06-يونيو-2024
قوة من الدعم السريع

حملت لجان المقاومة في مدينة ود مدني قوات الدعم السريع مسؤولية المجزرة التي ارتكبها منسوبو هذه القوات في قرية ود النورة، أمس الأربعاء، الخامس من حزيران/يونيو 2024.

فيما أدانت جامعة الدول العربية بشدة الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع في منطقة ود النورة بولاية الجزيرة. وارتقى في المجزرة أكثر من (100) قتيل بنيران الدعم السريع.

لجان المقاومة في مدني قالت إن الإحصائيات الأولية تشير إلى مقتل (104) من المدنيين في مجزرة ود النورة

وفي الوقت ذاته غردت النائبة بالكونجرس الأميركي سارا جاكوبس، على خلفية الأحداث التي تشهدها البلاد، قائلة إن من أسرع الطرق لإنهاء الحرب في السودان وإنهاء المعاناة هو جعل الإمارات تتوقف عن دعم قوات الدعم السريع.

جاكوبس التي قدمت مشروع قرار يجبر الإمارات على وقف دعمها للدعم السريع، قالت إن الولايات المتحدة تحتاج إلى استخدام كل نفوذها لإنجاز ذلك. وأشارت إلى قيادتها مشروع قرار لحظر مبيعات الأسلحة الأميركية إلى الإمارات العربية المتحدة حتى تتوقف عن تأجيج هذه الحرب.

لجان المقاومة في مدني قالت إن الإحصائيات الأولية تشير إلى مقتل (104) من المدنيين في المجزرة. وانتقدت في بيان لها اليوم اطلع عليه "الترا سودان"، بيان المتحدث الرسمي باسم الدعم السريع الذي قال إن قواته استهدفت معسكرات للجيش ومستنفرين بالقرية.

ووصفت لجان المقاومة بيان الدعم السريع بأنه "متوقع ومكرر ومعاد"، حيث جرم مواطني قرية ود النورة وصنفهم هدفًا مشروعًا باعتبار تواجد نشاط عسكري. وأضافت اللجان: "قرية ود النورة ليس بها حامية عسكرية أو فرقة مشاة أو حتى نقطة شرطة".

وقالت لجان المقاومة: "نحن نتهم بصريح العبارة ارتكاب هذه المجزرة بواسطة مليشيا الدعم السريع الجنجويد، منطقة القطينة. ولن يسقط الجُرم بالتنديس والكذب والتقادم"، بحسب تعبير البيان.

وانتقدت لجان المقاومة أيضًا عدم تحرك الجيش لإنقاذ المدنيين في ود النورة المتاخمة لمناطق توجد بها قوات عسكرية تتبع للجيش، لا سيما في محلية المناقل التي ما تزال القوات المسلحة تسيطر عليها، مسمية إياها عاصمة إدارية مؤقتة لولاية الجزيرة.

أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أدان الهجوم بشدة، وأعرب عن خالص تعازيه لأسر ضحايا المجزرة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع. وأكدت الجامعة العربية دعمها للجهود المبذولة لوقف الصراع الدائر في السودان.

الناطق الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، د. بكري الجاك قال إنهم قد فجعوا بالمذبحة التي حدثت في قرية ود النورة. وأوضح بكري الجاك: "لا نعلم حتى هذه اللحظة عدد الضحايا العسكريين من الطرفين".

وأدانت تقدم "بأشد العبارات"  الانتهاكات الجسيمة التي قامت بها قوات الدعم السريع في حق المدنيين في قرى الجزيرة. ودعا بكري الجاك طرفي القتال "بالابتعاد عن مناطق المدنيين والكف عن تجنيدهم وتسليحهم في كل مناطق القتال"،  مجددًا الدعوة بالوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار.

تستمر انتهاكات الدعم السريع في ود النورة لليوم الثاني على التوالي، حيث كشفت منصة نداء الجزيرة عن قصف مدفعي لهذه القوات يستهدف القرية والقرى المجاورة. فيما وصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي مدينة المناقل المتاخمة دون إعلان مسبق. ودعت جماعات محلية لعدم استقباله سخطًا على عدم تدخل الجيش لوقف مجزرة ود النورة.

انتهاكات وجرائم الدعم السريع تدخل شهرها السادس في ولاية الجزيرة التي تشهد أحد أقسى الفصول في تاريخها. ويأتي ذلك في  ظل انقطاع لشبكات الاتصالات وشح في المواد الغذائية والأدوية، وحركة نزوح واسعة فرارًا من الهجمات.