29-أبريل-2022
صاروخ كوريا

شاب نحيل؛ ملامحه يكسوها الوقار يتحدث بثقة وحماس وحب عن إنجازه الذي صنعه، وهو خريج جامعة بحري  قسم الميكانيكا، كان شغوفًا بعلم الفلك وما وراء الفضاء منذ صغره، الأمر الذي جعله يهوى كل البرامج التي تتحدث عن عالم الفضاء شعاره هو (الشغف يعطي الحياة معنى)..هكذا يُعرّف خالد عن نفسه وبداياته.

كوريا: المعارض ساعدت في تعريف الناس بشغفي، مما أدى إلى تعاون مجمع الفقه الإسلامي معي في تحرّي رؤية هلال رمضان

خالد عمر الشهير بـ(كوريا) حكى لـ"الترا سودان" رحلته في صناعة صاروخ فضائي، كان في بادئ الأمر مجرد فكرة غير قابلة للتطبيق، يقول عمر إن بحث تخرجه الذي يقوم على فكرة صناعة صاروخ قد تم رفضه من قبل المشرفين من الجامعة ،موضحًا أنه استمر عامًا كاملًا يعمل عليه، وكاشفًا عن استعانته بأحد مهندسي هيئة التصنيع الحربي كي يصبح مشرفًا عليه في مشروع تخرجه، تحت عنوان (صاروخ معزز لطائرة بدون طيار). ثم تفاجأ يوم مناقشة البحث برفضه من قبل المناقشين بحجة أنه بمفرده في البحث.

تيليغرام

يقول كوريا صانع الصاروخ السوداني أن الفكرة كانت في عام (2018) عندما أنشأ نادي هواة الفلك في جامعة بحري، والذي كان يهتم بعالم الفلك والفضاء بشكل عام، الأمر الذي جذب العديد من الطلاب الذين كانوا شغوفين به ولكن ليست لهم روابط تجمعهم، كاشفاً عن إنشاء رابطة الهواة التي تتكون من (30) طالبًا، الأمر الذي دفع بهم إلى عمل معرض بالجامعة، وبعدها جاءت ثورة ديسمبر المجيدة التي أطاحت بنظام الإنقاذ، وتلاها اعتصام القيادة العامة الذي كان به المعرض الثاني لنادي هواة الفلك بالتعاون مع مركز أبحاث الفضاء والطيران.

صاروخ

وبين كوريا أن تلك المعارض ساعدت في تعريف الناس بشغفه، مما أدى إلى تعاون مجمع الفقه الإسلامي معه في تحري رؤية هلال رمضان.

ويضيف خالد عمر عن النادي أنه عمل عدة فعاليات رصد بـ"حوش الخليفة" بأم درمان، الذي جلب الكثير من الهواة ضمن تلك الفعاليات، في حدث نادر عند اقتراب المشتري من زحل.

 كما أوضح خالد أن إحدى الداعمين للنادي أراد أن يجلب لنا (2) تلسكوب من بولندا، حتى يمارس النادي نشاطاته بشكل أوسع، إلا أن عراقيل كثيرة واجهته في دخوله إلى السودان، كاشفًا عن انضمام ثلاث أعضاء من النادي إلى مجموعة تحري هلال رمضان العام الحالي.

خالد كوريا

اما عن إطلاق الصاروخ فيقول خالد عمر(كوريا) أنه كان يتم إضافة مجسم الصاروخ إلى معرض النادي، بالإضافة إلى أشكال الكواكب والمركبات الفضائية الأخرى، إلا أنه بدأت تراوده فكرة الإطلاق حتى وإن كانت على بعد أمتار قليلة من الأرض، الأمر الذي دفعه إلى تنفيذ الفكرة على أرض الواقع، حيث بدأ يبحث على الإنترنت عن كيفية صناعة وقود يعطي الصاروخ قوة دفع للإقلاع، كانت التجربة الأولى هي صنع الوقود دون الصاروخ لمعرفة مدى صلابة المادة.

الصاروخ

أما التجربة الثانية استخدمت فيها الصاروخ بجانب الصاروخين الصغيرين اللذان يعطيان الصاروخ دفعه للانطلاق، لأن المحرك بمفرده يكون ضعيفًا، ولا يعطيها القوة الكافية للانطلاق، حيث استخدمت الألومنيوم "تويا" الذي يستخدم في صناعة الكانون البلدي  بالإضافة إلى الوقود الكيميائي.