15-يوليو-2022
البيت الأبيض الأمريكي

البيت الأبيض الأمريكي

وصف خبراء قرار مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي بالأمس على تسمية السفير جون غودفري سفيرًا لواشنطن لدى الخرطوم بـ"المتوقع"، وقالوا إن القرار جاء تعبيرًا عن "التزام المؤسسات الأمريكية بآليات اتخاذ القرارات".

ونفى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الدكتور خالد التجاني، في حديثه لـ"الترا سودان" أن يكون قرار تسمية السفير في الوقت الراهن تعبيرًا عن دعم واشنطن للانقلاب العسكري في السودان.

خالد التجاني: أولويات واشنطن في الخرطوم هي "مكافحة الإرهاب" ودور السفير لن ينحصر في تسوية الأوضاع بين الفرقاء السودانيين

وبحسب التجاني، فإن قرار واشنطن ترفيع تمثيلها الدبلوماسي مع الخرطوم "اُتّخذ منذ مدة طويلة". وأوضح التجاني أن تسمية السفير في هذا التوقيت استدعته عملية اختيار السفراء وهي "عملية معقدة وطويلة وتتداخل فيها عدة مؤسسات".

وقال التجاني إن قرار تسمية السفير يستهدف في المقام الأول "تحقيق المصالح الأمريكية"، مضيفًا أن التحولات في المنطقة جعلت من رفع التمثيل الدبلوماسي الأمريكي مع الخرطوم "أولوية". وتابع التجاني: "دور السفير الأمريكي تحدده بصورة قاطعة الخلفية التي ينطلق منها، وطالما أن جون غودفري متخصص في مكافحة الإرهاب فستكون هذه هي أولويات واشنطن في الخرطوم"، موضحًا أن هذا الأمر قد يجعل منه "سفيرًا إقليميًا" أكثر من حصر دوره في "تسوية الأوضاع بين الفرقاء السودانيين".

ورفض أستاذ العلاقات الدولية والمتخصص في العلاقات الخارجية الأمريكية البروفيسور صلاح الدين الدومة التحليلات القائلة بأن رفع التمثيل الدبلوماسي الأمريكي مع السودان "تعبير عن رغبة واشنطن في دعم الانقلاب". ووصف الدومة في حديثه لـ"الترا سودان" هذه التحليلات بـ"القاصرة عن فهم طبيعة السياسة الأمريكية في العالم" وهي سياسة تقوم على أساس "تحقيق المصالح" – طبقًا لتعبير الدومة.

https://t.me/ultrasudan

ويرى الدومة في تسمية جون غودفري سفيرًا بالخرطوم "امتدادًا للخطة الأمريكية في التعامل مع المشهد السوداني"، ويقول إن الخطوة تأتي في إطار تنفيذ "مطلوبات واشنطن" وعلى رأسها "تشكيل حكومة مدنية وتحجيم دور العسكريين في السياسة والعمل على قيام جيش موحد والحفاظ على المصالح الأمريكية في السودان وفي إقليم البحر الأحمر وإبعاد شبح التدخلات الروسية".

ووفقًا للدومة، فإن تنفيذ هذه المطالب يرتبط بوجود حكومة مدنية تتوافر لديها السلطة والإرادة لتنفيذها على أرض الواقع. ويختم الدومة إفادته لـ"الترا سودان" بأن تسمية السفير "لا علاقة لها بدعم الانقلاب" وإنما بتصفية الأجواء لتحقيق المصالح الأمريكية في السودان والإقليم، لافتًا إلى "تزامن تسمية السفير من قبل مجلس الشيوخ مع قرار مجلس النواب بإدانة الانقلاب".

وصادق مجلس الشيوخ الأمريكي بالأمس على تسمية السفير جون غودفري سفيرًا لواشنطن لدى الخرطوم بعد فترة انقطاع دامت (24) عامًا.