حذر المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير جعفر حسن، من الصراع العسكري-العسكري، وقال إن المدنيين إذا لم يعملوا على الوصول إلى جيش موحد عاجلًا فإن هذا الصراع قد يُفني الدولة السودانية.
وأشار جعفر حسن في ندوة بولاية ميتشيغان بالولايات المتحدة الأميركية الأحد، إلى أن الحرية والتغيير أطلقت العملية السياسية لإنهاء الانقلاب للوصول إلى جيش موحد والانتقال المدني والديمقراطية.
قال المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير إن الصراع العسكري-العسكري قد يقود إلى الحرب الأهلية وفناء السودان
وأكد حسن أن الحرية والتغيير ستصدر تقييمًا للتجربة الماضية حتى لا تكرر الأخطاء وتأخذ الايجابيات، مشيرًا إلى أن هذا التحالف لن يمضي إلى إنهاء الانقلاب بمفرده هذه المرة، ولن يوقع على تسوية سياسية تفضي إلى شراكة مع العسكريين؛ بل عملية سياسية تُنهي الانقلاب.
وحدة تنسيقية
ودعا حسن إلى إعلان وحدة بين قوى الثورة في إطار التنسيق، وتشمل لجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير والأحزاب التي غادرت الحرية والتغيير للتنسيق في اتخاذ "القرارات الكبرى". داعيًا بعض الأحزاب إلى عدم تقديم من أسماهم بـ"المتشنجين"، وقال إن هذه المرحلة تتطلب تقديم أشخاص لديهم قدرة على التفكير وليس التشنج.
ورأى جعفر حسن أن "مليونية 30 يونيو" هذا الأسبوع قد لا تسقط الانقلاب، لكنها ستكون نهاية الموجة الأولى من الثورة وتبدأ موجة جديدة من الثورة بترتيبات مختلفة. وقال: "من البشريات أن الأشقاء طالبوني بالعودة إلى الخرطوم"، واستدرك: "هذا مؤشر مفرح معناها في حاجة".
ورأى حسن تعليقًا على تبني الحرية والتغيير العملية السياسية لإنهاء الانقلاب العسكري أن قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان إذا قرر التنحي وتسليم السلطة إلى المدنيين لا يمكن أن يترك "مفتاح القصر" في متجر مجاور، يجب أن تحدث نقاشات حول المرحلة القادمة.
ولد لبات غير مفوض
وقال حسن إن السفير ولد لبات غير مفوض من الاتحاد الأفريقي في المبادرة، وجاء بمفرده الى الخرطوم لخلط الأوراق، واقترح علينا مائدة مستديرة تضم جميع الأطراف السياسية عدا المؤتمر الوطني ورفضنا ذلك.
وأكد حسن أن مساعدة وزير الخارجية الأميركية "مولي فيي" رفضت المشاركة في حوار فندق السلام روتانا بالخرطوم، وقالت إن الحرية والتغيير تمثل الطرف الذي يجب أن ينُهي الانقلاب مع العسكريين.
وحول الإصلاحات المطلوبة في المرحلة القادمة وتفكيك التمكين السياسي، قال جعفر حسن إن النظام البائد عين أربعة آلاف عامل في التلفزيون القومي باتباع عملية التخزين للكوادر وشبكة تلفزيونية مثل قنوات الحرة الأميركية تعمل بـ(300) عامل فقط، وزاد: "من دخل بالشباك في التلفزيون القومي عليه أن يغادر من ذات الشباك"، بحسب تعبيره.
عودة التفكيك
وأشار جعفر حسن إلى أن هناك نقاشات حول عمل لجنة التفكيك تجرى في الوقت الراهن، لكن دون تفكيك التمكين السياسي والاقتصادي لا يمكن تحقيق الاستقرار وقد تسقط الحكومة القادمة.
وتابع: "تم تقييم فندق قراند هوليدي فيلا في شارع النيل بـ(120) مليون دولار ورفض المخلوع هذا التقييم وخفضه لـ(80) مليون دولار واشتراه القيادي في النظام البائد بـ(40) مليون دولار، ودفع 10 مليون دولار من جملة المبلغ".
وقال جعفر حسن إن لجنة التفكيك لديها وثائق ببيع الفلل الرئاسية بنصف التكلفة لرجل الأعمال جمال الوالي، وأضاف : "كل هذا التمكين الاقتصادي يجب أن يتم تفكيكه".
الجيش الموحد
وتعليقًا على الإصلاحات العسكرية في السودان، أوضح متحدث قوى الحرية والتغيير أن عدد جنود قوات الدعم السريع (117) ألف جندي، وأشار إلى أن "هذه قضية معقدة يجب أن نعمل على الوصول إلى الجيش الموحد حتى لا تتحول إلى صراع عسكري-عسكري".
جعفر حسن: يجب أن نمنع كمدنيين الصراع العسكري-العسكري لأنه سيقود إلى حرب أهلية وانقسامات إثنية قد تُفني الدولة السودانية
وأضاف: "يجب أن نمنع كمدنيين الصراع العسكري-العسكري لأنه سيقود إلى حرب أهلية وانقسامات إثنية قد تُفني الدولة السودانية"، ولفت إلى أن السودان عاجلًا أم آجلًا يجب أن يؤسس جيشًا موحدًا حتى لا يتحول الصراع العسكري إلى حرب أهلية.
وأردف: "نحتاج إلى إتاحة الفرصة لرئيس الوزراء القادم للعمل بدلًا من تسيير المواكب يوميًا، ويجب تحديد أيام للخروج والتظاهر لتحقيق المطالب".