20-يناير-2022

التوم هجو

التقى "الترا سودان" برئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي "الجبهة الثورية" ورئيس مسار الوسط، والعضو السابق في مجلس الشركاء، التوم الشيخ موسى الشيخ هجو، الذي تعود جذوره إلى ولاية سنار. للحوار حول أحداث الراهن السياسي وقضايا الدولة السودانية، فإلى مضابط الحوار:


  • يُنظر إلى تحالف الحرية والتغيير كأكبر تحالف سياسي في تاريخ السودان الحديث. نجح وساهم في إنتاج ثورة ديسمبر المجيدة. لاحقًا، انشق التحالف إلى مجموعتي الميثاق الوطني والمجلس المركزي. كأحد الفاعلين في مسيرة التحالف، هل كان الانشقاق نابعًا عن قناعات شخصية ورؤى موضوعية أم خلافات حول المناصب؟

التوم هجو: خلافنا مع الحرية والتغيير خلاف مبادئ، اتفقنا على "كيف نحكم السودان؟" وهم اتفقوا على "من يحكم السودان؟"

في البدء تحالف قوى الحرية والتغيير لم يسهم في الثورة، إنما الثورة السودانية هي من خلقت التحالف، وما قبل الثورة كنا كتلًا وليس جسمًا واحدًا، كنا نداء السودان الذي يشكل (80%) ويضم الجبهة الثورية وحزب الأمة ومنظمات المجتمع المدني، إضافة إلى قوى الإجماع الوطني، وتنظيمات أخرى لم ترَ النور مثل حزب البعث، والتجمع الاتحادي لم يكن موجودًا في ذلك الوقت. فالثورة إذن هي من صنعت تحالف الحرية والتغيير. 

شاهد: تغطية لهذا الملف والملفات الإخبارية الراهنة عربيًا ودوليًا على شاشة التلفزيون العربي أخبار

سعينا خلال مسيرتنا في جمع الأجسام من خلال ميثاق الفجر الجديد، وإعلان باريس مع الإمام الصادق المهدي، ثم نداء السودان. لاحقًا، تبنينا وصغنا وثيقة الحرية والتغيير، لأننا كنا مركز الثقل في نداء السودان والمعترف بنا دوليًا، بجانب تفاوضنا مع المجتمع الدولي، ونحن من أدخل التحالف الميدان، والثورة هي ثورة الشارع السوداني، لايوجد من يدعي أنه أتى بها، وحاولت القيادات السياسية اللحاق بالشارع. وهو ما حدث في ثورتي أكتوبر 1964 وأبريل 1985.

خلافنا مع الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي خلاف من حيث المبادئ، اتفقنا أن يكون منهجنا كيف يُحكَم السودان، وليس من يحكم السودان، لكنهم انحرفوا عن القضية، ومفاوضاتهم مع المكون العسكري تعتبر محاصصة، هذا هو الخلاف الرئيسي الذي أدى إلى الانشقاق. الآن أدت هذه القضية إلى مزيد من الانشقاقات، بدليل حديث الأمين السياسي في الحزب الجمهوري حيدر الصافي، الذي أكد مساومة هذه المجموعة على الوزارات، مستخدمة كل شيء بما في ذلك دماء الشباب.

  • كيف تحلل حالة الاستقطاب الحاد في المشهد السياسي، ووصف اعتصام القصر باعتصام الموز؟

أعتقد بأنه نوع من الإسفاف، لأن كان من الممكن إطلاق أي مسمى على اعتصام القيادة، كان يحوي الموز والطعام، مع تواجد جهات داعمة. هذا نوع من الخروج عن الجوهر، ولغة جديدة على الشعب السوداني. ليس هناك خلاف بين اعتصام القصر واعتصام القيادة، في كلاهما تواجدت الجماهير، إنما العكس دعم اعتصام القصر أكثر وضوحًا لوجود قبائل دخلت بجماهيرها ودوابها وسياراتها. كل ما تقدم ليس جوهر القضية، بل وجود قيادة ومطالب واضحة، عكس الآخرين الذين هربوا من اعتصام القيادة، والسؤال اليوم أين كانت القيادات ليلة فض الاعتصام وأين اللجان المنتشرة في ذلك اليوم؟ نحن فخورين بالوقوف أمام اعتصامنا للحظات الأخيرة، ومهما قيل كان اعتصامًا حقيقيًا لم تسل فيه قطرة دم، ولم تشتكِ امرأة من التحرش، كان اعتصامًا نظيفًا يليق بأخلاق الشعب السوداني. 

كان اعتصام مطالب مشروعة أدى إلى تصحيح مسار الثورة، ولا نطلق عليه انقلاب، ومن يقول هذا الاسم ليجاوب على سؤال ماذا كان قبل 25 ؟ ومجلس السيادة اليوم يحوي (4) عسكريين و(15) مدني، ومن خرج هم مجموعة عصابة الأربعة.

اقرأ/ي أيضًا:  قوى الحرية والتغيير تقرر "التعاطي الإيجابي" مع مبادرة يونيتامس

  • هل حقق اعتصام القصر أهدافه؟

نعم. أهم هدف تحقق هو إشراك الفاعلين الذين كانوا يعانون من الإقصاء من المشهد السياسي، مثل رجال الإدارة الأهلية والطرق الصوفية. وطالبنا بحل الحكومة، كنا نتمنى أن يأتي القرار من رئيس الوزراء الأسبق عبدالله حمدوك، لم استدع انقلابًا إنما قلت لن نخرج إلا إذا طلع البيان، وفعلًا لم نحدد من يأتي بالبيان سواءً من د.حمدوك أو قائد الجيش عبدالفتاح البرهان. وكان الأوفى أن يأتي البيان من د. حمدوك، ولكن كانت البلاد تسير إلى الهاوية، إضافة لمشاكل وقضايا شرق السودان. 

وتحقق هدف حل مشكلة الشرق، الذي نعده أول نتاج وثمار التصحيح، هو حل هذه القضية، التي كادت أن تعصف بوحدة السودان. وظلت جماعات تلعب بأي كرت ومنها كرت شرق السودان.

  • "الليلة ما بنرجع إلا البيان يطلع" واحدة من أقوال التوم هجو الشهيرة. هل نجح البيان في إخراج الدولة السودانية من حالة الاحتقان السياسي؟

نعم نجح البيان، والدليل هو استقرار البلاد، لكن للأسف حدث تردد وتدخلات بعد ذلك. للأسف لعب رئيس الوزراء السابق د.عبدالله حمدوك دورًا في فشل الفترة السابقة، ومرحلة ما بعد تصحيح الثورة، بعدم الوضوح. وبإذن الله سنعمل للخروج منها.

مصدر حملات التهكم في مواقع التواصل الاجتماعي معروفة لنا وهي الأحزاب الأيديولوجية التي تنتهج اغتيال الشخصية والتهديد والتخويف

  • بعد أحداث 25 أكتوبر لا يزال الشارع السوداني يزف الشهداء عقب كل مليونية، إلى متى يستمر نزيف الدم السوداني؟

يوجه هذا السؤال لمن يدفع بهؤلاء الشباب إلى حتفهم. خرجت المسيرات لأيام متتالية للتعبير عن رأيها فهل كان الناتج دماء وخراب؟ من يدفع الثمن؟ هم الشباب والشعب السوداني المسكين، الحكومة لا تدفع في ثمن، لكن المواطن البسيط الذي تتوقف حياته هو من يدفع، فعلى من يتم الضغط ومن تحارب؟ 

لابد للشباب أن يتخذ وقفة، ولا يمكن للشارع أن يسير بدون قيادة، وواحدة من مشكلات الشارع غياب القيادة، فإذا لم تظهر للواجهة سأبحث عن القيادة الخلفية.

  • هل يمكن الذهاب إلى انتخابات مبكرة قبل إكمال ملف السلام مع الحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو وحركة جيش تحرير السودان عبدالواحد محمد نور؟

لا يوجد حل إلا بالانتخابات المبكرة، وتكاد (15) شهرًا أن تكفي، ونريد إرجاع الأمانة إلى أهلها، وإذا وجد خلاف حول من يحكم؛ سنترك للشعب أن يأتي بمن يريد أن يحكمه. 

اعتصام القصر الجمهوري للمطالبة برحيل الحكومة
  • بعد استقالة د.عبدالله حمدوك؛ هل تنجح مبادرة مبعوث الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، في رأب الصدع بين الأطراف السياسية؟

النجاح يكمن في إقتناع كل فئات الشعب السوداني، وترتيب أولوياتها بصورة واضحة، الأولوية الأولى أن تكون وطنية. أما شخصنة القضايا والأنانية السياسية هي ما عقدت أمور البلد منذ الاستقلال.

  • كيف تتفاعل مع حملات التهكم في مواقع التواصل الاجتماعي، ومن هو مصدرها؟

(أجاب ضاحكًا) مصدرها معروف، هم مجموعات تمرست على هذا الفعل، وهي الأحزاب الأيديولوجية، التي تنتهج اغتيال الشخصية والتهديد والتخويف. لا تؤثر فيَ أفعالهم، فمصدرها معروف لي. اعتقد أنه صراع أزلي ما بين الحق والباطل، وفي سبيل الحق يمكن أن يموت الإنسان. وما يهم هو إجابة سؤال أين الخطأ في الحديث؟ وظللت أدعوهم إلى مناظرة لتحكيم الشعب السوداني بيننا، ولا يأتون.

 اقرأ/ي أيضًا

توقيع اتفاق سلام جنوب السودان بالخرطوم

لليوم الرابع على التوالي.. بورتسودان بلا كهرباء