17-يوليو-2021

(مواقع التواصل)

تشهد أسعار الأضاحي في المدن والعاصمة ارتفاعًا كبيرًا متأثرةً بالأزمة الاقتصادية والتضخم، وفي الخرطوم يُباع خروف صغير الحجم يتم توريده من غربي البلاد بقيمة (45) ألف جنيه أي ما يعادل مائة دولار، فيما الحجم الكبير بسعر (75) ألف جنيه أي ما يعادل (180) دولارًا أمريكيًا.

الأسعار الأعلى بالعاصمة

وتتفاوت أسعار الأضاحي بين مناطق العاصمة والولايات، وتبدو الخرطوم من المدن الأكثر ارتفاعًا في الأسعار نسبة للكثافة السكانية ووجود قوة شرائية عالية.

اقرأ/ي أيضًا: تتحدى الإعاقة وتمثل السودان في روسيا.. كيف بدأت "نادرين" رحلتها؟

وتشير الإحصائيات إلى أن السودان يمتلك نحو (200) مليون رأس من الماشية، لكن في ظل تدهور الخدمات البيطرية ونقص المراعي تجد الحكومة صعوبة في السيطرة على هذه الموارد.

ومقارنة مع أجور العاملين بالقطاع الحكومي، فإن بيع خروف بسعر (45) ألف جنيه ما يعادل مائة دولار يعد سعرًا مرتفعًا للغاية لعامل يتقاضى نحو (25) ألف جنيه، أي ما يعادل (20) دولارًا أمريكيًا.

ويقول إسلام حسن وهو موظف في القطاع العام لـ"الترا سودان"، إن أسعار الأضاحي ارتفعت بشكل جنوني وهو أمر متوقع في ظل الأزمة الاقتصادية والتضخم مضيفًا: "رغم ذلك سأشتري  خروف الأضحية الذي لا يمكن الاستغناء عنه".

وتقدر الإحصائيات الصادرة من غرفة المصدرين للماشية أن هناك نحو (100) ألف رأس من خراف الأضاحي جاهزة للتوريد من مناطق الإنتاج غربي البلاد ووسطها إلى مناطق التسويق، لكن مع الإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في حج هذا العام بتخفيض عدد الحجاج فإن طلبات الصادر قد تخفض ما يؤدي إلى كبح الأسعار داخليًا.

ويشير بدر الدين عبد الله وهو متعامل في بيع خراف الأضاحي جنوبي الخرطوم، إلى أن الأسعار الحالية منطقية لأن أسعار العلف والرسوم الحكومية مرتفعة، لافتًا إلى أن البيع جيد بالنسبة لهم ويتزايد كلما اقترب العيد.

وكان مدير برنامج "سلعتي" مجاهد علي الحسن، نفى في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي اتجاه الشركة السودانية للسلع الاستهلاكية بيع خراف الأضاحي، وقال إن ما ورد في هذا الصدد ليس ضمن الخطط الراهنة، وجاء رد هذا المسؤول تعليقًا على ارتفاع أسعار الأضاحي بشكل كبير هذا العام.

وكانت بعض المؤسسات الحكومية تلجأ إلى بيع الخراف بالوزن في مسعى لخفض الأسعار ويقل السعر كلما انخفض وزن الأضحيةن لكن مع تسارع نسبة التضخم في الشهور الأخيرة تباع بأسعار عالية في غالبية أسواق العاصمة التي يقطنها نحو عشرة ملايين شخص.

ويوضح بدر الدين عبد الله وهو تاجر مواشي جنوب الخرطوم لـ"الترا سودان"، أن الماشية تنقل بالشاحنات بتكلفة باهظة جدًا، إلى جانب شراء العلف وجلب المياه بواسطة المقطورات البدائية، كل هذه العوامل في نظر بدر الدين أدت إلى رفع أسعار الأضاحي.

وتوقع انخفاض الأسعار بشكل طفيف إذا ما جرى توريد كميات كبيرة من الماشية خلال الأيام القادمة مع اقتراب العيد، لكن هذا التاجر لا يتوقع انخفاضًا ملحوظًا.

وتُمارس طقوس الذبائح في السودان عادة بتجمع العائلات في منزل واحد في كثير من الأحيان، ويتيح تجمع العائلات ويُعد "طبق الشواء" من ضمن الأكلات المفضلة لديهم في هذا اليوم.

ويؤكد أمجد عبد الله أن العيد مناسبة اجتماعية أيضًا بتجمع العائلات في منزل واحد ومن الصعب الاستغناء عن شراء الأضحية مهما كانت الأسعار، قائلًا: "نتدبر أمورنا بصعوبة بالغة لشراء الخروف".

اقرأ/ي أيضًا: الحرية والتغيير ترفض مقترحًا بانتخاب المجلس التشريعي

بينما ينوه مسؤول حكومي من وزارة الزراعة في تصريح لـ"الترا سودان" إلى أن المؤسسات الحكومية المعنية قلقة من جدا ارتفاع أسعار الأضاحي مشيرًا إلى أن هناك تنسيقًا بين الحكومة والقطاع الخاص المنتج للماشية لخفض وإلغاء الرسوم في المعابر وحث التجار على بيع الخراف بأسعار معقولة.

تاجر: الأسعار لن تنخفض حتى مع اقتراب العيد

لكن الخبير في مجال الثروة الحيوانية أسامة عثمان يوضح لـ"الترا سودان"، أن الأسعار المرتفعة للأضاحي نتيجة طبيعية لـ "التضخم والغلاء"، ويستبعد وجود معالجات حكومية في هذا الصدد.

وأردف عثمان: "أسواق الأضاحي بالعاصمة والمدن قابلة للانخفاض والارتفاع وفقًا للعرض والطلب فقط، لكن الانخفاض لن يكون بالشكل المطلوب".

وأضاف: "الحكومة غارقة في معالجة الأزمات اليومية، ولا يمكن وضع توقعات بوجود معالجات لأسعار الخراف لأن المعالجات تبدأ بتركيز أسعار العلف والنقل وتوفير المراعي، وجميع هذه المعينات يعتمد المنتجون على القطاع الخاص".

اقرأ/ي أيضًا

الدقير لـ"الترا سودان": هناك ضرورة لتسريع مبادرة حمدوك

وزارة العدل تنفي ما تم تداوله عن تشريعات جديدة بقانون الطفل