02-مايو-2020

مفوضية الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة (فيسبوك)

رسم تقرير صادر عن مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، صورة قاتمة عن الأمن الغذائي في السودان بسبب تأثير فايروس كورونا الجديد وتزايد الإغلاق الكلي لتفادي الوباء وحاجة الملايين الى استهلاك معدلات عالية من الغذاء، بالتزامن مع الحجر الصحي والشلل المتوقع في الأعمال وفي مناطق الإنتاج.

ورجح تقرير صادر عن مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة بالسودان أن يتسبب فايروس كورونا الجديد بتأثير كبير على الأمن الغذائي والتغذية بينما يتغير الوضع بسرعة خاصة مع اشتداد حاجة السودان إلى استيراد القمح بقيمة تزيد عن مليار دولار سنويًا وظهور عوامل لم تكن في الحسبان.

قيدت الدول المصدرة للحبوب مثل روسيا وأوكرانيا ورومانيا صادراتها بسبب تدابير كورونا، والسودان يعد واحدًا من أبرز الدول التي تعتمد عليها في واردات الحبوب

ونقل التقرير إحصائيات من بعثة تقييم إمدادات المحاصيل والغذاء في السودان الصادر في 2020، وقال إن إنتاج القمح السوداني هذا العام يقدر بنحو (726) ألف طن وهو ما يمثل حوالي (25)% من إجمالي استهلاك البلاد من القمح (2.9) مليون طن.

وأشار التقرير إلى أن السودان يحتاج هذا العام إلى استيراد حوالي (2.2) مليون طن من القمح، وبالنسبة للمحاصيل المعتمدة على الاستيراد مثل القمح والذرة والأرز، يستورد السودان عادة حوالي (70) إلى (80)% من الكمية المستهلكة لأن الإنتاج المحلي أقل من الطلب والاستهلاك.

وتابع التقرير: "استورد السودان (2.7) مليون طن من القمح ودقيق القمح في 2019،  بلغت قيمتها نحو (1.1) مليار دولار أمريكي وفقًا لأحدث تقرير عن التجارة الخارجية صادر عن بنك المركزي".

اقرأ/ي أيضًا: العفو الدولية تطالب مجلس الأمن بتجديد قرار حظر الأسلحة المفروض على جوبا

ونوه التقرير إلى أنه على ضوء التدابير ذات الصلة بفايروس كورونا الجديد فرضت بعض البلدان المصدرة للحبوب قيودًا على الصادرات وأعلنت حكومة روسيا في الثاني من نيسان/أبريل الماضي قيودًا على صادرات الحبوب بما في ذلك القمح وحددت سقفًا لا يتجاوز سبعة ملايين طن بين 1 نيسان/أبريل إلى 30 حزيران/يونيو 2020.

واعتبر التقرير روسيا واحدة من أكبر مصدري القمح في العالم، وفي الموسم الزراعي من تموز/يوليو 2018 إلى حزيران/يونيو 2019 كانت قد صدرت أكثر من (43.3) مليون طن من جميع الحبوب بما في ذلك (35) مليون طن من القمح وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الروسية.

ولفت التقرير إلى أن بعض الدول المصدرة للحبوب حذت حذوها بما في ذلك رومانيا وأوكرانيا وقيدت أيضًا صادرات الحبوب، وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة للسودان، خاصة إذا ما جرى تمديد هذه القيود إلى ما بعد حزيران/يونيو المقبل.

وأوضح التقرير أن السودان استورد العام الماضي (36)% من القمح من هذه البلدان الثلاثة، حيث شكلت الواردات من روسيا حوالي (66)% من إجمالي قيمة الواردات وفقًا للبنك المركزي.

وحذر التقرير من أن ما يزيد تفاقم الوضع هو نقص العملة الصعبة لاستيراد السلع الاستراتيجية، وطبقًا لصندوق النقد الدولي في تقرير صدر في آذار/مارس 2020، فإن احتياطيات السودان النقدية منخفضة وكانت تقدر بنحو (1.4) مليار دولار في تشرين الأول/أكتوبر 2019 أو ما يعادل شهرين من الواردات.

اقرأ/ي أيضًا: لجنة أمريكية: السودان أحدث تطورًا إيجابيًا في قضايا الحريات الدينية للعام 2019

وتضمن التقرير تحذيرات من نشرة الإنذار المبكر في نيسان/أبريل 2020 حيث أكدت الأمانة الفنية للأمن الغذائي السوداني، تحالف بين وكالات الأمم المتحدة والحكومة، إنه إذا ما استمر وباء فيروس كورونا الجديد في الزيادة، فإن الأمن الغذائي سيتأثر، إذ إن جزءًا من المتأثرين هم بالضرورة جزء من القوى العاملة المنتجة.

وأضاف التقرير: "سيؤثر ذلك على توفر الغذاء واستهلاكه، فضلًا عن تأثر أجزاء من الاقتصاد الأكثر عرضة لتقلبات العرض والطلب مثل النقل والطاقة والتصنيع".

تقارير أممية: أنماط الاستهلاك سوف تتحول إلى نوعيات وكميات منخفضة من الغذاء، مما سيزيد من معدلات سوء التغذية

ونقل التقرير عن الأمانة الفنية للأمن الغذائي السوداني قولها، إن التأثير المباشر سيكون في أسواق المواد الغذائية بسبب نقص العمالة إذا استمر ذلك الوضع، لافتًا إلى تأثير آخر سيبرز في انقطاع النقل وتدابير الحجر الصحي التي تحد من وصول المزارعين إلى أسواق المدخلات والمخرجات علاوة على زيادة في فقد وهدر الطعام نتيجة لانقطاع سلسلة الإمداد الغذائي.

 ومن ناحية أخرى طبقًا للتقرير الأممي، فإن ارتفاع أسعار المواد الغذائية وضعف القوة الشرائية سيؤثران سلبًا على القدرة في الحصول على الغذاء بحسب الأمانة الفنية للأمن الغذائي السوداني، التي أشارت إلى أن أنماط الاستهلاك سوف تتحول إلى نوعيات وكميات منخفضة من الغذاء، مما سيزيد من معدلات سوء التغذية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قوى التغيير توضح خطوات صياغة مشروع قانون مفوضية بناء الأجهزة العدلية

كتل نسائية تدفع بترشيحاتها لحمدوك لتعيين خمس سيدات في مناصب الولاة