انعدام الوقود وشح الطاقة وتذبذب الكهرباء إلى انخفاض كفاءة التشغيل وتدني الخدمات التي تقدمها هذه الشركات.

وتغطي شبكة الـ"4G" أقل من 20% فقط من مساحة البلاد بينما يخطو العالم نحو الجيل الخامس من تقنية الاتصالات وتعزو شركات الاتصالات رداءة شبكات الاتصالات إلى عدم انتظام سلاسل الوقود وانعدام الكهرباء في بعض المناطق والتي تشكل غالبية من مساحة السودان إضافة للتوترات الأمنية في مناطق النزاعات.

ورغم ارتفاع عدد مشتركي "زين السودان" إلى (17) مليون مشترك بحسب تقرير للشركة الرئيسية، وزيادة أسعار تعرفة المكالمات وخدمات الإنترنت، إلا أن هذا الأمر لم يؤدي إلى تعافي الأرباح من تكاليف التشغيل وأدى أيضا في ذات الوقت إلى سخط العملاء على أداء الشركة كل هذه العوامل تجعل "زين السودان" في فترة وجيزة ضمن شركات مجموعة دال عبر شركتها المتخصصة في هذا القطاع ولديها مقر في الإمارات.

اقرأ/ي أيضًا

البرهان: بعض البعثات الأجنبية تحرض الشعب ضد الجيش

 وزير المالية يؤكد تعليق التمويل الدولي بعد الانقلاب العسكري